أمام ما يحصل اليوم، فإن مقولة «الكيل بمكيالين» تسقط بجدارة، إذ حيثما تلتفت، وفي أي مجال تبحث، ستجد أن غالبية الأطراف في أوروبا وبمعيتهم البيت الأبيض الأمريكي يتفننون يومياً في ابتكار طرق لخنق روسيا.
أمريكا تخلت عن وعودها للرئيس الأوكراني عبر «الحماية الميدانية»، واكتفت بدور «المسحر» في ليالي رمضان، إذ بات بايدن يطرق الطبل داعياً الأوروبيين للقيام بكافة الخطوات، حتى لو كانت الحرب الميدانية، بينما يفرض من موقعه عقوبات اقتصادية لا تهم روسيا، بيد أن الوجع هو ما جاء من الأوروبيين أنفسهم، كون ارتباطهم بالروس جغرافياً لصيقاً، ومصالحهم الأوروبية ومجالات التعاون تتشابك.
روسيا تبرر ما فعلته بحماية حدودها من جارة يقودها شخص أعلن «ولاءه» التام للمخطط الأمريكي التوسعي، وقبل بأن يحوّل بلاده لخط حربي لو فتحت أبوابها لقوات أمريكية وأنظمة تجسس ومراقبة، وعليه فإن هذا الفعل هو «استفزاز» بمفهوم الروس، خاصة وأن السؤال الأزلي قائم «ماذا تفعل أمريكا بعيداً عن أرضها الأم بآلاف الأميال»؟!
كان جورج بوش الابن قد برر حرب أفغانستان ودخوله العراق بأنها لـ«حماية الأراضي الأمريكية»، وهنا حتى الساذج سيحاول استيعاب القرب الجغرافي «المستحيل» بين حدود الولايات المتحدة والدولتين اللتين تمتلكان النفط والثروات الطبيعية، كون هذه العوامل هي الأساس الحقيقي، لا خرافة أسلحة صدام النووية ولا عملية «إبادة طالبان» التي عادت لتحكم أفغانستان.
عقوبات اقتصادية وتضييق خناق على الاتصالات وسوق المال، بل ووصل الأمر لـ«جنون» على المستوى الرياضي، إذ تم إقحام السياسة في الرياضة بشكل فاجر، يذكرنا بتناقض صفيق لما تعامل به الغرب ذاته مع مواقف للاعبين مسلمين تضامنوا مع قضية فلسطين في أواخر عامي 2008 و2009، أقيمت عليهم القيامة وغرموا بغرامات مالية وهددت اتحاداتهم، مثلما حصل مع اللاعب المصري محمد أبوتريكة ومع اللاعب الفرنسي المالي الأصل المسلم فريدريك كانوتيه.
والمضحك أن الإنجليز أنفسهم بات لا يهمهم تدمير فريق مثل تشلسي اللندني الذي حصد بطولات إقليمية وعالمية مؤخراً، بقدر ما يهمهم ضرب الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش صديق الرئيس الروسي، بل ووقف «الفيفا» متفرجاً على تدخل حكومي رسمي في شأن نادٍ رياضي بما يخالف الأعراف الرياضية والقوانين الأولمبية التي بموجبها تعرضت دول لعقوبات واستبعاد من البطولات الكروية، وخذوا الشقيقة الكويت وما حصل لها كأبلغ مثال.
تطبيقات التواصل الاجتماعي، والتي كانت تحذف كل «بوست» يُنشر عن كوارث إنسانية تقع في البلدان العربية، وما يطال المسلمين أيضاً أو يدافع عن تهمة إلصاق الإرهاب بعروبتنا وديننا، على اعتبار أنه محتوى «محظور وشديد الحساسية»، لكن اليوم تفتح هذه التطبيقات على مصراعيها لممارسة التمييز والعنصرية والتهديد حتى بالقتل، طالما يتفق مع سياسة «الكيل بستين مكيالاً» ضد روسيا.
دروس بليغة تمر أمامنا على «التعاطي الانتقائي» للغرب فيما يخصص الحريات وحقوق الإنسان، وكيف أنها فقط شعارات تمارس بحق عالمنا العربي والإسلامي، بينما حينما ينتهكونها هم، فإنها عبارة عن إجراءات طبيعية بل مطلوبة.
وهنا نقطة بالغة الأهمية أخيراً، إذ تخيلوا لو أن الوضع الحاصل اليوم ليس في أحد طرفيه روسيا، لو كانت دولة أخرى لا تمثل قوة مناهضة للهوس الأمريكي بالسيطرة على العالم، هل كنتم سترون «سعاراً سياسياً» كهذا بقيادة «البيت الأبيض» والمتخندقين معه؟!
