تجول بخاطري الكثير من الذكريات لزمن لجميل تربينا فيه على بساط الحياة البسيطة المألوفة المتوارثة من الأجيال. تربية أثرت في صقل شخصياتنا وجعلتنا نواجه الحياة ببصيرة وحكمة ونشاط زاخر. بدءاً من تربية البيت العود الذي عشنا فيه مع الأجداد والآباء والأعمام والأخوال وأبنائهم، ومروراً بالفرجان التي كنا نلعب فيها ألعاب الفرح بلا خوف وبأمن وأمان، وانتهاء بعالم جميل يقدر العطاء وننتقل فيه بين أروقة التواصل والمحبة الغامرة مع الأحباء من الأهل والأقرباء والأصدقاء، فلم يكن هناك ما يعيق التواصل ولا ما يشغل المرء عن مغامرات فاصلة في حياته. حياة بسيطة في جميع جوانبها، نتربى فيها على الخير بعفوية وجمال الأرواح وابتسامة لا تفارق الوجوه.
اليوم ليس كالأمس.. فبعد أن كنا نشتكي من أثر الغزو التكنولوجي لحياتنا وحياة فلذات أكبادنا، فإذا بجائحة كورونا تلقي بظلالها على تربيتنا بصورة أكثر ضرراً، فباتت التربية بمفهومها الحديث (افتراضية) في جميع الجوانب شئنا أم أبينا.
إنها تربية الحواسيب ووسائل التواصل الاجتماعي وبرامج التواصل الحديثة التي أربكت عقول الأطفال قبل الكبار، ففي الماضي كان الطفل يستمتع بألعابه في المنزل أو على ساحل البحر، أو بدراجته، أو بالمرح في الساحات.. اليوم إن أردت أن تقلل من بكائه فما عليك إلا أن تعطيه الآيباد أو الهاتف لينشغل بالأفلام والألعاب!!
افتقدنا الجلسات الأسرية الجميلة التي بتبادل فيها الجميع حديث الذكريات وشجون الحياة، ويلاعبون صغارهم، ويتفننون في المزاح والمرح. افتقدنا جلسات الكبار التي كنا نستمتع فيها بأحاديثهم الشيقة وحنانهم ودفئهم.. أما اليوم فقلما تجد من يقابلك بكل جسده ويضع هاتفه بعيداً ليستمتع بقربك والحديث معك. فتجد المجلس بصغاره وكباره وقد استغرقوا في التواصل الافتراضي مع زملائهم وفي تصفح برامج التواصل الاجتماعي. فأجساد بلا مشاعر متواصلة.. هكذا هو الحال.
ومع غزو جائحة كورونا افتقد الأبناء ذلك الوصال الاجتماعي مع زملائهم في أروقة المدارس، وفي التواصل المباشر مع معلميهم والاستمتاع بالبيئة المدرسية الجميلة التي ما زلنا نستذكر ذكرياتها. إنها ظروف استثنائية ساهمت بلا شك في إضعاف البيئة التربوية للأبناء وبخاصة الأطفال، الذين حرموا من متعة اللعب مع أصدقائهم في روضاتهم ومدارسهم.. فباتوا يتواصلون ويتعلمون ويتمازحون «افتراضياً» فهم يعيشون في بيئة افتراضية فرضتها عليهم الظروف.
إن الاستغراق في منهج «التربية الافتراضية» في مثل هذه الظروف والمبالغة في الخوف على الأبناء وإحاطتهم بسياج متين من القيود والاحترازات والاحتياطات، والانغماس في تلك البرامج التواصلية التي تكشف يوميات الآخرين الخاصة، وتجعل من تلك البرامج ملاذاً وهروباً من فراغ الحياة.. إنما يولد لنا جيلاً منطوياً على نفسه منعزلاً عن العالم الخارجي لا يعرف معنى الحياة، ولا يتحمل مسؤولياته بالصورة المطلوبة، كما يسهم في إضعاف مهاراته الاجتماعية وفنون التعامل مع الآخرين، والانزواء بعيداً عن محطات العطاء والأثر وخدمة المجتمع. وهذا ما نحذر منه، بأن تؤثر الجائحة سلباً على جيل صغير هو نبراس المجتمع في المستقبل القريب وهو يد التغيير والتأثير، لذا فإن الحاجة ماسة جداً لإعادة التأهيل للصغار بل والكبار أيضاً.. وعدم الاستسلام لهذه الظروف.. التأهيل الفكري والاجتماعي والثقافي وعلى كافة الصعد بما يضمن الخروج الآمن للمجتمع والعطاء لجميع مناحي الحياة. فهي الرسالة التي يجب أن تقدم في الحياة أياً كانت الظروف.
