من الأمور التي يرفضها شعب البحرين بقوة اتهام الآخرين من دون دليل. هذا الشعب الذي رأى وعاش الكثير من التجاوزات خلال السنوات العشر ونيف الماضية يزداد رفضاً لهكذا اتهامات عندما تأتي عبر منصات أجنبية تنصب في الخارج بمناسبة ومن غير مناسبة. ترى أي شطارة في توجيه اتهام لسين أو صاد عبر تلك المنصات سوى استغلال القانون في البلاد الأجنبية؟ وكيف للداخل أن يصدق تلك الاتهامات وهو يرى الذين يتم توجيهها إليهم يعملون ليل نهار ويحرصون على الاستفادة من كل دقيقة لخدمة الوطن وأبناء الوطن؟

طوال تلك السنوات عمد مريدو السوء الذين اختاروا الخارج موئلاً وبكل الطرق والأساليب إلى تشويه سمعة البحرين ووجهوا خلالها الكثير من الاتهامات للعديد من الأشخاص والجهات في الداخل لكنهم لم يحققوا من ذلك «الجهد» أي مكسب بل أن العالم صار يحكم على كل اتهام يوجه عبر تلك المنصات ويصنفه في باب الادعاءات من دون دليل، لهذا لم يعد أحد في الداخل كما في الخارج يصدق تلك الاتهامات حتى لو أقسم مطلقوها بأغلظ الأيمان.

ليس بهذه الطرق والأساليب يمكن لأولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» تحقيق ما يسعون إليه، فللناس في الداخل والخارج عيون وآذان ويمتلكون عقولاً يستطيعون بها التمييز بين الصدق والكذب. ولو أنهم صدقوا الاتهامات التي نثرت في تلك السنوات لصار ممكناً القول بأنهم يمكن أن يصدقوا الاتهامات التي يتم ترويجها اليوم وكل يوم.

من الأمور التي يغفل عنها أولئك أن شعب البحرين صار يمتلك الخبرة في التمييز بين الحق والباطل ويستطيع أن يحكم على ما يصله من الخارج على وجه الخصوص بسرعة وكفاءة، ولم يعد ممكناً تمرير ما يراد تمريره عليه، فقد تعلم الكثير من تلك السنوات وصار يعرف كل الحيل والخدع. ويكفي أنه صار يدرك أن أولئك ليسوا إلا أدوات يتم بها تنفيذ ما يريده منهم من تمكن من عقولهم وإرادتهم.