على الرغم من التداعيات السلبية التى أحدثها وباء كورونا (كوفيدـ19) على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي بسبب حالة الإغلاق شبه التام، أصبحنا في ليلة وضحاها حبيسي المنازل ولا نخرج إلا للضرورة القصوى وتغيرت حياتنا اليومية فأصبحنا نعمل وندرس ونعقد المؤتمرات ونتعالج عن بعد، وذلك لمواجهة الجائحة والحد من انتشارها، وقد ترتب على ذلك بقاء أفراد الأسرة معاً في المنزل لفترات قد تمتد لساعات وأيام وأسابيع طويلة بل لأشهر، ولا شك في أن هذا الوجود وإن كان له آثار سلبية كتقييد الحرية والروتين اليومي الممل إلا أن الأزمة قد ينتج عنها إيجابيات عديدة، من أبرزها إعادة الروح إلى العلاقات الأسرية وتعزيز التقارب الأسري الذي قد يفتقده الكثيرون في ظل ضغوط الحياة وروتين العمل اليومي قبل الجائحة، حيث يصبح المنزل نتيجة لتلك الظروف هو بمثابة الملاذ الآمن لتجمع أفراد الأسرة مع بعضهم البعض.
إن استخدام مصطلح «التباعد الاجتماعي» في الحقيقة ليس حديث العهد على الإطلاق. فقد أوضح «ماكينا» «2007»، كيف ساعد «التباعد الاجتماعي» على النجاة من جائحة الإنفلونزا الإسبانية التي ضربت في عام 1918، في إشارة إلى إجراءات التحكم الاجتماعي المتخذة آنذاك من قبيل حظر التجمعات وإغلاق المدارس، مما أدى في نهاية المطاف إلى إبطاء انتشار الوباء.
وفي عام 1924، ذهب «روبرت إي بارك»، أستاذ علم الاجتماع في جامعة شيكاغو في ذلك الحين، إلى أن كلمة «التباعد» تثير لدى المتلقي معاني تتصل «بدرجات التفهم والحميمية». وفي محاولة منه لتعريف «التباعد الاجتماعي» كتب «بارك»: «كثيرًا ما نقول عن أن الشخص (أ) قريب جدًا من (ب)، و(ج) بعيد ومتحفظ، لكن (د)، من ناحية أخرى، هو شخص منفتح الذهن، متعاطف، متفهم، وعموماً يسهل التعاطي معه. جميع هذه التعبيرات تصف وتقيس إلى حد ما مدى «التباعد الاجتماعي». من الجلي هنا أن «بارك» يؤكد على أن المسافة الجسدية التي يحافظ عليها الشخص بينه وبين الآخرين تعكس سماته الفردية أو طبيعة علاقته بالآخرين.
وقبلهم قدوتنا الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث ثبته عنه قوله عليه الصلاة والسلام «فر من المجذوم فرارك من الأسد»، كما ثبت عن أمير المؤمنين الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه عاد إلى المدينة راجعاً من الشام عندما بلغه أنها موبوءة بالطاعون، وعندما اعترض عليه أبوعبيدة قائلاً «أتفر من قدر الله؟» أجابه قائلاً: «أفر من قدر الله إلى قدر الله»، فالتباعد ليست فكرة اخترعها الغرب ولكن سنة حث عليها الرسول لمواجهة الأمراض المعدية.
إذا هي حالة لا بد منها لحماية أنفسنا وحماية من نحب وبالتالي حماية المجتمع بالكامل بالمكوث من المنزل وممارسة حياتنا الطبيعية من عمل ودراسة من المنزل وحتى الترفية والتسلية من المنزل فلننظر لها من الجانب المشرق الإيجابي، ومن أبرز التأثيرات الإيجابية التي نتجت عن الاحترازات الحجر المنزلي تعزيز العلاقات الأسرية بين الأزواج، وتخفيف حدة التوتر والاختلافات بينهم في وجهات النظر بشأن الأمور الحياتية والمعيشية من ناحية، وتوطيد العلاقات بين الوالدين والأبناء من ناحية أخرى. ومن المؤكد أن اجتماع الأسرة لتناول الطعام على مائدة واحدة كانت تمثل عادة شبه غائبة في كثير من الأسر قبل جائحة (كوفيدـ19)، الأمر الذي كان له انعكاسات إيجابية في استقرار الكيان الأسري من نواح عدة: اجتماعية واقتصادية ونفسية ووجدانية وتربوية وصحية، وقس ذلك على تناول الطعام وصلاة الجماعة بين أفراد الأسرة ومتابعة التحصيل العلمي للأولاد تحت أنظار أولياء الأمور.
