قبل أيام تناقشت مع مجموعة من النشطاء على منصة «توتير» قصة لاعبات فريق «باريس سان جيرمان»، وكيف أن اللاعبة أميناتا ديالو دبرت اعتداء على زميلتها خيرة حمداوي ذات الأصول الجزائرية، نتيجة تألق الثانية في الفريق وتهديد مكانة الأولى في التشكيلة.

النقاش في البداية أخذ الجانب الحساس والذي دائماً ما نقدمه «نظرية المؤامرة» والعنصرية، البعض في البداية وصف أن تصرف اللاعبة الفرنسية «ديالو» كان بسبب أن الكراهية والنظرة الدونية للعرب، أي التحسس من اللاعبة ذات الأصول الجزائرية، حتى تبدت هذه النظرية لأن الأولى من أصول أفريقية أي «اختكي مثلكي».

طبعاً صاحب الفلسفة لا يعلن الاستسلام ويجد دائماً مخرجاً للورطة التي وقع فيها، وعليه ظهرت نظرية جديدة لهؤلاء النشطاء تقول بأن ما حدث يؤكد ما تناقلته القصص والحكم طوال السنين بأن «المرأة هي عدوة المرأة» وأنها الكائن الشرير الذي بحث عن هزيمة جنسه ولا يحب أن يشاهد أي ناجحة، والسبب هو الحقد.

نقطة اعترضت عليها وأحببت أن أقولها بشكل لطيف تجنباً للمشاحنات، بأن الأمر ليس بقاعدة وأن موضوع الحقد متأصل في جميع البشر ما دام الإنسان يجد قصوراً في نفسه وأفعاله ويقيسه على الآخرين. وكما توقعت أن الأمر لا يعجبهم فقد استمات البعض في الإصرار بأن التاريخ شاهد على كيد النساء وشر المرأة، ولا يمكن لأحد أن ينكر ذلك، حتى ظهر ذلك العالم صاحب الحجة والدماغ ليقول لي، «ألم تسمع قول الله تعالى في النساء؟»، فقلت أي قول؟ فقال «إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ»، أو لم تعلم بأن سبب خروج البشر من الجنة امرأة؟ أبعد كل هذا تقول إن الأمر ليس بقاعدة! بل هو فطرة فيهن.

لست بشخص متخصص في الفقه ولا في التشريع، إلا أنها أمور بسيطة مذكورة في القرآن والسيرة العطرة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ويكفي للشخص العادي أن يجد فيها الإجابات، ومن خلال فهمي البسيط أستطيع أن أقول لك أخي المتحامل على النساء، أن من قال «إن كيدكن عظيم» اختلف المفسرون حول القائل هل هو «عزيز مصر أو الشاهد»، وليست من قول رب العالمين، وأما قولك بأن المرأة سبب خروج البشر من الجنة فأعتقد بأن الآية واضحة «وعصى آدم ربه فغوى»، لم تذكر المرأة وهي أم البشرية حواء بأنها السبب، فيكف تفسر أن ذلك؟

النقاش انتهى بيننا، وكما هو حال كثير من النقاشات لا يتقبل أحد الخسارة والرأي الآخر. وبعدها جلست أفكر بيني وبين نفسي، لماذا نخصص الحقد لجنس دون آخر ولماذا نبحث عن مبرر لأبناء جلدتنا أو لجنسنا أو أقاربنا أو من هم على ديننا وإن كانوا على خطأ، لماذا لا نجرد المخطئ من كل تلك الأوصاف ونذكره بصفته الحقيقية وهي «المخطئ».