تأكيد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء خلال مشاركته في أعمال مبادرة الشرق الأوسط التي افتتحها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية الشقيقة على أن السعودية «هي العمق الإستراتيجي للمنطقة وأنها تضطلع دوماً بكل ما من شأنه تحقيق النماء والاستقرار لها من خلال مبادراتها المختلفة الساعية نحو الرفعة والازدهار» يلخص إلى جانب حقيقة أن المملكتين الجارتين متكاملتان، حالة التوهان التي يعيشها البعض الذي أقحم نفسه في عالم السياسة عنوة ويعتبر نفسه «معارضة».

فعندما يكون في المنطقة بلد بحجم السعودية وقدراتها ومكانتها، وعندما يتوفر في المنطقة فكر إستراتيجي يعبر عن قادة المملكتين وأشقائهم في دول مجلس التعاون فإن كل تفكير في إحداث تغيير سالب في المنطقة أو في جزء منها يدخل في باب الأحلام المعبرة عن غياب وعي ذلك البعض الذي راهن ولا يزال على المتغيرات المفاجئة في المنطقة ويعتقد أن النظام الإيراني والأنظمة التي دخلت على الخط قادرة على تمكينه.

ليس من عاقل في العالم إلا ويقول من دون تردد إن وجود السعودية في المنطقة هو صمام أمانها وإن أحداً مهما بلغت قوته وبراعة شيطانه يستطيع تجاوز هذه الحقيقة ويتعرض لدول مجلس التعاون بالسوء، فالسعودية هي المرصاد، والسعودية هي الحامي بعد الله سبحانه وتعالى. ولعل الدليل الأحدث على هذه الحقيقة أن النظام الإيراني يسعى منذ شهور إلى تصحيح الخطأ الشنيع الذي ارتكبه عندما تقاعس عن حماية السفارة السعودية و «تخادن» مع المعتدين عليها وأدى إلى اتخاذ الرياض موقفاً سالباً منه بقطع العلاقات الدبلوماسية معه وما تبع ذلك من إجراءات أربكت إيران كثيراً.

الحقيقة التي لا يدركها أولئك الذين لا يعرفون بعد حجم ومكانة وقوة وتأثير السعودية هي أن النظام الإيراني بصدد تغيير الكثير من سلوكاته والتزاماته من أجل إعادة علاقاته معها.