ومن ناحية أخرى، فإن اجتماع الأسرة في ظل الأوضاع التي فرضتها الجائحة قد شكل فرصة للتواصل مع الأبناء عن قرب، ومجالاً لإكسابهم بعض المهارات التي تتناسب وأعمارهم من خلال ممارسة أنشطة منزلية مشتركة مع الوالدين وفقاً لهواياتهم ورغباتهم. إضافة إلى مساعدتهم في التعليم عن بعد، وكذلك التعرف على احتياجات الأبناء ورغباتهم وميولهم، والفروق الفردية بينهم، وتوجيه الأبناء للجوانب الإيجابية التي تمكنهم من تجاوز المشكلات التي تواجههم في المستقبل، وغرس القيم الدينية والاجتماعية وتوعيتهم بالأمور الصحية التي ينبغي عليهم اتباعها لوقايتهم من انتقال الأمراض المعدية، خاصة ما يتعلق بالنظافة الشخصية والتباعد الجسدي في فترة الوباء كما هو الحال في الجائحة الراهنة.
وأكدت العديد من الدراسات العملية أن هناك تأثيرا إيجابيا للجائحة على العلاقات الاجتماعية سواء كانت في محيط الأسرة أو في نطاق الأهل أو مع الأصدقاء مما أدى إلى زيادة التماسك الأسري وتعميق الروابط بين الأفراد، لذلك أصبح للأسرة قيمة مضافة خلال هذه الجائحة.
لذا لا بد من أن ننظر إلى التباعد الاجتماعي بنظرة إيجابية «نعم قد نفتقد التواصل مع العالم الخارجي الأسرة والجيران والأصدقاء والزملاء في العمل أو النادي، لكن كسبنا أولادنا وآباءنا مقابل ذلك»، ونستمر في التباعد الاجتماعي، إن هذه المرحلة تستوجب من الجميع الالتزام الجاد، والمحافظة على معايير التباعد الاجتماعي، والتحدث عن لا ندري قد لا نكرر هذا اللقاء والاجتماع، لا قدر الله، لو فقدنا عزيزا، فلنستمتع ببعض، ونحافظ على بعض، ونحول هذه المحنة إلى منحة، تولد لدينا أفكارا وعادات وممارسات جديدة. علينا إعادة صياغة ظروفنا الحالية، فجميعنا ناقلون محتملون للفيروس، لذلك في كل مرة نمارس فيها التباعد الاجتماعي، نشارك في عمل مفيد للآخرين.
إن استخدام مصطلح «التباعد الاجتماعي» في الحقيقة ليس حديث العهد على الإطلاق. فقد أوضح «ماكينا» «2007»، كيف ساعد «التباعد الاجتماعي» على النجاة من جائحة الإنفلونزا الإسبانية التي ضربت في عام 1918، في إشارة إلى إجراءات التحكم الاجتماعي المتخذة آنذاك من قبيل حظر التجمعات وإغلاق المدارس، مما أدى في نهاية المطاف إلى إبطاء انتشار الوباء.
وفي عام 1924، ذهب «روبرت إي بارك»، أستاذ علم الاجتماع في جامعة شيكاغو في ذلك الحين، إلى أن كلمة «التباعد» تثير لدى المتلقي معاني تتصل «بدرجات التفهم والحميمية». وفي محاولة منه لتعريف «التباعد الاجتماعي» كتب «بارك»: «كثيرًا ما نقول عن أن الشخص (أ) قريب جدًا من (ب)، و(ج) بعيد ومتحفظ، لكن (د)، من ناحية أخرى، هو شخص منفتح الذهن، متعاطف، متفهم، وعموماً يسهل التعاطي معه. جميع هذه التعبيرات تصف وتقيس إلى حد ما مدى «التباعد الاجتماعي». من الجلي هنا أن «بارك» يؤكد على أن المسافة الجسدية التي يحافظ عليها الشخص بينه وبين الآخرين تعكس سماته الفردية أو طبيعة علاقته بالآخرين.
