يأخذ البعض على البعض قوله عند وقوع أي حادث في المياه أو في أي دولة من دول المنطقة أن الفاعل هو إيران.ينبثق عن هذا سؤالان: الأول هو هل إيران هي «الطوفة الهبيطة» التي تغري الآخرين لاتهامها في كل حين؟ والثاني هو هل من المعقول أن تبادر الدول إلى اتهام إيران لو أنها لم تكن متورطة ويتوافر على ذلك الدليل والبرهان؟العلاقات الدولية تحكمها ضوابط تمنع من قيام أي دولة باتهام أخرى من دون دليل وإلا فإنها تحتمل العواقب التي أقلها اعتبار الدول أنها لا تستحق الثقة فتتأثر علاقتها بها. منطقاً لا يمكن لأي دولة أن تقدم على اتهام أخرى بهذه الطريقة لأن سيادة هذا المنطق يجعلها هي أيضاً معرضة للاتهام من قبل تلك الدولة أو غيرها في كل حين.اتهامات الدول بعضها بعضاً لا تكون جزافاً ولا يمكن أن تكون إرضاءً لدول أخرى؛ فهذه الدولة التي قامت باتهام تلك الدولة تصبح صغيرة لو ثبت أنها تسرعت أو لم يكن بيدها ما يعزز شكوكها بتورط تلك الدولة. لا يمكن مثلاً وليس من المنطق أن تقدم هذه الدولة أو تلك على اتهام إيران بتورطها في إطلاق صاروخ أو طائرة من دون طيار وقصف جهة ما أو القول إنها هي التي قامت باختطاف سفينة في عرض البحر استجابة لرغبة الولايات المتحدة أو بريطانيا أو غيرهما أو لمجرد أنها تريد أن تغيظ إيران. مثل هذا الأمر لا يمكن أن يحصل إلا في الأفلام والخيال الذي يحتل العقول المريضة.كمثال على ما سبق، لولا أنه توافر العديد من الأدلة على تورط إيران في دعم وتمويل ذلك البعض الذي فعل فعلته في 2011 وأمدته بالسلاح ودربته عليه لما أقدمت البحرين على اتهامها.اتهام الدول للدول من غير دليل أمر مستبعد بل غير وارد. إلا إن كانت إيران تعتبر نفسها «الطوفة الهبيطة»!
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90