كثيراً ما يرتفع صوت خطاب «الحفاظ على الهوية» الملتبس معنى ومقصداً، في مواجهة تيارات العولمة العاتية، وكذلك الحديث الخوف على الهوية من الذوبان في الآخر، وكأنه قطعة من الثلج تذوب بالحرارة. وغالباً ما يقدم هذا النوع من الخطاب بشكل مدرسي مكرر وممجوج حول ما يعتبر ثوابت «الهوية العربية - الإسلامية» الموصوفة بالنقاء والأصالة، كأنها جوهر لا يتغير، إلى آخر سلسلة النعوت المثالية.
وبنفس المقدار من الوثوقية يتم في الغالب «شتم العولمة والتغريب والحداثة» جملة وتفصيلاً، والتحذير من مخاطرها جميعاً، بفذلكات لغوية ومعادلات بلاغية تلفيقية في الغالب، تمزج بشكل سحري بين ما يسمى بالأصالة والمعاصرة، بشكل يريح السامع العربي في الغالب.
والحقيقة مثل هذه اللغة وهذا الخطاب لم يعد مقنعاً ولا ملائماً، وأننا كعرب واقعون لا محالة تحت تأثير الحداثة والعولمة، كما نحن واقعون تحت تأثير الماضي، ولكن لا يمكننا أن نضمن مكاناً لائقاً على الخريطة الدولية، من دون أن نكون منافساً ثقافياً نقدم للعالم منتجاً إبداعياً مقنعاً، ومن دون إقامة صناعات ثقافية وحماية الإنتاج الثقافي الوطني والقومي، لأن الأمر لا يتعلق فقط بحماية ما يسمى بالهوية، لكن أيضاً بمنافسة المنتجات الثقافية التي ينتجها عالم اليوم بأكثر الوسائل حيوية وتقدماً وتوزيعاً وتداولاً. سوف يكون من الأفضل لنا أن نبحث عن وسائل وسبل ليكون لنا موقف وموقع هجومي لمشاركة العالم في الإنتاج والإبداع، والتوقف عن التباكي من التهديد المحتمل لخصوصيتنا ولهويتنا كما لو كنا بقايا حضارات في مهب الريح، مهددة بالانقراض والاندثار، بأن تكون لنا رؤية خطة عمل.
فأوروبا وأمريكا تعيشان اليوم تحت ضغط النمطية الثقافية، فكل الصناعات الثقافية الغربية تنتج منتجات متشابهة، بما يهدد التنوع الثقافي. ولذلك علينا إيجاد مؤسسات ثقافية جادة لخدمة الشباب وفتح نوافذ أمامهم على عالم المعرفة والأفكار والمعلومات، لأنه من دون هذا الإعداد الثقافي، لا يمكن أن نؤهل الإنسان العربي لخوض غمار العمل التنموي، ولا تنمية حقيقية بإنسان جاهل مغلق ومرعوب من الآخرين، غير عارف بالثراء الموجود في حضارته، وغير منفتح على الثقافة في العالم. ولذلك علينا أن نقيم المشاريع الثقافية الكبرى جنباً إلى جنب مع المشاريع التنموية الاقتصادية والإنشائية وغيرها، وأن نقدم للعالم منتجاتنا الثقافية والإبداعية من منطلق الثقة والاقتدار، بعيداً عن ثقافة التلفيق والخوف من الحداثة. وسوف يكون بإمكانها أن تصبح مراكز استقطاب وإشعاع ثقافي.
ولضمان المزيد من الدعم للثقافة، يتوجب عمل صندوق خاص لتنمية المشاريع الثقافية الكبرى مثل إنشاء المكتبات العامة والمسارح والأندية الثقافية، بحيث تحظى هذه المشاريع الثقافية بالدعم الكبير شأنها شأن المشروعات الصناعية والاقتصادية والتجارية، وسوف يكون هذا تعبيراً عن وعي بأن إعطاء بلداننا مجالات ثقافية لتكون فضاءً للحوار وتلاقح التجارب والأفكار والاطلاع على تجارب الآخرين.
وبنفس المقدار من الوثوقية يتم في الغالب «شتم العولمة والتغريب والحداثة» جملة وتفصيلاً، والتحذير من مخاطرها جميعاً، بفذلكات لغوية ومعادلات بلاغية تلفيقية في الغالب، تمزج بشكل سحري بين ما يسمى بالأصالة والمعاصرة، بشكل يريح السامع العربي في الغالب.
والحقيقة مثل هذه اللغة وهذا الخطاب لم يعد مقنعاً ولا ملائماً، وأننا كعرب واقعون لا محالة تحت تأثير الحداثة والعولمة، كما نحن واقعون تحت تأثير الماضي، ولكن لا يمكننا أن نضمن مكاناً لائقاً على الخريطة الدولية، من دون أن نكون منافساً ثقافياً نقدم للعالم منتجاً إبداعياً مقنعاً، ومن دون إقامة صناعات ثقافية وحماية الإنتاج الثقافي الوطني والقومي، لأن الأمر لا يتعلق فقط بحماية ما يسمى بالهوية، لكن أيضاً بمنافسة المنتجات الثقافية التي ينتجها عالم اليوم بأكثر الوسائل حيوية وتقدماً وتوزيعاً وتداولاً. سوف يكون من الأفضل لنا أن نبحث عن وسائل وسبل ليكون لنا موقف وموقع هجومي لمشاركة العالم في الإنتاج والإبداع، والتوقف عن التباكي من التهديد المحتمل لخصوصيتنا ولهويتنا كما لو كنا بقايا حضارات في مهب الريح، مهددة بالانقراض والاندثار، بأن تكون لنا رؤية خطة عمل.
فأوروبا وأمريكا تعيشان اليوم تحت ضغط النمطية الثقافية، فكل الصناعات الثقافية الغربية تنتج منتجات متشابهة، بما يهدد التنوع الثقافي. ولذلك علينا إيجاد مؤسسات ثقافية جادة لخدمة الشباب وفتح نوافذ أمامهم على عالم المعرفة والأفكار والمعلومات، لأنه من دون هذا الإعداد الثقافي، لا يمكن أن نؤهل الإنسان العربي لخوض غمار العمل التنموي، ولا تنمية حقيقية بإنسان جاهل مغلق ومرعوب من الآخرين، غير عارف بالثراء الموجود في حضارته، وغير منفتح على الثقافة في العالم. ولذلك علينا أن نقيم المشاريع الثقافية الكبرى جنباً إلى جنب مع المشاريع التنموية الاقتصادية والإنشائية وغيرها، وأن نقدم للعالم منتجاتنا الثقافية والإبداعية من منطلق الثقة والاقتدار، بعيداً عن ثقافة التلفيق والخوف من الحداثة. وسوف يكون بإمكانها أن تصبح مراكز استقطاب وإشعاع ثقافي.
ولضمان المزيد من الدعم للثقافة، يتوجب عمل صندوق خاص لتنمية المشاريع الثقافية الكبرى مثل إنشاء المكتبات العامة والمسارح والأندية الثقافية، بحيث تحظى هذه المشاريع الثقافية بالدعم الكبير شأنها شأن المشروعات الصناعية والاقتصادية والتجارية، وسوف يكون هذا تعبيراً عن وعي بأن إعطاء بلداننا مجالات ثقافية لتكون فضاءً للحوار وتلاقح التجارب والأفكار والاطلاع على تجارب الآخرين.