تحرص كثير من الدول على التحول نحو التنوع الاقتصادي وتتجه نحو القطاع غير النفطي، وتعد السياحة إحدى البدائل الهامة للانتعاش الاقتصادي، ومملكة البحرين من الدول التي تطمح بأن تكون من الوجهات الأولى للسائح من مختلف الدول، وتسعى لصناعة السياحة لما تمتلك من مقومات كثيرة وعناصر جذب سياحي أهمها التنوع الحضاري والطبيعي وتاريخها العظيم لتكون مقصد السائح العربي والأجنبي وخلق بيئة تنافسية مع كثير من الدول بهدف التنمية السياحية في منطقة الخليج بعد أن توجهت أنظار العالم في الآونة الأخيرة للسياحة في دولنا الخليجية لما تمتلك من سياحة واعية وجاذبة للاستثمار فهذا التنافس يعزز التنوع والإبداع لجذب السائح من مختلف الدول وخاصة الخليجي لقدرته على التنقل السريع والسهل بين دول مجلس التعاون الخليجي.

مساعٍ كثيرة لوزارة الصناعة والتجارة والسياحة ومجلس التنمية الاقتصادية لتطوير السياحة في مملكة البحرين وتطوير برامجها الترفيهية واستقطاب الاستثمار المحلي والاجنبي بهدف تنمية الحركة السياحية، فإنشاء مسرح الدانة بالقرب من حلبة البحرين الدولية قفزة نوعية للسياحة فهو مشروع يستحق الإشادة والثناء والدعم، فمملكة البحرين بحاجة إلى مسرح ترفيهي بمواصفات عصرية يسع لعدد كبير من المشاهدين، بعيداً عن الازدحام السكني والاختناقات المرورية ومسرح الدانة جاء في وقت مناسب يحتاجه المواطن والمقيم والسائح للترفيه بعد الجائحة وعودة حميدة للنقاهة وانطلاقة متجددة للسياحة البحرينية الزاخرة بالتنوع في شتى مجالات السياحة الجاذبة للترفيه النوعي، فمسرح الدانة يسع لعشرة آلاف مشاهد و«يشمل العديد من الساحات الداخلية والخارجية الخلابة كالشرفات وأجنحة خاصة مطلة على المسرح الرئيسي، وحديقة الصحراء وقاعة لمتعهدي الفعاليات العالمية والشركات وللمناسبات الخاصة بالإضافة إلى مساحة تحتوي على مجموعة متنوعة من الأطعمة والمشروبات».

إحياء الفنان الخليجي الكبير راشد الماجد كانطلاقة أولى في الافتتاح الرسمي لمسرح الدانة في 5 نوفمبر المقبل فكرة في محلها لشعبية الفنان راشد الماجد في الوطن العربي وجمهوره الواسع خاصة في مملكة البحرين وهذه انطلاقة طيبة نتمنى أن تكون جميع الحفلات الغنائية على مسرح الدانة بمستوى السندباد راشد الماجد، كما أن التنوع الفني مطلوب خاصة الفنانين العالميين للوقوف على مسرح الدانة، ولا ننسى نصيب الفنان البحريني من المسرح فهو بحاجة إلى الدعم والتشجيع المستمرين، فانتشاره في العالم العربي هو تسويق للمملكة كحاضنة للفن كونه جزءاً اصيلاً من ثقافتنا المحلية، ونحن كمواطنين نساند وندعم القطاع السياحي العام والخاص لتقديم سياحة متنوعة تسهم في تطوير الأطر السياحية في المملكة من أجل تنميتها واستدامتها.