من أجمل نعم الله علينا أن نجد حولنا أشخاصاً يهتمون بأمرنا ويتفهمون احتياجاتنا، ويمدون يد العون والمساعدة لنا دون أن نطلب، يكرسون حياتهم ويفنون أعمارهم من أجل إسعادنا، لا ينتظرون رد الدين، فغاية أمانيهم أن نكون دائماً وأبداً بخير.

ولكن أين يمكننا أن نجد هؤلاء؟!

لا شك أن كل تلك الصفات لا يمكن أن تتوافر إلا في الآباء والأمهات حصراً؛ فهم من يحرصون على أن يبذلوا الغالي والنفيس لأجل أبنائهم، بعضهم يضحي بكل ما يملك من صحة ومال وعمر لينعم فلذات أكبادهم بصحة أفضل وعمر أجمل، وآخرون قد يحرمون أنفسهم من لقمة هي لأفواههم أقرب من أجلهم. ولكن للأسف الشديد ورغم كل تلك التضحيات نجد بعض الأبناء يقابلونها بالجحود والنكران، فما إن يشتد عودهم وتستقيم حياتهم حتى يهجروهم ويتركوهم في أرذل العمر يتلمسون مساعدة هنا أو عطفاً من هناك.

في مجتمعنا يعيش عشرات وربما مئات الحالات من النكران للآباء والأمهات، يُتركون ليصارعوا الوحدة والعوز والمرض، فتتحول طموحاتهم وأحلامهم الكبيرة إلى أمنيات صغيرة جداً جداً، قد لا تتعدى زيارة الأبناء والأحفاد ولو لدقائق معدودة أو مساعدة مادية لا تتجاوز دنانير قليلة، أو رفيق يساعدهم في الوصول إلى المستشفى أو السوق.

إنهم آباء وأمهات يعيشون بيننا، قد لا نتعرف عليهم بسهولة لأنهم لا يطلبون شيئاً، عنوانهم العزة والكرامة فتحسبهم أغنياء من التعفف، يمسحون دموعهم بصمت ويبتلعون قهرهم بسكينة. واليوم ومع احتفالنا بيوم الأم حيث اعتدنا شراء الهدايا والماركات، أغلبنا يقوم بها فقط من أجل التباهي و«المفوشر» على مواقع التواصل، ولكن كم منا يتذكر أرملة لا تجد ما يسد رمق أطفالها؟! كم منا يتذكر أماً تُركت وحيدة تصارع القهر والأسى والوحدة؟! كم منا يتذكر أمرأة فاتها النصيب فلم تتزوج وأخرى لم تنجب، ولا تزال تتلهف على من يبتسم لها ويبارك لها في «عيد الأم»؟!

كل عام وجميع الأمهات بألف خير. وكل عام والبسمة تعلو ثغوركن بلا قهر ولا أسى ولا حزن.

وتهنئة خاصة لأمي الحبيبة. كل عام وأنت سيدة نساء العالم، بألف خير وصحة. ربي يطول بعمرك.

إضاءة

عشنا بداية أسبوع حافل بالفخر والعزة والإنجاز، عندما بهرت مملكتنا الغالية العالم، كعادتها، بعد نجاحها في استضافة أول سباقات الفورمولا1، 2022، فكانت محط أنظار العالم، بسواعد أبناء هذا الوطن، فريق البحرين.

نبارك لجلالة الملك المفدى هذا الإنجاز الوطني العالمي، والذي لولا توجيهاته السديدة ما كان له أن يتحقق، ونبارك لسمو ولي العهد رئيس الوزراء هذه الجهود المباركة والمتابعة الحثيثة، حتى تظهر البحرين بالصورة التي تليق بها، ونبارك لكل أبناء الوطن الذي كانوا ومازالوا موضع الفخر والاعتزاز.

ومبروك للوطن الغالي.