أمريكا تخلت عن وعودها للرئيس الأوكراني عبر «الحماية الميدانية»، واكتفت بدور «المسحر» في ليالي رمضان، إذ بات بايدن يطرق الطبل داعياً الأوروبيين للقيام بكافة الخطوات، حتى لو كانت الحرب الميدانية، بينما يفرض من موقعه عقوبات اقتصادية لا تهم روسيا، بيد أن الوجع هو ما جاء من الأوروبيين أنفسهم، كون ارتباطهم بالروس جغرافياً لصيقاً، ومصالحهم الأوروبية ومجالات التعاون تتشابك.
روسيا تبرر ما فعلته بحماية حدودها من جارة يقودها شخص أعلن «ولاءه» التام للمخطط الأمريكي التوسعي، وقبل بأن يحوّل بلاده لخط حربي لو فتحت أبوابها لقوات أمريكية وأنظمة تجسس ومراقبة، وعليه فإن هذا الفعل هو «استفزاز» بمفهوم الروس، خاصة وأن السؤال الأزلي قائم «ماذا تفعل أمريكا بعيداً عن أرضها الأم بآلاف الأميال»؟!
كان جورج بوش الابن قد برر حرب أفغانستان ودخوله العراق بأنها لـ«حماية الأراضي الأمريكية»، وهنا حتى الساذج سيحاول استيعاب القرب الجغرافي «المستحيل» بين حدود الولايات المتحدة والدولتين اللتين تمتلكان النفط والثروات الطبيعية، كون هذه العوامل هي الأساس الحقيقي، لا خرافة أسلحة صدام النووية ولا عملية «إبادة طالبان» التي عادت لتحكم أفغانستان.
عقوبات اقتصادية وتضييق خناق على الاتصالات وسوق المال، بل ووصل الأمر لـ«جنون» على المستوى الرياضي، إذ تم إقحام السياسة في الرياضة بشكل فاجر، يذكرنا بتناقض صفيق لما تعامل به الغرب ذاته مع مواقف للاعبين مسلمين تضامنوا مع قضية فلسطين في أواخر عامي 2008 و2009، أقيمت عليهم القيامة وغرموا بغرامات مالية وهددت اتحاداتهم، مثلما حصل مع اللاعب المصري محمد أبوتريكة ومع اللاعب الفرنسي المالي الأصل المسلم فريدريك كانوتيه.
والمضحك أن الإنجليز أنفسهم بات لا يهمهم تدمير فريق مثل تشلسي اللندني الذي حصد بطولات إقليمية وعالمية مؤخراً، بقدر ما يهمهم ضرب الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش صديق الرئيس الروسي، بل ووقف «الفيفا» متفرجاً على تدخل حكومي رسمي في شأن نادٍ رياضي بما يخالف الأعراف الرياضية والقوانين الأولمبية التي بموجبها تعرضت دول لعقوبات واستبعاد من البطولات الكروية، وخذوا الشقيقة الكويت وما حصل لها كأبلغ مثال.
تطبيقات التواصل الاجتماعي، والتي كانت تحذف كل «بوست» يُنشر عن كوارث إنسانية تقع في البلدان العربية، وما يطال المسلمين أيضاً أو يدافع عن تهمة إلصاق الإرهاب بعروبتنا وديننا، على اعتبار أنه محتوى «محظور وشديد الحساسية»، لكن اليوم تفتح هذه التطبيقات على مصراعيها لممارسة التمييز والعنصرية والتهديد حتى بالقتل، طالما يتفق مع سياسة «الكيل بستين مكيالاً» ضد روسيا.
دروس بليغة تمر أمامنا على «التعاطي الانتقائي» للغرب فيما يخصص الحريات وحقوق الإنسان، وكيف أنها فقط شعارات تمارس بحق عالمنا العربي والإسلامي، بينما حينما ينتهكونها هم، فإنها عبارة عن إجراءات طبيعية بل مطلوبة.
وهنا نقطة بالغة الأهمية أخيراً، إذ تخيلوا لو أن الوضع الحاصل اليوم ليس في أحد طرفيه روسيا، لو كانت دولة أخرى لا تمثل قوة مناهضة للهوس الأمريكي بالسيطرة على العالم، هل كنتم سترون «سعاراً سياسياً» كهذا بقيادة «البيت الأبيض» والمتخندقين معه؟!