قبل الطفرة النفطية وقبل حوالي خمسين عاماً كانت كل الحِرف والأعمال في بلادنا يقوم بها البحرينيون، وذلك قبل الهجمة الآسيوية التي رافقتنا بسبب التخمة النفطية.
فقد كان الحلاق «المحسّن» من أهل الديرة وكان صاحب «البقالة» أو البرادة بحرينياً أباً عن جد، وكذلك صياد السمك والنجار والميكانيكي والفلاح وبائع «البقل» و«البربير».
كان البحريني لا يتأفف من كل المهن الحرّة والشريفة مهما تضاءل دخلها، فالحاجة دائماً هي أم الاختراع.. ولم يكن البحريني يتكبّر على أي حرفة أو مهنة مادام يكسب حلالها من عرق الجبين.
ولكن بعد أن تحسّنت أحوالنا الاقتصادية والاجتماعية بعض الشيء بسبب هذا القليل من الذهب الأسود، والذي استخرجه لنا «الأصحاب» وكان في باطن الأرض لا نعرف عنه شيئاً منذ آلاف السنين، وأصبحت في «مخابينا» بعض الخردة دبّ فينا الوهن وأصبحنا نحبّ المظاهر و«الكشخة والنفخة» وهجرنا الكثير من الحرف والصناعات والأعمال التي مارسها الآباء والأجداد، وأصبحنا نعتمد على العمالة الآسيوية في كل شيء من أعمال البناء والصناعة والتجارة وحتى غسل السيارات.
بل إن بعض الحرف البحرينية الأصيلة كصيد السمك والزراعة حولناها إلى الهنود والبنغاليين والباكستانيين.. فاليوم نلاحظ أن الذي «يباري» الحضرة بنغالي والذي يصطاد السمك بالشباك هندي والذي يزرع «الرويد» والخس باكستاني والذين هيمنوا على البرادات والبقالات هم هنود.
أصبحنا نتفنن في استخراج السجلات التجارية وتحويلها لهذا الجيش العرمرم من الجاليات الآسيوية، ونظن أننا بتأجيرنا «بالباطن» لهذه السجلات قد كسبنا بعض الدنانير، مع أننا خسرنا وخسر معنا الوطن كله، وأصبحت وأضحت وأمست أموالنا تحول إلى الخارج، ودخلنا في دوامة الاقتصاد المتعسر، وأصبحنا لا نستطيع «شك خيط في إبرة» دون الاعتماد على الأجانب.
في السابق وقبل أكثر من خمسين سنة كنا نعتمد على أنفسنا في المأكل والمشرب، فقد كانت في أحواش بيوتنا نخلة أو نخلتين وشجرة لوز، وفي ركن الحوش كنا نزرع بعض الخضراوات.. فكنا نأكل من هذه الثمار، وكانت في بعض البيوت أو أكثرها تربى الأغنام والدجاج والبط أو ما كنا نسميه «البش» وكنا نأكل من لحومها وبيضها ونشرب حليبها، لكن اليوم اختفت تلك الأمور من منازلنا وفي الشقق التي نسكنها، وأصبحنا نعتمد على اللحوم المستوردة والألبان المبسترة والتي تسبب الكثير من الأمراض التي لم تكن معروفة من قبل.
والغريب والمؤلم أن وجوهنا علت عليها الدهشة عندما علمنا أن عندنا طوابير من العاطلين يقدرون بالآلاف وأن البحريني أصبح لا يحصل على عمل شريف يسد به رمقه ورمق أسرته مع أن الآلاف المؤلفة من الأجانب تملأ الوظائف والمهن في المدن والقرى في جميع أنحاء الوطن.
فهل نلوم هؤلاء الأجانب؟ أم نلوم أنفسنا؟!! مجرد سؤال نبحث عن إجابة شافية له.
فقد كان الحلاق «المحسّن» من أهل الديرة وكان صاحب «البقالة» أو البرادة بحرينياً أباً عن جد، وكذلك صياد السمك والنجار والميكانيكي والفلاح وبائع «البقل» و«البربير».
كان البحريني لا يتأفف من كل المهن الحرّة والشريفة مهما تضاءل دخلها، فالحاجة دائماً هي أم الاختراع.. ولم يكن البحريني يتكبّر على أي حرفة أو مهنة مادام يكسب حلالها من عرق الجبين.
ولكن بعد أن تحسّنت أحوالنا الاقتصادية والاجتماعية بعض الشيء بسبب هذا القليل من الذهب الأسود، والذي استخرجه لنا «الأصحاب» وكان في باطن الأرض لا نعرف عنه شيئاً منذ آلاف السنين، وأصبحت في «مخابينا» بعض الخردة دبّ فينا الوهن وأصبحنا نحبّ المظاهر و«الكشخة والنفخة» وهجرنا الكثير من الحرف والصناعات والأعمال التي مارسها الآباء والأجداد، وأصبحنا نعتمد على العمالة الآسيوية في كل شيء من أعمال البناء والصناعة والتجارة وحتى غسل السيارات.
بل إن بعض الحرف البحرينية الأصيلة كصيد السمك والزراعة حولناها إلى الهنود والبنغاليين والباكستانيين.. فاليوم نلاحظ أن الذي «يباري» الحضرة بنغالي والذي يصطاد السمك بالشباك هندي والذي يزرع «الرويد» والخس باكستاني والذين هيمنوا على البرادات والبقالات هم هنود.
أصبحنا نتفنن في استخراج السجلات التجارية وتحويلها لهذا الجيش العرمرم من الجاليات الآسيوية، ونظن أننا بتأجيرنا «بالباطن» لهذه السجلات قد كسبنا بعض الدنانير، مع أننا خسرنا وخسر معنا الوطن كله، وأصبحت وأضحت وأمست أموالنا تحول إلى الخارج، ودخلنا في دوامة الاقتصاد المتعسر، وأصبحنا لا نستطيع «شك خيط في إبرة» دون الاعتماد على الأجانب.
في السابق وقبل أكثر من خمسين سنة كنا نعتمد على أنفسنا في المأكل والمشرب، فقد كانت في أحواش بيوتنا نخلة أو نخلتين وشجرة لوز، وفي ركن الحوش كنا نزرع بعض الخضراوات.. فكنا نأكل من هذه الثمار، وكانت في بعض البيوت أو أكثرها تربى الأغنام والدجاج والبط أو ما كنا نسميه «البش» وكنا نأكل من لحومها وبيضها ونشرب حليبها، لكن اليوم اختفت تلك الأمور من منازلنا وفي الشقق التي نسكنها، وأصبحنا نعتمد على اللحوم المستوردة والألبان المبسترة والتي تسبب الكثير من الأمراض التي لم تكن معروفة من قبل.
والغريب والمؤلم أن وجوهنا علت عليها الدهشة عندما علمنا أن عندنا طوابير من العاطلين يقدرون بالآلاف وأن البحريني أصبح لا يحصل على عمل شريف يسد به رمقه ورمق أسرته مع أن الآلاف المؤلفة من الأجانب تملأ الوظائف والمهن في المدن والقرى في جميع أنحاء الوطن.
فهل نلوم هؤلاء الأجانب؟ أم نلوم أنفسنا؟!! مجرد سؤال نبحث عن إجابة شافية له.