الخبر الذي وفره وزير الإعلام اليمني على شكل تغريدة ملخصها أن «مقاتلي الحوثي استخدموا صاروخين باليستيين إيرانيي الصنع لاستهداف مسجد في مأرب وأسفرا عن مقتل وإصابة أكثر من 30 مدنياً بينهم نساء وأطفال» ينبغي أن يتوقف عنده كل الذين اختاروا الانحياز عميانياً إلى أحزاب الحوثي ونصر الله والنظام الإيراني. فأن ترفع هذه «الدول» شعارات الدفاع عن الإسلام ولا تتردد عن قصف مسجد بني لعبادة الله جل وعلا مسألة يحاسب عليها الله سبحانه وتعالى المؤيدين لأفعال هذه «الدول» قبل أن يحاسبها ويحاسب قادتها الذين يعتبرون أنفسهم ظل الله على الأرض.هذه الحادثة -التي من الطبيعي أن ينفيها أولئك ولا يترددون عن القسم بأغلظ الأيمان بأنه لا علاقة لهم بها وأنها دعاية ضدهم- تكفي ليراجع المرء نفسه ويتساءل ولو في سره عن دور النظام الإيراني وأتباعه في اليمن ولبنان بشكل خاص. فما يجري في هاتين الدولتين العربيتين من أسباب توتر كل المنطقة، والسكوت عنه تمكين للنظام الإيراني وجعله أكثر تحكماً فيها.في هذا السياق يمكن القول من دون تردد بأن إصرار جورج قرداحي قبل أيام على التمسك بمنصبه وقوله بأن استقالته «مسألة غير واردة» ليس فعله وقوله هو وإنما فعل وقول حسن نصر الله وخامنئي والحوثي الذين يعرف العالم أجمع أنهم هم الذين فرضوه على الحكومة وعلى لبنان. بمعنى لو أن قرداحي غير قراره وقدم استقالته فإن الأكيد هو أنه فعل ذلك تنفيذاً لقرار هؤلاء الثلاثة.الشعارات الثورية التي يرفعها النظام الإيراني وأتباعه في لبنان واليمن تناقض أفعالهم وتصل إلى حد استهداف دور العبادة وقتل كل من يعبر عن رفضه لتوجهاتهم وأفعالهم، ولأن دول مجلس التعاون وعلى رأسها المملكة العربية السعودية غير غافلة عن كل هذا لذا لم تتردد عن اتخاذ ما يلزم من إجراءات في هذين البلدين على وجه الخصوص. وهذا هو لب الحاصل حالياً فيهما وفي كامل المنطقة.