لم تتوقف آثار الجائحة عند السياسة والسياحة والاقتصاد والطيران، بل امتدت إلى أبعد من ذلك بكثير حتى وصلت لأعماق لا نراها بالعين المجرّدة، فتداعت آثار الجائحة على تركيب الإنسان النفسي بعيداً عن أعراض فيروس كورونا الصحية، فالآثار النفسية للجائحة تجاوزت الإصابات العضوية حتى بات تأثيرها غير مرئي ويتجاوز أعضاء الإنسان ليعبث بكينونته وسلامه الداخلي.
فالعالم خلال فترة الجائحة مر بتجربة فريدة من نوعها، وهي انقطاعه عن العالم الحقيقي والمجتمعات الحقيقية المليئة بالبشر والتفاعل البشري ليقبع خلف شاشته وعالم افتراضي يتشكل فيه بغير طبيعته بل تجره الخوارزميات إلى ما لا يشبهه وتجعله متيقناً بأن هذا الأنسب له من خلال التفاعل الوهمي وتجارة التفاعل والصداقات الافتراضية.
وفي تقرير لمنظمة الصحة العالمية أكدت فيه أن الجائحة كان لها أثرها الفادح، على الصحة النفسية للناس، وفي دراسة نشرت في مجلة «لانسيت» الطبية الدولية، أكدت أن حالات الاكتئاب والقلق، زادت في أنحاء العالم، بأكثر من الربع على مدى العام 2020، وهو العام الذي شهد التفشي الأكبر للوباء، وتظهر نتائج الدراسة أن هناك زيادة كبيرة في حالات اضطرابات الاكتئاب الحاد واضطرابات القلق، بنسبة 28% و26%، وتقول إن هناك زيادة خلال العام 2020، بمعدل 76 مليون حالة لاضطرابات القلق، و53 مليون حالة لاضطرابات الاكتئاب الشديد في العالم، وكلها على صلة بتفشي وباء (كوفيد 19)، ومن أبرز ما تكشفه الدراسة، هو أن النساء كنّ الأكثر تضرراً من الذكور، في حين كان الشباب أكثر تضرراً من الفئات الأكبر سناً.
مع هذه الأرقام والنتائج وما نشهده من تصرفات غريبة على مواقع التواصل الاجتماعي نجد أنفسنا أمام تحدٍّ كبير بعد انحسار الوباء، وهو معالجة الآثار النفسية طويلة المدى التي ترتبت على الوباء، والتي قد تلازم الكثيرين جرّاء الخوف من الإصابة بالمرض والحجر أو الذين فقدوا أحبتهم خلال هذه الجائحة.
كل هذه العلامات تدق ناقوس الخطر وتلفت نظر الحكومات والقطاعات الصحية إلى التركيز على قطاعات الصحة النفسية وعدم تهميشها أو التقليل من أهميتها، حيث إن الآثار الواضحة وخصوصاً على جيل النشء الذي أصبح لا يجيد التعامل مع الواقع، بل أصبح يفضّل الحياة الافتراضية على الحياة الاجتماعية، ويفتقد أبسط مهارات الذكاء العاطفي والاجتماعي، بل أصبح كثيرون منهم يعانون من السمنة ويفضلون الجلوس أمام الشاشات بعيداً عن الاحتكاك واللعب والرياضات البدنية بمختلف أنواعها.
ولذلك فإنه على الأهالي اليوم الحرص على دفع الأبناء إلى الحياة الواقعية من خلال مشاركتهم لنظرائهم في السن، ومشاركتهم اهتماماتهم وميولهم مما سيخفف عنهم ضغط التفكير في الجائحة، ويتيح لهم نوعاً من الحياة الطبيعية للفرد، والمقصد الأساسي هو أن يدرك الطفل أن العالم الواقعي هو ما يعيشه بحواسه كلها وليس العالم القابع خلف الشاشات.
فالعالم خلال فترة الجائحة مر بتجربة فريدة من نوعها، وهي انقطاعه عن العالم الحقيقي والمجتمعات الحقيقية المليئة بالبشر والتفاعل البشري ليقبع خلف شاشته وعالم افتراضي يتشكل فيه بغير طبيعته بل تجره الخوارزميات إلى ما لا يشبهه وتجعله متيقناً بأن هذا الأنسب له من خلال التفاعل الوهمي وتجارة التفاعل والصداقات الافتراضية.
وفي تقرير لمنظمة الصحة العالمية أكدت فيه أن الجائحة كان لها أثرها الفادح، على الصحة النفسية للناس، وفي دراسة نشرت في مجلة «لانسيت» الطبية الدولية، أكدت أن حالات الاكتئاب والقلق، زادت في أنحاء العالم، بأكثر من الربع على مدى العام 2020، وهو العام الذي شهد التفشي الأكبر للوباء، وتظهر نتائج الدراسة أن هناك زيادة كبيرة في حالات اضطرابات الاكتئاب الحاد واضطرابات القلق، بنسبة 28% و26%، وتقول إن هناك زيادة خلال العام 2020، بمعدل 76 مليون حالة لاضطرابات القلق، و53 مليون حالة لاضطرابات الاكتئاب الشديد في العالم، وكلها على صلة بتفشي وباء (كوفيد 19)، ومن أبرز ما تكشفه الدراسة، هو أن النساء كنّ الأكثر تضرراً من الذكور، في حين كان الشباب أكثر تضرراً من الفئات الأكبر سناً.
مع هذه الأرقام والنتائج وما نشهده من تصرفات غريبة على مواقع التواصل الاجتماعي نجد أنفسنا أمام تحدٍّ كبير بعد انحسار الوباء، وهو معالجة الآثار النفسية طويلة المدى التي ترتبت على الوباء، والتي قد تلازم الكثيرين جرّاء الخوف من الإصابة بالمرض والحجر أو الذين فقدوا أحبتهم خلال هذه الجائحة.
كل هذه العلامات تدق ناقوس الخطر وتلفت نظر الحكومات والقطاعات الصحية إلى التركيز على قطاعات الصحة النفسية وعدم تهميشها أو التقليل من أهميتها، حيث إن الآثار الواضحة وخصوصاً على جيل النشء الذي أصبح لا يجيد التعامل مع الواقع، بل أصبح يفضّل الحياة الافتراضية على الحياة الاجتماعية، ويفتقد أبسط مهارات الذكاء العاطفي والاجتماعي، بل أصبح كثيرون منهم يعانون من السمنة ويفضلون الجلوس أمام الشاشات بعيداً عن الاحتكاك واللعب والرياضات البدنية بمختلف أنواعها.
ولذلك فإنه على الأهالي اليوم الحرص على دفع الأبناء إلى الحياة الواقعية من خلال مشاركتهم لنظرائهم في السن، ومشاركتهم اهتماماتهم وميولهم مما سيخفف عنهم ضغط التفكير في الجائحة، ويتيح لهم نوعاً من الحياة الطبيعية للفرد، والمقصد الأساسي هو أن يدرك الطفل أن العالم الواقعي هو ما يعيشه بحواسه كلها وليس العالم القابع خلف الشاشات.