مثّل يوم الثاني والعشرين من سبتمبر عام 1971، يوماً مفصلياً في تاريخ مملكة البحرين الحديثة، حيث رُفع علم المملكة في مقر الأمم المتحدة للمرة الأولى، لتصبح البحرين رسمياً دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة، وتنطلق في شبكة علاقاتها الدبلوماسية وتعزيز حضورها على الصعيد الإقليمي والدولي.

وعلى مدى أكثر من نصف قرن من الزمن، خاضت الدبلوماسية البحرينية العديد من المعارك، حققت خلالها إنجازات غير مسبوقة، ونجحت في انتزاع حقوقها والحفاظ على استقلالها ووحدتها أمام مؤامرات خارجية كان هدفها الأول تمزيق هذا الوطن وتشتيت أبنائه، إلى جانب ما تحقق من علاقات عميقة وقائمة على قواعد الاحترام المتبادل في محيطها الإقليمي والدولي.

ومثّل نجاح البحرين في استكمال استقلالها وإنهاء الادعاءات الإيرانية، أول نجاحات دبلوماسيتها وحسن إدارتها لملفاتها الخارجية، مروراً بما حققته من نجاح في ملف الخلافات الحدودية مع قطر عبر محكمة العدل الدولية، وصولاً إلى حسن إدارتها الخارجية لملف الأزمة التي شهدتها البحرين عام 2011 عبر دبلوماسية نشطة استطاعت أن تظهر للعالم الحقائق كما هي وبكل شفافية.

واليوم، ومع الاحتفال بيوم الدبلوماسية البحرينية، والتي تسير بخطى ثابتة وواثقة بقيادة ربان البحرين وقائد نهضتها، جلالة الملك المفدى، فهي تعبّر أصدق تعبير عن قيم هذا المجتمع القائمة على قواعد إنسانية في الأمن والسلام وتقبّل الآخر، إلى جانب ما بنيت عليه من ثوابت دبلوماسية عالمية قائمة على حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وتعزيز الأمن والسلم الاجتماعي.

ولاشك أن تفضل جلالة الملك المفدى بتخصيص هذا اليوم للاحتفاء للدبلوماسية البحرينية، يعبّر أصدق تعبير عن تقدير جلالته لمنجزاتها وجهود العاملين فيها على مدى سنوات، وانعكاساً لما يوليه جلالته من اهتمام بتعزيز الدبلوماسية البحرينية لتعريف العالم بالهوية الرصينة لسياسة مملكة البحرين الخارجية الملتزمة بتعزيز التضامن العالمي والارتقاء بالأمن الإنساني.

وقبل أن أختم مقالتي هذه، لابد لي أن أعبّر عن الفخر والاعتزاز بكافة الكوادر البحرينية التي ساهمت في بناء صرح البحرين الدبلوماسي على مدى عقود، والذي حمل اسم البحرين بكل كفاءة واقتدار، وساهم في أن تكون البحرين دائماً حاضرة على خارطة العالم برؤيتها المتفرّدة، القائمة على أسس تعزيز الأمن والسلم العالمي ونبذ الإرهاب والتطرّف أياً كان مصدره أو دوافعه.

إضاءة

«أكدت الدبلوماسية البحرينية طوال تاريخها الحافل بالتفوق والنجاح، على أن هذا الوطن العريق بتاريخه وحضارته وقيمه الأصيلة وعطاء أبنائه الأوفياء، قادرٌ وبكل ثقة أن يحجز لنفسه موقعاً متميزاً بين الأمم المتحضرة، وأن يعزز صداقاته وشراكاته مع مختلف دول العالم، وأن يسهم بجهوده المخلصة وسياساته الواعية في مواكبة المتغيّرات الدولية ومواجهة التحديات العالمية». «حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى».