في تاريخ الدول والأوطان؛ محطات حاسمة لا يمكن تجاهلها أو نسيانها، تحدث نقلات نوعية كبيرة على مستوى الدولة والمواطن، بل وتمتد آثارها على الإقليم والعالم أجمع، وهي محطات تبقى حاضرة في ذاكرة الشعوب كنقاط مفصلية وتاريخية.

وعلى مدى تاريخ البحرين الممتد إلى سنوات طويلة في عمق التاريخ، كانت هناك كثير من هذه المحطات؛ فمن فتح البحرين في عهد الشيخ أحمد الفاتح مروراً بالتحولات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الكبيرة، ثم الإجماع الوطني على وحدة البحرين وإعلان استقلالها، وصولاً إلى العهد المبارك لجلالة الملك، والذي بدأ بالتفاف شعبي لا مثيل له حول رؤية القائد وصانع المجد، متمثلاً في ميثاق العمل الوطني.

ففي الرابع عشر من فبراير 2001؛ قد كانت كل أطياف الشعب على موعد مع ولادة جديدة للبحرين، وبيعة تاريخية أكد فيها الولاء لهذا الوطن والالتفاف حول قيادته التاريخية، فكان ميثاق العمل الوطني، وثيقة التاريخية البحرين نحو الانطلاق إلى آفاق جديدة وفق رؤية توافقية وضعت البحرين وشعبها على رأس أولوياتها.

وإذا كان لي أن أتحدث اليوم عن ميثاق العمل الوطني، كولادة لوطن وولاء لقائد، فأول ما يستحضرني تلك الصور التي لا تزال تعيش في الذاكرة، عندما أعلنها شعب البحرين قاطبة، وبنسبة تجاوزت الـ 98%، أن الولاء، كل الولاء لهذا الوطن في بيعة تاريخية لا زلنا نعيشها اليوم وكل يوم، وستبقى في الأعناق والقلوب إلى آخر الزمان.

في عهد الميثاق المبارك وتحقيقاً لرؤية قائدها الملهم؛ حققت البحرين قفزات نوعية في مختلف المجالات؛ السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية...، حتى غدت أيقونة ومثالاً عالمياً بالتحول السلمي نحو الديمقراطية وفي مدة زمنية قصيرة بالنسبة لما تم تحقيقه.

ولا يمكننا ونحن نحتفل اليوم بذكرى ميثاق العمل الوطني إغفال محطات مفصلية وتاريخية على مدى 21 عاماً، حيث تفعيل سلطة الشعب كشريك أساسي في صنع القرار من خلال خمس دورات انتخابية نيابية وبلدية، وإنشاء عدد من المؤسسات الوطنية المعنية للحفاظ على حقوق المواطن وصون مكتسباته، فكانت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان والمجلس الأعلى للمرأة والمحكمة الدستورية ومعهد البحرين للتنمية السياسية ومجلس التنمية الاقتصادي... وغير ذلك العشرات، أما على أرض الواقع فقد تحولت البحرين إلى ورشة عمل دائمة للبناء والتطور والتنمية.

واليوم ونحن نعيش ذكرى الميثاق، نرفع إلى جلالة الملك المفدى، وإلى صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وإلى أبناء الشعب البحريني والمقيمين على أرضها أسمى آيات التهاني والتبريكات.. حفظ الله البحرين.. وأدام عز مليكها وأنعم على شعبها بالخير والبركات.

إضاءة

«.. سنبقى معكم يداً بيد على امتداد المسيرة، وهذه يدي ممدودة إلى كل بحريني وبحرينية، كما امتدت في بيعة العهد، وكما ستمتد في بيعة التجديد.. هذا التجديد والتحديث الوطني الشامل الذي ستتميز به أجمل أيامنا المقبلة بإذن الله». «حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه».