الأسبوع الماضي سنحت لي فرصة مرافقة وفد المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية الذي تواجد في المملكة الأردنية الهاشمية بتوجيهات من جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، من أجل دعم الأشقاء اللاجئين السوريين وتفقد البرامج والمشاريع الإنسانية المخصصة لهم.في هذه الرحلة كنت شاهداً على عدة أمور، أمور قد لا تأخذ الحجم الحقيقي والزخم الحقيقي لها من قبل الكثير. وقد حالفني الحظ أن أكون في المكان والزمان المناسبين، وأن أستمع وأشاهد عظمة وحضور مملكة البحرين في ميادين العمل الإنساني، وإنسانية وعاطفة ملك البحرين الذي أدهش الجميع برؤيته الحكيمة.جلالة الملك المفدى أثبت للجميع أن القائد هو الذي يحفز من حوله للإبداع والتميز، وذلك ما لمسته شخصياً من حديثي مع الدكتور مصطفى السيد الأمين العام للمؤسسة والذي قدم الصورة الكاملة لعبقرية جلالة الملك المفدى ورؤيته الثاقبة، حيث كانت الأفكار المطروحة لدعم اللاجئين تتأرجح بين تقديم سلة غذائية أو معونة نقدية، إلا أن جلالته كانت له نظرة ورؤية مختلفة، تكمن في ضمان مستقبل وحياة هؤلاء اللاجئين بعد انتهاء أزمتهم، حيث حرص جلالته على أن ينال الطفل اللاجئ نصيبه الكامل من التعليم طوال فترة ابتعاده عن بلاده في الشتات، ويعود إلى وطنه إنساناً واعياً يحمل سلاح التعليم ليحارب به أعداء وطنه والجهل.ومن هذا المنطلق كان لمملكة البحرين السبق والخطوة المتقدمة في توفير بيئة تعليمية متكاملة للأطفال اللاجئين، ومن منطلق الإخوة أولاً والإنسانية ثانياً تبنت مملكة البحرين بمباركة مليكها مسؤولية توفير المدارس وتجهيزها بأفضل الإمكانيات في عدة أماكن في المملكة الأردنية الهاشمية.سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة حرص على أن يزرع في فئة الشباب حب العمل الإنساني وأن يجعلهم شهوداً على عظمة مملكة البحرين من خلال ممثلها «المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية» والتي انتهجت طريق نقل هذه الروح الإنسانية للأجيال القادمة، من خلال إشراك عدد من طلبة المدارس والجامعات ضمن الوفد المشارك في هذه المهمة الإنسانية، لتتشكل لديهم معالم وقيم العمل التطوعي، ويتضح لديهم نهج مملكة البحرين في مجال العمل الإنساني.كل ذلك كان سبباً للفخر والاعتزاز بأننا بحرينيون، أبناء حمد صاحب الأيادي البيضاء، أبناء مملكة البحرين أرض الإنسانية والسلام والإخوة، أبناء الإسلام والعروبة، نحن من يسعد لسعادة إخوانه ويقدم الغالي والنفيس بطيب خاطر، إيماناً بأننا أصحاب عقيدة وقيم جبلنا عليها وننقلها لمن بعدنا لتستمر هذه الصورة المشرقة عن مملكة البحرين وأهلها.