ظهور لبنان كدولة جاء بعد اتفاقية «سايكس بيكو - 1916» الشهيرة التي وقعها المنتصرون من الحلفاء في الحرب العالمية الأولى وتحديداً بين بريطانيا وفرنسا وبعد سقوط الإمبراطورية العثمانية التي كانت منطقة «الشام» والعراق تحت نفوذها، الإنجليز سيطروا على فلسطين وشرق الأردن والعراق وذهبت سوريا ومن ضمنها منطقة جبل لبنان للفرنسيين.
وخلال فترة السيطرة الفرنسية -ما يسمى بالانتداب- على سوريا سعى الفرنسيون لإعطاء المسيحيين المارونيين الذين يقطنون جبل لبنان وطناً منفصلاً وخاصاً بهم. وأول إعلان لقيام دولة لبنانية كان في عام سبتمبر من عام 1920 وسميت بدولة لبنان الكبير لأن الفرنسيين وبالاتفاق مع زعيم المارونيين آنذاك رجل الكنيسة البطريرك إلياس بطرس الحويك أضافوا مناطق لجبل لبنان تابعة لسوريا من ضمنها منطقة البقاع وصيدا. وكان علم دولة لبنان الكبير عبارة عن العلم الفرنسي نفسه الأحمر والأبيض والأزرق لكن تتوسطه شجرة الأرز. باختصار، فرنسا تعد بمثابة الأب الروحي -إن لم تكن الأب الفعلي- للبنان كدولة.
ولهذا اليوم -أي بعد مئة عام- لم ينفك الارتباط اللبناني الفرنسي حتى بعد إلغائه ورقياً عام 1946 مع قيام الجمهورية اللبنانية. فالفرنسيون حالهم حال كل «الآباء» والمستعمرين في العصر الحديث لا يتركون مستوطناتهم وإن تركوها عسكرياً. حيث تبقى فرنسا موجودة في المشهدين السياسي والثقافي اللبناني بشكل دائم مع تفاوت طفيف في درجة النفوذ حسب الفترة الزمنية.
لذلك، تحركت فرنسا سريعاً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد أزمة لبنان مع دول الخليج ولعبت الدور الأكبر في تخفيف حدة الصدام الدبلوماسي بين الطرفين ويبدو أنها نجحت نسبياً في ذلك خاصة بعد أن أعلن أحد أبرز أسباب الأزمة الأخيرة «المدعو قرداحي» استقالته والتي تزامنت مع زيارة «ماكرون» للسعودية والإمارات قبل يومين.
من جانب آخر، جاء التحرك الفرنسي الأخير وجولة «ماكرون» في المنطقة بعد عدة سنوات من الفتور في العلاقات بين فرنسا والسعودية ليصبح من الواضح أن الفرنسيين يبحثون الآن عن تعزيز العلاقات مع دول الخليج طمعاً في صفقات تجارية وعسكرية تحرك اقتصادهم ويسعون لسد أي فراغ عسكري ونفوذ سياسي قد يحدثه انخفاض اهتمام الأمريكان بالمنطقة.
وهكذا يثبت لنا سقوط الممولين من الأعداء «قرداحي وأشباهه» وزيارات المكابرين «أمثال كاميرون الذي صرح تصريحات سلبية تجاه دول الخليج سابقا» أن دول الخليج لديها أوراق رابحة متعددة تستطيع أن تحركها وتلعب بها تصد بها المتطاولين عليها وتعزز من مكانتها كدول لها ثقلها الإقليمي والعالمي.
وخلال فترة السيطرة الفرنسية -ما يسمى بالانتداب- على سوريا سعى الفرنسيون لإعطاء المسيحيين المارونيين الذين يقطنون جبل لبنان وطناً منفصلاً وخاصاً بهم. وأول إعلان لقيام دولة لبنانية كان في عام سبتمبر من عام 1920 وسميت بدولة لبنان الكبير لأن الفرنسيين وبالاتفاق مع زعيم المارونيين آنذاك رجل الكنيسة البطريرك إلياس بطرس الحويك أضافوا مناطق لجبل لبنان تابعة لسوريا من ضمنها منطقة البقاع وصيدا. وكان علم دولة لبنان الكبير عبارة عن العلم الفرنسي نفسه الأحمر والأبيض والأزرق لكن تتوسطه شجرة الأرز. باختصار، فرنسا تعد بمثابة الأب الروحي -إن لم تكن الأب الفعلي- للبنان كدولة.
ولهذا اليوم -أي بعد مئة عام- لم ينفك الارتباط اللبناني الفرنسي حتى بعد إلغائه ورقياً عام 1946 مع قيام الجمهورية اللبنانية. فالفرنسيون حالهم حال كل «الآباء» والمستعمرين في العصر الحديث لا يتركون مستوطناتهم وإن تركوها عسكرياً. حيث تبقى فرنسا موجودة في المشهدين السياسي والثقافي اللبناني بشكل دائم مع تفاوت طفيف في درجة النفوذ حسب الفترة الزمنية.
لذلك، تحركت فرنسا سريعاً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد أزمة لبنان مع دول الخليج ولعبت الدور الأكبر في تخفيف حدة الصدام الدبلوماسي بين الطرفين ويبدو أنها نجحت نسبياً في ذلك خاصة بعد أن أعلن أحد أبرز أسباب الأزمة الأخيرة «المدعو قرداحي» استقالته والتي تزامنت مع زيارة «ماكرون» للسعودية والإمارات قبل يومين.
من جانب آخر، جاء التحرك الفرنسي الأخير وجولة «ماكرون» في المنطقة بعد عدة سنوات من الفتور في العلاقات بين فرنسا والسعودية ليصبح من الواضح أن الفرنسيين يبحثون الآن عن تعزيز العلاقات مع دول الخليج طمعاً في صفقات تجارية وعسكرية تحرك اقتصادهم ويسعون لسد أي فراغ عسكري ونفوذ سياسي قد يحدثه انخفاض اهتمام الأمريكان بالمنطقة.
وهكذا يثبت لنا سقوط الممولين من الأعداء «قرداحي وأشباهه» وزيارات المكابرين «أمثال كاميرون الذي صرح تصريحات سلبية تجاه دول الخليج سابقا» أن دول الخليج لديها أوراق رابحة متعددة تستطيع أن تحركها وتلعب بها تصد بها المتطاولين عليها وتعزز من مكانتها كدول لها ثقلها الإقليمي والعالمي.