من المشكلات التي يعاني منها أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» اعتقادهم بأنهم مؤثرون في الساحة إلى الحد الذي يجعل الحكومة «تقلق» من نشاطهم فتشتري أنظمة متطورة للتجسس بغية اقتحام هواتفهم ومعرفة تحركاتهم. ولكن لأن هذا الأمر بعيد عن الواقع لسببين؛ الأول هو أنهم غير مؤثرين ولم يعودوا قادرين على شحن العامة الذين تبينت لهم خلال السنوات العشر الماضية الكثير من الحقائق التي أوصلتهم إلى قناعة مفادها أنهم كانوا ضحية وأداة وجسراً، والثاني هو أنهم مكشوفون للجهات ذات العلاقة، لذا فإن أحداً لم يلتفت إلى ما صاروا ينشرونه أخيراً عن تعرض هواتف بعضهم لعمليات تجسس.منطقياً وعملياً لا توجد دولة في العالم لا تسعى إلى الحصول على المعلومات عن الآخر الذي يمكن أن يكون دولة أو مؤسسة أو حزباً أو فرداً. السعي لمعرفة ما يفعله ويقوله الآخر وما يفكر فيه أمر تقوم به حتى أندية كرة القدم، فكيف بالدول التي من مسؤولياتها حماية شعوبها؟كل دول العالم تفعل ذلك وإلا تكون قد اختارت تعريض نفسها للخطر وانتهى أمرها، لهذا فإنها توجد المؤسسات التي يمكنها القيام بذلك بكل الطرق والوسائل التي منها اقتناء الأنظمة الحديثة التي تعينها على تحقيق هذه الغاية. هذا يعني أن السعي للحصول على المعلومة عن الآخر في كل وقت حق للدولة، ويعني أن التجسس ليس غريباً أو ممنوعاً أو حراماً، فمعلومة صغيرة قد تمنع بلاوي كثيرة.التقدير هو أن أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» وصلوا إلى مرحلة تبين لهم فيها أنهم لم يتمكنوا من تحقيق ما سعوا إليه وأنهم على وشك الوصول إلى رفع الراية البيضاء فعمدوا إلى نشر الأخبار عن تعرضهم لعمليات تجسس ومراقبة، فهذا يوهمهم بأهميتهم وبوجودهم وقد يؤدي إلى تعاطف البعض معهم.الحقيقة التي ينبغي أن يدركها أولئك هي أن الدول لا تسعى إلى التجسس على ما هو مكشوف.