وكعادته الشتوية يضع كرسيه أمام باب جمعية تاريخ وآثار البحرين، مستمتعاً بالأجواء وبيده «استكانة» الشاي الأحمر قبيل وقت الغروب، كان هذا أول لقاء لي مع الأستاذ الراحل عيد القحطاني عند عتبات باب الحديقة وأنا أتقدم باتجاهه مبتسماً ابتسامة يخفيها كمامي الذي ارتديه، يرحب بي ويسألني عما أريد، عرفته بنفسي وبدأ بطرح عدد من الأسئلة التي تنم عن ذكاء شديد وفراسة غير عادية، أسئلة يستطيع من خلالها «بومحمد» تحديد طريقة تعامله مع الذي أمامه، وهذه الخبرة والفراسة هي نتاج العمل الطويل والاحتكاك بمختلف أنواع البشر في العمل الدبلوماسي الذي صقل فيه هذه الفطرة بالحكم على البشر، أظنني اجتزت اختباره واستلطفني وبدأ بالنقاش معي عما يمكن أن أقدمه للجمعية عند تطوعي معهم، طال ذاك التحقيق حتى التحق بنا الدكتور عيسى أمين لنبدأ سلسلة حواراتنا الأسبوعية، التي أصبحت عادة جميلة أستمتع بلحظاتها مع العم عيد، كان شديد الدقة وقوي الملاحظة ولديه حس أمني فريد من نوعه، يبهرك بما يقرأ، يتمسك برأيه دائماً الذي يقبل النقاش إلى حد معقول بالنسبة إليه، ولكنه يجيد طرح الأسئلة التي تشكك في تمسك الطرف المناقش له برأيه، عندما يغيب أحد الإخوة أو الأخوات عن الحضور فدائماً ما يبادر العم عيد القحطاني بعتابه، ودائماً ما تكون رسالته «وينك ما بينت، مكانك خالي»، الشديد والدقيق وقت العمل هو العطوف الحبيب في أوقات الراحة.
كان بومحمد شخصاً استثنائياً؛ فهو التلميذ النجيب لمدرسة سمو الشيخ محمد بن مبارك في تأسيس وزارة الخارجية، وهو الذي بدأ مسيرته في إيران إبان حكم الشاه، لينتقل بعدها إلى بغداد ومنها إلى الكويت، ليلعب دوراً بطولياً خلال الغزو العراقي للكويت؛ فلقد كان المسؤول الأول عن إجلاء الرعايا البحرينيين من الكويت إبان الغزو، حيث عمل على إجلائهم من الكويت إلى العراق ومنها إلى الأردن فالسعودية وصولاً إلى مملكة البحرين، ولقد حمل على عاتقه هذه المهمة بسبب غياب باقي أعضاء السفارة، حيث كانوا يقضون إجازاتهم الصيفية.
أنهى مهمة نقل الجالية البحرينية وبعض الشخصيات الكويتية من الكويت إلى البحرين في أكتوبر 1990 وكان هو كعادته في آخر فوج من المواطنين الخارجين برعاية السفارة البحرينية يوم الأربعاء 11 أكتوبر 1990 ومع ضمن المغادرين عدد من الإعلاميين الكويتيين وأبناء الأسرة الحاكمة في دولة الكويت ليصل معهم إلى البحرين عن طريق الأردن حتى عاد ليفتتح سفارة البحرين في مارس 1991.
رحل العم العيد ليلاقي ربه وترك خلفه سيرة عطرة لشخصية محبوبة لا تتكرر، شخصية عرفت ببذل الغالي والنفيس من أجل تراب هذا الوطن، رحل العم عيد ليتركنا هنا نبكيه ونستذكر مناقبه ومحاسنه ونعود بكل ذكرياتنا معه إلى تلك اللحظات التي دائماً ما كانت تبدأ بابتسامته.
كان بومحمد شخصاً استثنائياً؛ فهو التلميذ النجيب لمدرسة سمو الشيخ محمد بن مبارك في تأسيس وزارة الخارجية، وهو الذي بدأ مسيرته في إيران إبان حكم الشاه، لينتقل بعدها إلى بغداد ومنها إلى الكويت، ليلعب دوراً بطولياً خلال الغزو العراقي للكويت؛ فلقد كان المسؤول الأول عن إجلاء الرعايا البحرينيين من الكويت إبان الغزو، حيث عمل على إجلائهم من الكويت إلى العراق ومنها إلى الأردن فالسعودية وصولاً إلى مملكة البحرين، ولقد حمل على عاتقه هذه المهمة بسبب غياب باقي أعضاء السفارة، حيث كانوا يقضون إجازاتهم الصيفية.
أنهى مهمة نقل الجالية البحرينية وبعض الشخصيات الكويتية من الكويت إلى البحرين في أكتوبر 1990 وكان هو كعادته في آخر فوج من المواطنين الخارجين برعاية السفارة البحرينية يوم الأربعاء 11 أكتوبر 1990 ومع ضمن المغادرين عدد من الإعلاميين الكويتيين وأبناء الأسرة الحاكمة في دولة الكويت ليصل معهم إلى البحرين عن طريق الأردن حتى عاد ليفتتح سفارة البحرين في مارس 1991.
رحل العم العيد ليلاقي ربه وترك خلفه سيرة عطرة لشخصية محبوبة لا تتكرر، شخصية عرفت ببذل الغالي والنفيس من أجل تراب هذا الوطن، رحل العم عيد ليتركنا هنا نبكيه ونستذكر مناقبه ومحاسنه ونعود بكل ذكرياتنا معه إلى تلك اللحظات التي دائماً ما كانت تبدأ بابتسامته.