من الأمور المضحكة المبكية في موضوع خطيئة قرداحي أن رئيس «اللجنة الثورية العليا» للحوثيين، محمد علي الحوثي دعا حكومة الحوثي إلى «إصدار قرار بمنع المنتجات السعودية من دخول اليمن» وذلك رداً على قرار السعودية وقف استيراد المنتجات اللبنانية! مؤكداً بذلك أنه يعيش في عالم آخر وأن حاله لا يختلف عن حال «رئيس وفد صنعاء للتفاوض» محمد عبدالسلام الذي عمد إلى تطمين اللبنانيين فقال «لا يروعنك ما يفعله النظام السعودي فهو يكشر بلا أنياب بعد أن تكسرت على نصال اليمن»! مؤكدين بذلك حالة الوهم التي تمكن النظام الإيراني من إدخال الحوثيين وأتباعهم فيها، فهذا الكلام وكثير مثله لا يمكن أن ينطق به «صاحي».آخرون من هذا الفصيل ذهبوا إلى أن السعودية ودول التعاون استغلت خطأ قرداحي بغية التحكم في لبنان وفرض هيمنتها عليه والتمكن من محاصرة وإضعاف «حزب الله» وإيران.. وتمكين إسرائيل التي صار لها وجوداً في المنطقة، وصارت مرغوبة ومطلوبة!كل هذا الكلام ليس إلا تعبيراً عن حالة الضعف التي يعيشها الحوثي وإيران وكل من لايزال تحت تأثيرهما، حيث الموضوع ببساطة لا يعدو أن وزيراً للإعلام في لبنان أدلى بتصريحات ناقصة عن السعودية ودول المجلس وبدل أن يعتذر بحجة أنه قال ما قال قبل توزيره أصر على رأيه وعلى عدم الاعتذار فأكد حق الدول المتضررة من تصريحه وموقفه اتخاذ ما تراه مناسباً بشأن كل هذا، فهي دول مستقلة وحاضرة ولا يمكن أن تقبل على نفسها، كما أن شعوبها لا تقبل منها السكوت في مثل هذه الحالات فالإهانة تشملهم. وليس من العرب من يقبل بالإهانة.خطيئة قرداحي كشفت عن أمور كثيرة، ليس أولها حالة الوهم التي تمكن النظام الإيراني من إغراق اليمنيين فيها، وليس آخرها أن كل هؤلاء أقحموا أنفسهم في بحر السياسة وهم لا يعرفون السباحة فيه.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90