أمر طبيعي أن يسارع مريدو السوء إلى القول بأن الخبر الذي أعلنت عنه المباحث والأدلة الجنائية مؤخراً ومفاده «القبض على عناصر إرهابية شرعت في التخطيط والإعداد لعمليات إرهابية تستهدف الأمن والسلم الأهلي وضبط أسلحة ومتفجرات مصدرها إيران لدى تلك العناصر المرتبطة بمجموعات إرهابية موجودة في إيران» غير صحيح وأنه مجرد «علثة» لإدانة بعض الأفراد والفئات والتضييق على الحريات، إذ من غير المعقول وغير المنطقي أن يعترفوا بتورطهم في مثل هذه الجريمة. لكنهم لم ينتبهوا إلى أمر مهم هو أن الدول لا تقدم على توجيه الاتهامات للدول الأخرى اعتباطاً، فلو لم يتوفر لدى المباحث والأدلة الجنائية الدليل على تورط إيران في الجريمة لما عمدت إلى ذكر اسمها في الإعلان، فلهذه الاتهامات استتباعات تدركها الدول جيداً وتدرك أيضاً أنها يمكن أن تفقد مصداقيتها لدى الدول الأخرى لو أنها اتهمت أي دولة من دون دليل.

ورود اسم إيران في الإعلان تأكيد على أن الأمر صحيح وأن عملية استباقية قد تمت بالتعاون مع جهاز المخابرات الوطني أدت إلى التوصل إلى معلومات أكيدة عن تورط مجموعة من الأفراد في هذه الجريمة. الدليل الآخر على صحة الإعلان أن البحرين لا تخسر لو أن شيئا من ذلك لم يحدث.

الحقيقة التي يدركها اليوم العالم -كل العالم- جيداً هي أن إيران مستمرة في استهداف أمن البحرين وأنها تحتوي مجموعة من المغرر بهم ممن هان عليهم بيع الوطن من أجل شعارات لا يمكن أن تترجم إلى واقع وتحركهم لتحقيق تلك الغاية، لهذا فإن العالم لم يتردد عن تصديق ذلك الإعلان وتكذيب مريدي السوء وإيران، للأسباب سالفة الذكر ولغيرها.

السنوات العشر الماضيات أثبتت أن كل ما قالته الأجهزة الأمنية كن صحيحا، وكل ما قاله مريدو السوء لم يكن صحيحاً. ولولا هذا لما انفض الناس من حول «المعارضة» التي تثبت في كل يوم أنها سالبة وتدار من الخارج.