وقبلهم قدوتنا الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث ثبته عنه قوله عليه الصلاة والسلام «فر من المجذوم فرارك من الأسد»، كما ثبت عن أمير المؤمنين الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه عاد إلى المدينة راجعاً من الشام عندما بلغه أنها موبوءة بالطاعون، وعندما اعترض عليه أبوعبيدة قائلاً «أتفر من قدر الله؟» أجابه قائلاً: «أفر من قدر الله إلى قدر الله»، فالتباعد ليست فكرة اخترعها الغرب ولكن سنة حث عليها الرسول لمواجهة الأمراض المعدية.
إذا هي حالة لا بد منها لحماية أنفسنا وحماية من نحب وبالتالي حماية المجتمع بالكامل بالمكوث من المنزل وممارسة حياتنا الطبيعية من عمل ودراسة من المنزل وحتى الترفية والتسلية من المنزل فلننظر لها من الجانب المشرق الإيجابي، ومن أبرز التأثيرات الإيجابية التي نتجت عن الاحترازات الحجر المنزلي تعزيز العلاقات الأسرية بين الأزواج، وتخفيف حدة التوتر والاختلافات بينهم في وجهات النظر بشأن الأمور الحياتية والمعيشية من ناحية، وتوطيد العلاقات بين الوالدين والأبناء من ناحية أخرى. ومن المؤكد أن اجتماع الأسرة لتناول الطعام على مائدة واحدة كانت تمثل عادة شبه غائبة في كثير من الأسر قبل جائحة (كوفيدـ19)، الأمر الذي كان له انعكاسات إيجابية في استقرار الكيان الأسري من نواح عدة: اجتماعية واقتصادية ونفسية ووجدانية وتربوية وصحية، وقس ذلك على تناول الطعام وصلاة الجماعة بين أفراد الأسرة ومتابعة التحصيل العلمي للأولاد تحت أنظار أولياء الأمور.
ومن ناحية أخرى، فإن اجتماع الأسرة في ظل الأوضاع التي فرضتها الجائحة قد شكل فرصة للتواصل مع الأبناء عن قرب، ومجالاً لإكسابهم بعض المهارات التي تتناسب وأعمارهم من خلال ممارسة أنشطة منزلية مشتركة مع الوالدين وفقاً لهواياتهم ورغباتهم. إضافة إلى مساعدتهم في التعليم عن بعد، وكذلك التعرف على احتياجات الأبناء ورغباتهم وميولهم، والفروق الفردية بينهم، وتوجيه الأبناء للجوانب الإيجابية التي تمكنهم من تجاوز المشكلات التي تواجههم في المستقبل، وغرس القيم الدينية والاجتماعية وتوعيتهم بالأمور الصحية التي ينبغي عليهم اتباعها لوقايتهم من انتقال الأمراض المعدية، خاصة ما يتعلق بالنظافة الشخصية والتباعد الجسدي في فترة الوباء كما هو الحال في الجائحة الراهنة.
وأكدت العديد من الدراسات العملية أن هناك تأثيرا إيجابيا للجائحة على العلاقات الاجتماعية سواء كانت في محيط الأسرة أو في نطاق الأهل أو مع الأصدقاء مما أدى إلى زيادة التماسك الأسري وتعميق الروابط بين الأفراد، لذلك أصبح للأسرة قيمة مضافة خلال هذه الجائحة.
لذا لا بد من أن ننظر إلى التباعد الاجتماعي بنظرة إيجابية «نعم قد نفتقد التواصل مع العالم الخارجي الأسرة والجيران والأصدقاء والزملاء في العمل أو النادي، لكن كسبنا أولادنا وآباءنا مقابل ذلك»، ونستمر في التباعد الاجتماعي، إن هذه المرحلة تستوجب من الجميع الالتزام الجاد، والمحافظة على معايير التباعد الاجتماعي، والتحدث عن لا ندري قد لا نكرر هذا اللقاء والاجتماع، لا قدر الله، لو فقدنا عزيزا، فلنستمتع ببعض، ونحافظ على بعض، ونحول هذه المحنة إلى منحة، تولد لدينا أفكارا وعادات وممارسات جديدة. علينا إعادة صياغة ظروفنا الحالية، فجميعنا ناقلون محتملون للفيروس، لذلك في كل مرة نمارس فيها التباعد الاجتماعي، نشارك في عمل مفيد للآخرين.