قول أمين عام «حزب الله» في خطابه الخميس الماضي إن حزبه وإيران لا علاقة لهما بما يجري في اليمن وإنهما لا يمدانه بالمال والسلاح ولم يشاركا في تدريب عناصره وليس لهما أي دور في تطوير الصواريخ والطائرات المسيرة التي تطلق على السعودية قول لا يمكن لعاقل تصديقه؛ فالحوثيون لا يمتلكون القدرة والمال والخبرة والتقنية التي تعينهم على فعل كل ذلك عدا أن العالم كله صار يعرف أن لإيران وحزبها في لبنان دوراً أساساً في اليمن ويعرف أنهما اللذان يخططان ويرسمان ويفعلان كل ما يعين الحوثيين على مواصلة الحرب.

نصرالله حاول في خطابه تبرئة حزبه وإيران من اعتداءات الحوثيين على السعودية والقول إنه لا يوجد لدى المملكة أي مبرر لاتخاذ موقف من لبنان ولا يوجد لدى اللبنانيين أي مبرر للاعتقاد أن الحزب وإيران سبب إقدام السعودية على اتخاذ قراراتها الأخيرة.

محاولة لم ولن يكتب لها النجاح؛ لأنها تنطلق من مغالطات يفضحها الواقع، إذ لولا ما قام ويقوم به هذا الحزب والنظام الإيراني في لبنان واليمن وكامل المنطقة لما حصل كل هذا الذي حصل ولسارعت السعودية إلى إعادة لبنان إلى الحياة.

مشكلة السعودية ليست مع لبنان، ولكن مع ما يقوم به «حزب إيران في لبنان» من أفعال تؤدي إلى كل الذي أدت إليه، كما أنه ليس من أخلاق السعودية المنة على الآخرين؛ فالسعودية تعطي بيمينها ما تخفيه عن شمالها، ولكنها بالتأكيد لا تقبل أن يأتيها من لبنان ما صار يأتيها بحكم هيمنة ذلك الحزب عليه وبحكم تمكنه وإيران من اليمن. فأي شيء أكثر من إطلاق الصواريخ والمسيرات المفخخة عليها بشكل يومي؟

ملخص ما تقوله السعودية هو أنه يوجد خلل ينبغي إصلاحه وإلا فعلى لبنان أن يحتمل ما يأتيه بسبب تحكم ذلك الحزب فيه وبسبب هيمنة النظام الإيراني عليه. وهذا نفسه الذي يقوله العديد من المسؤولين في لبنان سراً وجهراً.