يعتقد البعض أن وجود رجال الأمن في المناطق التي يتم فيها إحياء شعائر عاشوراء أو تلك القريبة منها مناقض للقول بأن المشاركين في الإحياء مارسوا حرياتهم كما ينبغي. المثير أن هذا البعض نفسه سيقول من دون تردد في حال حصول مشكلة في المكان تتطلب تدخل الأمن إن الأمن مقصر بعدم وجوده أو لعدم وجوده بالعدد المطلوب!

هذا التناقض هو الذي يعيشه ذلك البعض الذي يعتبر وجود الأمن في مناسبة إحياء شعائر عاشوراء تضييقاً على الحريات وسبباً للتوتر، فيملأ وسائل الإعلام والاتصال بمقالاته وتغريداته التي من المؤسف أن بين العامة من ينساقون وراءها من دون تفكير ويوافقونه على وجهة نظره الناقصة هذه. والمثير أيضاً أن هؤلاء لا يترددون عن القول بأن الأمن مقصر لو أنه حصلت مشكلة ما في المكان ولم يكن موجوداً أو لم يتدخل سريعاً!

إضافة إلى أن نجاح موسم عاشوراء هذا العام يعود إلى رعاية ودعم ومتابعة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه وحرص جلالته على توفير المثال على أن البحرين واحة للتعايش والتسامح والتعددية وتوجيه جلالته إلى توفير كل ما يلزم لإقامة الشعائر الحسينية بأمن وأمان وفي ظل الإجراءات الصحية المحددة من الفريق الوطني الطبي، فالأكيد هو أن ما قامت به وزارة الداخلية لتحقيق ذلك كان سبباً مهماً في نجاح موسم عاشوراء وتمكين المشاركين فيه من ممارسة ما يرضيهم.

الحقيقة التي ينبغي لذلك البعض ومن يسيرون في فلكه أن يعترفوا بها هي أنه لولا جهود وزارة الداخلية على اختلافها لما تمكن المشاركون في عزاء سيد الشهداء عليه السلام من تحقيق مرادهم. وعليه فإن كل كلام ناقص يقولونه وينشرونه لا قيمة له ولا يمكن لعاقل أن يأخذ به ومردود عليه.

وجود رجال الأمن في أي مناسبة يشارك فيها أعداد كبيرة أساس نجاحها، وغيابهم يفسدها ويؤذي المشاركين.