عندما نولد نجد أنفسنا مربوطين بعلاقات إنسانية واجتماعية مع أناس محددين، وما هذه العلاقات إلا قدر مكتوب علينا فنرضى به ونتقبله، كالوالدين والإخوة، والأقارب، وربما ندمج في هذه القائمة الجيران وزملاء العمل وزملاء الدراسة، لكن هناك قائمة أخرى من العلاقات الاجتماعية التي نختارها بقرار منا وباختيارنا، ولعل أبرز هذه العلاقات الصداقة، فنحن نتخير أصدقاءنا،
و ننتقيهم، ونجتهد لنحافظ على هذه العلاقة، ونتألم إذا ما انهارت هذه العلاقة، ونسعد باستمرار علاقة الصداقات الناجحة، وعلاقة الصداقة من العلاقات الإنسانية المهمة التي تعزز التماسك الاجتماعي، وتنظم علاقة الصداقة مجموعة من قيم ومبادئ تجعل هذه العلاقة مستمرة، كحفظ بعضهم أسرار بعض، ومساندة بعضهم بعضاً وقت الشدة حتى درجت مقولة: (الصديق وقت الضيق)، علاقة الاحترام المتبادلة، والتشارك في الهوايات والميول.
ومن الجميل أن الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعلنت 30 يوليو اليوم الدولي للصداقة، حيث نشرت هذا الإعلان على موقعها الرسمي عام 2011م واضعة في اعتبارها أن الصداقة بين الشعوب والبلدان والثقافات والأفراد يمكن أن تصبح عاملاً ملهماً لجهود السلام، وتشكل فرصة لبناء الجسور بين المجتمعات، ولاحترام التنوع الثقافي.
وشددت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بموجب قرارها 65/275 بشكل خاص على أهمية إشراك الشباب وقادة المستقبل في الأنشطة المجتمعية الرامية إلى التسامح والاحترام بين مختلف الثقافات.
والمراد من اليوم الدولي للصداقة هو دعم غايات وأهداف إعلان الجمعية العامة وبرنامج عملها المتعلقين بثقافة السلام والعقد الدولي لثقافة السلام واللاعنف لأطفال العالم (2001 - 2010).
وللاحتفال بهذا اليوم، تشجع الأمم المتحدة الحكومات والمنظمات الدولية ومجموعات المجتمع الدولي على القيام بأنشطة ومبادرات تسهم في الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي من أجل تعزيز الحوار بين الحضارات، والتضامن، والتفاهم، والمصالحة.
ويقوم اليوم الدولي للصداقة على إدراك جدوى الصداقة وأهميتها بوصفها إحدى المشاعر النبيلة والقيمة في حياة البشر في جميع أنحاء العالم.
إنها حقاً مبادرة جميلة من الأمم المتحدة أن تعطي اهتماماً كبيراً لهذه العلاقة الإنسانية المهمة؛ فعلاقات الصداقة الناجحة سبب من أسباب سعادة للإنسان، وهي في الوقت نفسه سبب من أسباب التماسك الاجتماعي، ولكن نجاح علاقة الصداقة يبقى مرهوناً بحسن الاختيار، وقدرة الطرفين على التغافل عن أخطاء بعضهم البعض، وقدرة الطرفين على إسعاد كل منهما للآخر، وهنا يطرح سؤال نفسه، هل الخل الوفي ضرب من المستحيل شأنه شأن الغول والعنقاء كما قيل من قبل ؟!!!! ودمتم أبناء قومي سالمين.