إن توفير المسكن للأسرة من أهم احتياجاتها فهو يحقق الأمن والاستقرار لها، وما سمي مسكن إلا أنه يوفر السكينة والهدوء والسكون للنفس ويوفر الخصوصية لأفراد الأسرة ويجمع شمل الأسرة تحت سقف واحد، ويشكل توفير المسكن أحد المشاريع الهامة للأسرة فهو يستهلك جزءاً كبيراً من مدخراتها سواء تدفع هذه المدخرات كإيجار للمسكن أو أقساط لتملك المسكن أو توفير قيمة شرائه أو بنائه وفي جميع الأحوال فإن تكاليف توفير قيمة المسكن تعتبر أحد أهم بنود ميزانية الأسرة والتي تتطلب توفير مبلغ كبير على مدى طويل.

إن امتلاك الإنسان لمسكن يضرب جذوره في أرض الوطن ويحقق له الاستقرار ويعزز قيم المواطنة ويعزز مبدأ الترابط الاجتماعي، لذا تضع الدول تدابير لتوفير مساكن لمواطنيها وهي بذلك تحقق الأمن والاستقرار لهم ناهيك عن تمكينهم في وطنهم، وقد استوقفني خبر إنجاز هام في وطننا الحبيب وهو توفير أربعين ألف وحدة سكنية للمواطنين، حيث أطلع صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه على هذا الإنجاز المميز في تنفيذ المشاريع الإسكانية، ومن يتتبع أصل هذا الإنجاز نرى أنه في 16 ديسمبر 2013 أمر حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى ببناء أربعين ألف وحدة سكنية مكتملة المرافق والخدمات، في أقصر مدة ممكنة وتسليمها لمستحقيها من ذوي الطلبات الإسكانية بما يوفر الحياة الكريمة والبيئة المناسبة للمواطنين. فهذا الإنجاز كان هدفاً مرسوماً منذ حوالي ثمان سنوات أعدت له الخطط وبذلت الجهود للوصول له في أقصر وقت ممكن. فتوفير الحياة الكريمة للمواطنين وتحقيق الاستقرار للأسرة هو هدف تهتم به القيادة الحكيمة، ولا يقتصر الاهتمام بالاستقرار الأسري بتوفير المسكن بل يمتد لتقديم الدعم والاستشارات والمساندة لبناء علاقة أسرية سوية والحفاظ على روابط وحياة أسرية متماسكة إذا يقوم بهذا الدور المجلس الأعلى للمرأة من خلال برامج نوعية بقيادة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة عاهل البلاد المفدى، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، نعم فاهتمام قيادتنا بدعم الأسرة يأتي وفق منظومة متكاملة فهي تعزز هذا الدعم من جميع الجوانب، ومما لاشك فيه أن دعم الاستقرار الأسري هدف سامٍ يجب أن تتكاتف جميع القطاعات لتحقيقه سواء القطاع الحكومي والأهلي والخاص.. ودمتم أبناء قومي سالمين.