في يونيو الماضي نشرت في هذه المساحة مقالاً عنوانه «هل تطال اغتيالات العراق الكاظمي؟» قلت فيه ما ملخصه أن رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي بسبب النجاحات اللافتة التي حققها منذ تسلمه هذا المنصب صار قريباً من السيطرة على الأمن في العراق وأن هذا سيؤدي بالضرورة إلى استقراره وهو ما يؤذي النظام الإيراني.

كتاب كثيرون أشاروا في مقالاتهم إلى الاحتمال نفسه؛ فالكاظمي مشروع اغتيال من الدرجة الأولى. فأن تكون مخلصاً لوطنك وساعياً لحل مشكلاته وتحريره فإن هذا يكفي الأجنبي والموالين له من العراقيين ليعتبروك هدفاً ويطلقوا عليك من المسيرات المفخخة ما يعتقدون أنهم يتمكنون بها منك.

أولئك الذين قرروا التخلص من الكاظمي لم يتمكنوا من اغتياله، وبدلاً من نجاحهم حصد هو من حماقتهم الكثير فازداد قوة ومكانة، فلم يجد من يحتمل أن يكون له علاقة بما جرى غير التشكيك في محاولة الاغتيال والقول إنها ربما تكون تمثيلية للتغطية على الأحداث الأخيرة في العراق بسبب نتائج الانتخابات، وهذا مردود عليه، فإذا كان بإمكان الحكومة العراقية أن تخدع بعض العراقيين فالأكيد أنها لا تستطيع أن تخدع كل العراقيين، والأكيد أنها لا تستطيع أن تخدع العالم وتضحك عليه، والدليل أن أحداً في العالم لم يشكك في ما جرى والجميع أعرب عن رفضه محاولة الاغتيال ووصفها بالعمل الإرهابي الآثم.

النظام الإيراني وأتباعه لا يمكن أن يقبلوا بالكاظمي؛ فهو يعيق تحركهم ويفشلهم ويفضحهم، لهذا سعوا للتخلص منه وسيستمرون في محاولاتهم، وسيفعلون الشيء نفسه مع أمثاله. هم لا يريدون من يعمل على إعادة علاقات العراق بالدول العربية وخصوصاً السعودية ولا يريدون من يعمل على إعادة العراق إلى مكانته وزهوه؛ لهذا لن تتوقف محاولاتهم وسيقبلون الاستمرار في الفشل، فهو أهون عليهم من القبول بما يحيي العراق.

ليست هذ المرة الأولى التي يتعرض فيها الكاظمي لمحاولة اغتيال ولن تكون الأخيرة.