الخبر الذي عمدت وسائل السوء الإيرانية والتنظيمات التابعة لها أخيراً إلى نشره وبثه على نطاق واسع واعتبرته «صيداً ما بعده صيد» ومفاده أن تعاوناً أمنياً يجري بين بعض الدول التي أقامت قبل عام علاقات دبلوماسية مع دولة إسرائيل والحكومة الإسرائيلية خبر لا قيمة له لو صح لأنه من الطبيعي أن يحصل التعاون بين هذه الدول وإسرائيل، تماماً مثلما هو طبيعي ذلك الحاصل بينها وبين الدول الأخرى التي تقيم معها علاقات دبلوماسية من قبل، فالتعاون بين الدول وتبادل الخبرات أمر طبيعي وإلا فأي قيمة لتلك العلاقات؟ ثم أي عيب في حصول تلك الدول على التكنولوجيا المتقدمة في مجال الأمن من إسرائيل أو غيرها طالما أنها تقيم معها علاقات دبلوماسية؟

من حق كل دولة أن تحمي نفسها، ولأنه من واجبها حماية شعبها فإن عليها أن تتوفر على كل جديد في عالم التكنولوجيا. يكفي القول بأن هذا الشعب لن يتردد في توجيه اللوم لحكومته لو تبين له أنها لم تفعل مثل هذا الشيء عندما كان يمكنها أن تفعله.

ترى أي فرق بين أن تستفيد هذه الدولة أو تلك من التطور التكنولوجي في هذا البلد أو غيره؟ بل أي فرق بين أن يتحقق لها ذلك في السر أو العلن؟ المهم والأهم هنا هو أن تحصل على ما يشعرها بأنها وشعبها في أمان. ولأن هذا تفعله كل الدول وتطالب به كل الشعوب لذا فلا قيمة لذلك الخبر.

هنا معلومة مهمة وحقيقية وهي أن النظام الإيراني الذي اختطف ثورة الشعب الإيراني في 1979 حرص بشكل خاص على عدم إلغاء الأجهزة الأمنية التي كان جهاز السافاك الإسرائيلي قد بناها فترة نظام الشاه. والأكيد أنه لولا ذلك الجهاز وما تفرع عنه من أجهزة لما تمكن النظام الإيراني من الاستمرار في الحكم. ثم ما الدليل على أن هذا النظام لا يستفيد حالياً من إسرائيل؟