الخبر الذي تم تبادله قبل أيام وملخصه أن واحداً من الذين يعتبرهم البعض قيادياً كان له رأي سالب في فكرة الإفراج عنه ضمن قانون العقوبات البديلة يوفر المثال على أن الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» دخلاء على العمل السياسي، فالسياسي ينتظر الفرص ويستغلها ولا يسمح للعواطف أن تتخذ المواقف والقرارات بالنيابة عنه ولا يسمح لنفسه بالمتاجرة في حياة ومستقبل من يثقون به، عدا أن هذا الموقف السالب من شأنه أن يزيد من حالة الانقسام بين ذلك البعض ويعمقها، فهناك من سيرفض هذا التصرف، وهناك من سيعتبره مثالاً يحتذي به فيظل قابعاً حيث هو.الخطأ الأكبر في هكذا موقف هو الاستشهاد بآية قرآنية وبموقف نبي كريم قال في ظرف خاص إن السجن أحب إليه من الوقوع في الرذيلة، عدا أن المقارنة هنا منبوذة، فذاك نبي، وهذا مجرد شخص حاكمه القانون فجرمه.مقابل أولئك الذين أثنوا على الموقف السالب لذلك الشخص وعمدوا إلى الإعلاء من شأنه ولم ينتبهوا إلى أنهم إنما يساهمون بذلك في عدم الاستفادة من الفرص ويؤكدون بعدهم عن العمل السياسي انبرى واحد من الذين اختاروا الخارج موئلاً فكتب تغريدة طرح خلالها تساؤلاً مهماً في صيغة استنكار ملخصه «ألم يحن لقوى المعارضة أن تتقدم، على الأقل، لشبر واحد.. خطوة واحدة ؟ «وتمنى على «رفاقه» إقناعه بالقبول!الاستمرار في القراءة الخاطئة ومحاكمة النوايا يؤكد عدم قدرة الذين يعتبرون أنفسهم «قادة للمعارضة» على التعامل مع الواقع بواقعية وبعدهم عن السياسة، وعلى تقديمهم لأنفسهم على حساب الذين تسببوا عليهم.خطوة وزارة الداخلية مقدرة ومشكورة من قبل الجميع وخصوصاً أهالي الذين تضرروا من تلك «القفزة المجنونة في الهواء» وتنظر إليها المنظمات الحقوقية الدولية باحترام وتحسبها سبباً لانفراجة تؤدي إلى إغلاق ملف تسبب في تعطيل الحياة.المتاجرة بالمواقف والعواطف عملية مشكوفة ومرفوضة خصوصاً من قبل المتضررين من سابقاتها وذويهم.
{{ article.visit_count }}