«الدولة العراقية لا تحتاج إلى الدعم في مواجهة الإيرانيين بل ضد العراقيين الذين يعملون لصالح طهران ويهددون في وضح النهار حكومة السيد مصطفى الكاظمي». بهذه العبارة ختم الإعلامي السعودي، رئيس التحرير السابق لصحيفة «الشرق الأوسط» والمدير العام السابق لقناة «العربية» عبد الرحمن الراشد مقاله ليوم الأربعاء الماضي في صحيفة «الشرق الأوسط» وعنوانه «من أجل سيادة العراق» والذي استعرض من خلاله حالة هذا البلد العربي والقوى المختلفة التي تعمل على نهبه وخصوصاً إيران التي تتغلغل في أجهزة الدولة بوقاحة لا مثيل لها في التاريخ، وحاول التوصل إلى فهم ما وراء اللقاء الذي جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله بن الحسين ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في بغداد.

القول بأن العراق مهدد من الداخل أكثر مما هو مهدد من الخارج قول خطير ومؤلم، وهو يعني باختصار أن النظام الإيراني تمكن خلال السنوات الماضية من إيجاد من يعينه من العراقيين على إدارة العراق والتحكم فيه واتخاذ القرارات المصيرية بدلاً عنه وهو قابع في طهران، ويعني أيضاً أن أذناب إيران من العراقيين ليسوا قلة ولكنهم يغلبون كل شجاعة ويمكن للنظام الإيراني أن يعتمد عليهم لتنفيذ كل ما يريده حتى الوصول إلى النقطة الهدف. وهذا وذاك يعنيان أن الكاظمي الذي يثبت في كل يوم أنه رجل المرحلة سيظل مهدداً طالما بقي في منصبه وطالما ظلت أفكار التحرر من الأجنبي تراوده وتدفعه إلى عقد لقاءات مع زعماء عرب في بغداد.

مؤلم أن يكون هكذا وضع العراق، فأن يعمد بعض أهله إلى تمكين النظام الإيراني منه أمر يمكن تصنيفه في باب المأساة. المشكلة ستتضح أكثر عندما يحين وقت انسحاب القوات الأمريكية من العراق، حيث ستعمد كل تلك القوى وخصوصاً تركيا وإيران إلى فرض نفسها والتمكن من ابتزاز المزيد، إلا إن عاد بائعو العراق إلى رشدهم، وهذا من المستحيل.