مصنع الرجال، ومنبع التضحيات، والسد المنيع لحماية البحرين. هذه هي قوة دفاع البحرين التي نحتفي اليوم بالذكرى الرابعة والخمسين على تأسيسها.

أربعة وخمسون عاماً منذ النشأة على يد «عرابها» و«مؤسسها» جلالة الملك حمد حفظه الله، مروراً بمراحل التطوير المستمرة وصولاً ليومنا الحالي الذي يقدم لنا منظومة دفاعية متكاملة متقدمة تحمي وطننا وتذود عنه.

هي ذكرى سنوية واجب الاحتفاء والاحتفال بها؛ إذ لسنا نتحدث عن مؤسسة عادية في هذا الوطن، بل نتحدث عن عمود أساس بموجبه يقوم هذا الوطن، وكيان بقوته وصلابته يعيش هذا الوطن في أمن وسلام وينعم أهله والمقيمون فيه بالطمأنينة والثقة.

قوة دفاع البحرين هي حالة تُدرس من ناحية فكرة التأسيس وأهدافها، وكذلك من ناحية مراحل التطوير التي وصلت لمستوى متقدم ومستمر، فمنطلق جلالة الملك حفظه الله حينما أسسها كان لإيجاد منظومة قوية تحمي هذا الوطن من أية أخطار خارجية، ولتكون قوة يحسب لها ألف حساب في منطقة الخليج العربي، ولتصبح أحد عوامل الاستقرار في هذا المجتمع.

رفيق درب ملكنا في هذه المنظومة صاحب المعالي المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة يعتبر نموذجاً قيادياً فريداً من نوعه، إذ هذا الرجل الذي يمضي بقوة في عمليات التطوير العسكرية وبناء الرجال له تأثيره الكبير على صناعة الأمان والاستقرار في هذا الوطن، بل كلما نجد المشير متفقداً إحدى الوحدات ومتحدثاً بشأن الجاهزية والأهم «الوطنية» وما تفرضه من تضحيات وتفانٍ، تجد «الثقة» تترسخ أكثر وأكثر لدى كل من يحب هذه الأرض، بأن فيها رجالاً عاهدوا الله على حماية ترابها وصون أهلها، ولا يثنيهم الموت ولا الخطر عن أداء واجبهم.

أنت هنا لا تتحدث عن جيش برجاله وأسلحته فقط، أنت تتحدث عن منظومة وطنية شعارها «البحرين أولاً وأخيراً»، تتحدث عن كيان لا تغمض جفون أفراده، وكيان على أهبة الاستعداد لردع أي اعتداء ولصد أي عدوان ولحماية أغلى ما نملك.

هذه الذكرى هي مصدر فخر واعتزاز لكل بحريني مخلص لتراب هذا الوطن الغالي وموالٍ لملكنا العزيز. ذكرى لا نحتفي بها وحدنا فقط بل نورثها لأبنائنا بكل تفاصيلها، منذ «ضوئها الأول» وصولاً لما بلغته من تطور وحداثة، ليعرف هذا الجيل القادم من هم رجال الوطن الأوفياء، من هم الذين يضحون بأرواحهم لأجلهم، من الذين دوماً على أهبة الاستعداد، ومن هم الذين يرددون دوماً بأن «نموت وتحيا البحرين».

حمى الله رجال قوة الدفاع البواسل، وكتب لهذه المنظومة القوية التي يقودها أقوى الرجال بمزيد من التطور والتفوق والقوة.

شكراً لجلالة الملك على تأسيس هذا الدرع الحصين، والذي به بإذن الله بحريننا محفوظة ومحمية على الدوام.