من هنا يبرز دور الأسرة الإيجابية التي تساعد أفراد أسرتها على المضي بنجاح في المجتمع، والتوازن بين متطلبات الحياة، من أجل صناعة جيل قادر على إبهار العالم، ويتقن مهارات الحياة، ويتعلم مهارات «السنع» بصورة خاصة.
ومضة أمل:
أشتاق لتربية كنا فيها الآباء والأصدقاء لأطفال صنعوا الفارق في حياة الآخرين.
اليوم ليس كالأمس.. فبعد أن كنا نشتكي من أثر الغزو التكنولوجي لحياتنا وحياة فلذات أكبادنا، فإذا بجائحة كورونا تلقي بظلالها على تربيتنا بصورة أكثر ضرراً، فباتت التربية بمفهومها الحديث (افتراضية) في جميع الجوانب شئنا أم أبينا.
إنها تربية الحواسيب ووسائل التواصل الاجتماعي وبرامج التواصل الحديثة التي أربكت عقول الأطفال قبل الكبار، ففي الماضي كان الطفل يستمتع بألعابه في المنزل أو على ساحل البحر، أو بدراجته، أو بالمرح في الساحات.. اليوم إن أردت أن تقلل من بكائه فما عليك إلا أن تعطيه الآيباد أو الهاتف لينشغل بالأفلام والألعاب!!
افتقدنا الجلسات الأسرية الجميلة التي بتبادل فيها الجميع حديث الذكريات وشجون الحياة، ويلاعبون صغارهم، ويتفننون في المزاح والمرح. افتقدنا جلسات الكبار التي كنا نستمتع فيها بأحاديثهم الشيقة وحنانهم ودفئهم.. أما اليوم فقلما تجد من يقابلك بكل جسده ويضع هاتفه بعيداً ليستمتع بقربك والحديث معك. فتجد المجلس بصغاره وكباره وقد استغرقوا في التواصل الافتراضي مع زملائهم وفي تصفح برامج التواصل الاجتماعي. فأجساد بلا مشاعر متواصلة.. هكذا هو الحال.
ومع غزو جائحة كورونا افتقد الأبناء ذلك الوصال الاجتماعي مع زملائهم في أروقة المدارس، وفي التواصل المباشر مع معلميهم والاستمتاع بالبيئة المدرسية الجميلة التي ما زلنا نستذكر ذكرياتها. إنها ظروف استثنائية ساهمت بلا شك في إضعاف البيئة التربوية للأبناء وبخاصة الأطفال، الذين حرموا من متعة اللعب مع أصدقائهم في روضاتهم ومدارسهم.. فباتوا يتواصلون ويتعلمون ويتمازحون «افتراضياً» فهم يعيشون في بيئة افتراضية فرضتها عليهم الظروف.
إن الاستغراق في منهج «التربية الافتراضية» في مثل هذه الظروف والمبالغة في الخوف على الأبناء وإحاطتهم بسياج متين من القيود والاحترازات والاحتياطات، والانغماس في تلك البرامج التواصلية التي تكشف يوميات الآخرين الخاصة، وتجعل من تلك البرامج ملاذاً وهروباً من فراغ الحياة.. إنما يولد لنا جيلاً منطوياً على نفسه منعزلاً عن العالم الخارجي لا يعرف معنى الحياة، ولا يتحمل مسؤولياته بالصورة المطلوبة، كما يسهم في إضعاف مهاراته الاجتماعية وفنون التعامل مع الآخرين، والانزواء بعيداً عن محطات العطاء والأثر وخدمة المجتمع. وهذا ما نحذر منه، بأن تؤثر الجائحة سلباً على جيل صغير هو نبراس المجتمع في المستقبل القريب وهو يد التغيير والتأثير، لذا فإن الحاجة ماسة جداً لإعادة التأهيل للصغار بل والكبار أيضاً.. وعدم الاستسلام لهذه الظروف.. التأهيل الفكري والاجتماعي والثقافي وعلى كافة الصعد بما يضمن الخروج الآمن للمجتمع والعطاء لجميع مناحي الحياة. فهي الرسالة التي يجب أن تقدم في الحياة أياً كانت الظروف.
من هنا يبرز دور الأسرة الإيجابية التي تساعد أفراد أسرتها على المضي بنجاح في المجتمع، والتوازن بين متطلبات الحياة، من أجل صناعة جيل قادر على إبهار العالم، ويتقن مهارات الحياة، ويتعلم مهارات «السنع» بصورة خاصة.
ومضة أمل:
أشتاق لتربية كنا فيها الآباء والأصدقاء لأطفال صنعوا الفارق في حياة الآخرين.