ليس صحيحاً القول إن فرص حل المشكلة التي تسبب فيها أولئك الذين ظنوا في لحظة أنهم قادرون على تحقيق ما يريدون وأن الأمر ليس إلا صبر ساعة لم تعد موجودة، فالفرص رغم كل شيء متوفرة هنا في كل حين وليس على أولئك سوى العمل على الاستفادة منها، بمراجعة أنفسهم والاعتراف بخطئهم أولاً، وبالتوقف عن التحليق في فضاء لا يفضي إلا إلى المستحيل ثانياً، وبتوفير المثال العملي على كل ذلك فيضعوا أساساً للثقة التي من دونها لا يمكنهم التوصل إلى مفيد.

اقتراب ذكرى فتنة فبراير 2011 التي أساؤوا بها إلى هذا الوطن فرصة ينبغي ألا يضيعوها، فأن يقوموا بذلك ويسارعوا إلى مد يدهم أفضل لهم من تكرار ما ظلوا يقولونه في كل عام ولا يزيدهم إلا خساراً.. والمشكلة إلا تعقيداً والحكومة إلا نفوراً منهم.

فعلهم هذا من شأنه أن يوفر المثال على أنهم راجعوا أنفسهم وأنهم ما عادوا يفتقدون الحكمة وأنهم صاروا قادرين على اتخاذ القرار الذي يعود عليهم بالمنفعة وقد يجعل الذين تسببوا في أذاهم يسامحونهم ويغفرون.

استمرارهم في موقفهم السالب لا يفيدهم ولا يمكن أن يغير من أحوالهم أياً كانت التطورات والتغيرات الإقليمية والدولية التي يعولون عليها لأنها في كل الأحوال لن تكون في صالحهم وستعيدهم إلى المربع الأول وتجرّع المزيد من الخسائر والهزائم.

استمرارهم في رفع الشعارات التي يرفعونها ولم تعد تُطرب الذين خُدعوا بها بعض الوقت سيفضي بهم إلى مزيد من الهزائم ومزيد من النفور منهم.

أمور كثيرة تغيّرت في السنوات العشر ونيف الماضيات يفترض أنها جعلتهم يدركون أنهم اليوم بين خيارين لا ثالث لهما، توفير المثال على أنهم راجعوا أنفسهم وتبيّنوا أخطاءهم وأنهم يريدون بالفعل العمل لصالح هذا الوطن، فيربحون، أو الاستمرار في نظرتهم القاصرة إلى الأمور واعتقادهم بأنهم بهكذا تفكير وهكذا فعل يخدمون الوطن والمواطن، فيخسرون.