ليس بالجديد أن يكون الفارق بين العرب والغرب «نقطة»، وليس بالغريب الاعتراف بأن وابلاً من الفروقات وقائمةً من الامتيازات ستحصلُ عليها لمجرد أنه لديك فقط هذه الـ «.»! 

شخصياً أحب أن أُطلق عليها «بالنقطة» السحرية، فبسببها تُقلب الموازين وتتغير القوانين وتجد نفسك بطريق مُزهر بالورد والياسمين. حتى وإن صادف حظك اللطيف وتعرضت لحرب ووجدت نفسك من دون مأوى وتفترش الطريق. فاعلم أنك ستجد ألوفاً من جماعة النقطة وغير النقطة، سيهتفون لصالحك أيها الإنسان غير المسكين. طبعاً؛ فأنت لديك «نقطة» المتميزين! 

أما إن كانت لديك «نقطة» وتنتمي إلى جماعة البشرة البيضاء والعيون الملونة والشعر الأشقر فهنا ستجد الملايين، مستنكرين رافضين هذا الظلم الأليم وستجدهم لحدودهم فاتحين وإلى بيوتهم بك مرحبين. كيف لا! فأنت تمتلك «النقطة السحرية» التي لم يعرفها أهل سوريا ولبنان واليمن والأحواز وغيرهم من الدول التي تنتمي إلى مجموعة الدول من دون «النقطة» السحرية. 

والدليل ما يدور في أوكرانيا اليوم، ومن خلال الشاشة الصغيرة نسمع ونرى وفي القلب نتحسر وألف سؤال بسؤال في ذهننا نتحيّر خاصة عندما نعلم بأنه فرّ ما يقارب 2.5 مليون نسمة من أوكرانيا باتجاه الدول المجاورة ولم نسمع أن حدوداً أُغلقت أو أناساً في زوارق الموت أهلكت، أو كراماتهم منهم سُلبت. 

ولنقل مشهد قصير من واقع ما يصير. بولندا تشترك بحدودها مع أوكرانيا، إن وقفت مقابلاً لهذه الحدود ستجد لوحة إعلانية كبيرة كتب عليها «أهلاً بكم في بولندا». بينما في الاتجاه المعاكس سترى مساراً طويلاً من السيارات قادمة من ألمانيا وفرنسا وبولندا متجهةً إلى أوكرانيا محملة بالمستلزمات الطبية والغذائية. كل أفراد المجتمع المدني، الكنسي والحقوقي، وأيضاً المؤسسات والمنظمات المحلية والدولية تكاتفت تضامنت واتحدت فيما بينها كي تقدم كل ما يمكنها من دعم غذائي وصحي وأهم شيء بالنسبة لهم الدعم المعنوي والنفسي فهم بنظر تلك الملايين التي ذكرتهم بداية، ليس من العدل أن يعيشوا مثل هكذا تجارب قهر وسخط وألم وعدم استقرار وتهجير وموت وحرب وتدمير. فهم أهل «النقطة» التي لانزال عنها باحثين!