لا يشك متابع لتجربة الملالي في حكم إيران في أن الرئيس الجديد سيستمر في دعم الميليشيات التي أوجدها النظام في لبنان واليمن والعراق وسوريا وغيرها، بل إنه سيكون الرئيس الأكثر حماساً واندفاعاً ودعماً لها وسيخصص جل أو ربما كل الأموال الإيرانية المحتمل الإفراج عنها نتيجة اتفاق جنيف للارتقاء بها، فهو يعلم أنها أدوات النظام الإيراني وأذرعه التي شارك في تأسيسها وبها يتوغل في تلك البلدان، وأن من دونها ينكشف النظام وقد يزول سريعاً.السيرة الذاتية للرئيس إبراهيم رئيسي الذي يصفه الكثيرون بالجزار ولا يختلفون على دوره في مجزرة 1988 التي راح ضحيتها أكثر من 30 ألف سجين سياسي تجعل أولئك وغيرهم يجمعون على أنه سيكون الرئيس الأكثر تشدداً والأكثر دعماً وتوظيفاً لتلك الميليشيات. يستدلون على ذلك بما رأوه في مسرح الأحداث منذ لحظة الإعلان عن فوزه الذي كان متوقعاً ومضموناً، حيث حياه حسن نصر الله أمين عام «حزب الله» بتغريدة قال فيها «سلام على إبراهيم» واتبع ذلك برسالة رسمية تم بثها عبر الفضائيات «السوسة» ملخصها أن هذا الحزب وغيره من الميليشيات في انتظار الدعم المأمول والكريم، وحيث انهالت رسائل التعبير عن الولاء من قبل بقية الميليشيات.مشكلة إبراهيم رئيسي أنه يبدأ حكمه بمواجهة مجموعة كبيرة من الاتهامات أبسطها دوره في تلك المذبحة وأنه متورط في جرائم ضد الإنسانية وأن صعوده إلى الرئاسة بدلا عن التحقيق معه في تلك الجرائم ومعاقبته إهانة للإنسانية.المعارضة الإيرانية تقول إن هذا الذي يحدث تأكيد على أن إفلات المسؤولين في النظام الإيراني من العقاب هو السائد في إيران منذ أكثر من أربعين سنة وأنه لا يمكن لمن هكذا وضعه وهكذا ملفه إلا أن يكون متشدداً وداعماً للميليشيات وتوسعياً.حتى اللحظة لم يتوفر من يرد على هذا الرأي وهو ما يجعل السياسيين يتوقعون الأكثر مرارة، إلا أن يفاجئ رئيسي العالم بما هو غير متوقع.