ليس عدلاً قول أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة» إنهم «يتضامنون» -في يوم عيد الأم- مع الأمهات اللاتي يقضي أبناؤهن أحكاماً بالسجن بسبب تورطهم في قضايا أمنية هم سببها. العدل هو أن يجتهدوا لإخراجهم لأنهم باختصار هم الذين دفعوهم إلى التورط في تلك القضايا وهم من ينبغي أن يعملوا من أجلهم. ولأن الاجتهاد في مثل هذا الموضوع لا يكون بالاستمرار في الطريقة التي اختاروها وأوهموهم أنها سترتقي بهم وإنما بمراجعة ما قاموا به وتوفير الدليل على أنهم صادقون في الوصول إلى من بيده إحداث تغيير في هذا الملف لذا صار عليهم أن يتوقفوا عن ترديد تلك العبارة فاقدة القيمة والسعي بدلاً عن ذلك إلى ما يجعل الحكم يتقبلهم ويقبل أن يسمع منهم.

لا قيمة لمفردات التضامن إن لم ترفق بعمل يؤدي إلى أن يعود أبناء أولئك الأمهات إلى أحضان أمهاتهم. الأمهات لا تريد كلمات وعبارات التضامن فهي لا تعني لهن شيئاً لأنها لا تحقق لهن ما يردن. الأمهات تريد أن تفرح بعودة أبنائهن ولا يمكن لتلك الكلمات والعبارات أن تحقق لهن الفرح المنشود. وهي ليست مثل البلسم كما يصفها البعض وإن صدرت عمن يعتبرونهم «رموزاً وقادة».

ملخص ما جرى أن أولئك تسببوا بقفزتهم المجنونة في الهواء وبإخفاقهم في قراءة الساحة المحلية والإقليمية والعالمية على هؤلاء فعوقبوا، وملخص ما يجري أن أولئك وجدوا أنهم دون القدرة على فعل مفيد فلجأوا إلى عبارات التضامن والقول إنهم «معهم ومع أهاليهم بقلوبهم»، وهو أمر لا ينفعهم ولا ينفع أهاليهم.

التقدير أنه حان الوقت للمراجعة والتقييم وقراءة الساحة بطريقة مختلفة وواقعية والعمل بجد للوصول إلى النقطة التي يمكن أن يتقبلهم فيها الحكم ويقبل أن يسمع منهم فيتخذ القرارات التي تعود بالنفع على المتورطين في تلك القضايا وعلى أمهاتهم، وتعود كذلك بالنفع على الذين لم يعد في يدهم سوى التعبير عن تضامنهم.