وصف الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والشؤون الأمنية للاتحاد الأوروبي، الأزمة على خلفية المسألة الأوكرانية، بالأخطر منذ الحرب الباردة. وهذا يقودنا إلى ممثلين حقيقيين، فقد شكل ممثل الحرب الباردة في أفولها 1991، وممثل شكل الحرب الباردة في بزوغها 2022، بل أن من صك اصطلاح «الحرب الباردة» فى إبريل 1947 لم يكن من رجال العلاقات الدولية أو الأمن بل المليونير الأمريكي الشهير برنارد باروخ. وتخلف الحروب حين ينجلي الدخان جيشَ معاقين وجيشَ لصوص وجيشاً من الأرامل والنائحين، إلا الحرب الباردة فقد انتهت دون ضجة، فلا معركة وقعت ولا محادثات سلام جرت، ولا موكب العائدين للوطن. وقد أنهاها الممثل رونالد ريغان عبر خلق مسرحية إعلامية، ففي الفصل الأول تنبأ في خطابه الشهير «إمبراطورية الشر» 1983 بانهيار الاتحاد السوفيتي، وفي الفصل الثاني ضمن الخطاب المسرحي مسائل أخلاقية ودرامية معتبراً محاربة السوفيت واجباً أخلاقياً لإنقاذ شعبهم، ثم في الفصل الثالث أطلق ريغان «مبادرة الدفاع الاستراتيجي» أو «حرب النجوم» فأدخل السوفييت في سباق تسلح أفلس من جرائها وانهار في 26 ديسمبر 1991.
الرئيس الأوكراني زيلينسكي بدأ الفصل الأول من مسرحيته بأن دخل السياسة بناء على شعبيته كممثل وليس شعبيته كبطل حرب أو رجل دولة، واكتفى بإعلان ترشحه ليلة رأس السنة في ما بدا وكأنه جزء من عمل استعراضي كوميدي، فنجح. وفي الفصل الثاني مثل دور القوي وأصر على دخول بلاده عضوية «الناتو»، وهول من الحشود الروسية وهول من فرار الأجانب بل سرب هروبه نفسه، ليعود ويؤكد أن ما بث له وهو يحتفل بعيد الحب مع زوجته كان في أوكرانيا وليس في خارجها كما رددت الأخبار. أما الفصل الثالث ولزيادة حدة الصراع بين الغرب وموسكو فقد أعرب عن خيبة أمله، فالعالم خذلهم، لعدم إمدادهم بالمساعدات العسكرية معتبراً أن هيكل الأمن الأوروبي مدمر ويتعذر إصلاحه، وأن المساعدة الممنوحة «شراب لعلاج السعال» يرد به علاج كورونا، لكن المسرحية ركيكة فالسلاح الغربي الذي انهمر على أوكرانيا قد جعلها عضواً بـ«الناتو» دون ضرورة لتوقيع الأوراق، مما يعني قدوم مناكفة غربية روسية طويلة وحرب باردة.
بالعجمي الفصيح
قال وليم شكسبير «الدنيا مسرح كبير، وأن كل الرجال والنساء ما هم إلا لاعبون على هذا المسرح».
الرئيس الأوكراني زيلينسكي بدأ الفصل الأول من مسرحيته بأن دخل السياسة بناء على شعبيته كممثل وليس شعبيته كبطل حرب أو رجل دولة، واكتفى بإعلان ترشحه ليلة رأس السنة في ما بدا وكأنه جزء من عمل استعراضي كوميدي، فنجح. وفي الفصل الثاني مثل دور القوي وأصر على دخول بلاده عضوية «الناتو»، وهول من الحشود الروسية وهول من فرار الأجانب بل سرب هروبه نفسه، ليعود ويؤكد أن ما بث له وهو يحتفل بعيد الحب مع زوجته كان في أوكرانيا وليس في خارجها كما رددت الأخبار. أما الفصل الثالث ولزيادة حدة الصراع بين الغرب وموسكو فقد أعرب عن خيبة أمله، فالعالم خذلهم، لعدم إمدادهم بالمساعدات العسكرية معتبراً أن هيكل الأمن الأوروبي مدمر ويتعذر إصلاحه، وأن المساعدة الممنوحة «شراب لعلاج السعال» يرد به علاج كورونا، لكن المسرحية ركيكة فالسلاح الغربي الذي انهمر على أوكرانيا قد جعلها عضواً بـ«الناتو» دون ضرورة لتوقيع الأوراق، مما يعني قدوم مناكفة غربية روسية طويلة وحرب باردة.
بالعجمي الفصيح
قال وليم شكسبير «الدنيا مسرح كبير، وأن كل الرجال والنساء ما هم إلا لاعبون على هذا المسرح».