المتابع للأحداث المتلاحقة في موضوع حرب روسيا وأوكرانيا لا يمكن أن يتوقع ما سيحدث في اليوم التالي، فها هي كوريا الشمالية تدخل على الخط مع روسيا ويستيقظ العملاق الصيني ليبدأ اصطفاف القوى الحديث وإعادة إنتاج معسكر القرن الواحد والعشرين الجديد. وتقف الولايات المتحدة والغرب وبعض الدول الحليفة في معسكر آخر، والهدف ليس الدفاع عن الشعب الأوكراني، وإنما استخدام الأراضي الأوكرانية كمسرح لخنق الدُّب الروسي سياسياً واقتصادياً.
وليس جديداً أن نسمع عبارات ومصطلحات عنصرية من الغرب، فلقد ثارت أحاسيس الناس في الشرق الأوسط ودول أخرى بسبب التصريحات العنصرية الصادرة من بعض المسؤولين والإعلاميين تؤكد على أمر واحد، وهو أن الغرب لم يتمكن من مواصلة تمثيل دور المدافع عن حقوق الإنسان الذي كان يمثله علينا منذ 7 عقود، وانهار المسرح بممثليه عند أول قذيفة روسية على أوكرانيا، وأصبحت أوكرانيا الدولة المقاومة للاحتلال والإرهاب.
وحتى لا يصيبنا «الراش»، علينا أن نبقى يقظين وحذرين ومتابعين لمجريات هذه الحرب أولاً بأول، فبالتأكيد نحن لن نتعلم من الأخطاء السابقة ولن ننتهز الفرص، لأننا مازلنا نعيش «زمن الطيبين» الذي لا ينتهي أبداً.
نعم هناك خلف المحن منح وفرص تحاول بعض دول العالم اليوم انتهازها، ولا تتوقف آلة تخليق المصالح عن العمل، فأمريكا اليوم تظهر عورتها أمام العالم ليتضح أنها كانت تستقوي على الضعفاء فقط ولا تملك الردع العسكري المكافئ لتتدخل دفاعاً عن حليفتها أوكرانيا، ومن هذا الدرس يجب أن ندرك الكثير ونبدأ في إعادة قياس الموازين واختيار طريق الحياد الآمن من بين تنوع الخيارات.
لن يكون لادعاءات حقوق الإنسان الغربية بعد هذه الحرب أي أثر، ويجب أن تكون المعاملة بالمثل تماماً كما نادينا من قبل في أمر تأشيرات الدخول للبلاد، ولابد أن تكون لنا يد في الشرق وأخرى في الغرب، لأن المشهد العالمي اليوم يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن القوة والقوة فقط هي صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة.
وهنا يجب التوضيح أن القوة لا تقتصر على العنصر العسكري أو القتالي أو الاستخباري، ولكن هناك أنواع شتى وكل دولة من دولنا تمتلك ثلة من تلك القوى وتفتقد لأخرى، ولكن السر يكمن في كيفية توليف تلك القوى وتوقيت التحركات.
الأيام الحالية هي أيام فاصلة تشبه تلك التي تحدث عنها المؤرخون في عصور ما قبل الطوفان وما بعده، وسيكون هناك طوفان بشكل مغاير وسيغرق البعض ويطفو البعض الآخر، ولن يطفو إلا من يعرف فنون السباحة وقواعد الطفو، فلنتعلم السباحة أو على الأقل نطفو ولكن مع التيار.
* قبطان - رئيس تحرير جريدة «ديلي تربيون» الإنجليزية
وليس جديداً أن نسمع عبارات ومصطلحات عنصرية من الغرب، فلقد ثارت أحاسيس الناس في الشرق الأوسط ودول أخرى بسبب التصريحات العنصرية الصادرة من بعض المسؤولين والإعلاميين تؤكد على أمر واحد، وهو أن الغرب لم يتمكن من مواصلة تمثيل دور المدافع عن حقوق الإنسان الذي كان يمثله علينا منذ 7 عقود، وانهار المسرح بممثليه عند أول قذيفة روسية على أوكرانيا، وأصبحت أوكرانيا الدولة المقاومة للاحتلال والإرهاب.
وحتى لا يصيبنا «الراش»، علينا أن نبقى يقظين وحذرين ومتابعين لمجريات هذه الحرب أولاً بأول، فبالتأكيد نحن لن نتعلم من الأخطاء السابقة ولن ننتهز الفرص، لأننا مازلنا نعيش «زمن الطيبين» الذي لا ينتهي أبداً.
نعم هناك خلف المحن منح وفرص تحاول بعض دول العالم اليوم انتهازها، ولا تتوقف آلة تخليق المصالح عن العمل، فأمريكا اليوم تظهر عورتها أمام العالم ليتضح أنها كانت تستقوي على الضعفاء فقط ولا تملك الردع العسكري المكافئ لتتدخل دفاعاً عن حليفتها أوكرانيا، ومن هذا الدرس يجب أن ندرك الكثير ونبدأ في إعادة قياس الموازين واختيار طريق الحياد الآمن من بين تنوع الخيارات.
لن يكون لادعاءات حقوق الإنسان الغربية بعد هذه الحرب أي أثر، ويجب أن تكون المعاملة بالمثل تماماً كما نادينا من قبل في أمر تأشيرات الدخول للبلاد، ولابد أن تكون لنا يد في الشرق وأخرى في الغرب، لأن المشهد العالمي اليوم يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن القوة والقوة فقط هي صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة.
وهنا يجب التوضيح أن القوة لا تقتصر على العنصر العسكري أو القتالي أو الاستخباري، ولكن هناك أنواع شتى وكل دولة من دولنا تمتلك ثلة من تلك القوى وتفتقد لأخرى، ولكن السر يكمن في كيفية توليف تلك القوى وتوقيت التحركات.
الأيام الحالية هي أيام فاصلة تشبه تلك التي تحدث عنها المؤرخون في عصور ما قبل الطوفان وما بعده، وسيكون هناك طوفان بشكل مغاير وسيغرق البعض ويطفو البعض الآخر، ولن يطفو إلا من يعرف فنون السباحة وقواعد الطفو، فلنتعلم السباحة أو على الأقل نطفو ولكن مع التيار.
* قبطان - رئيس تحرير جريدة «ديلي تربيون» الإنجليزية