«ازرع الخير ولو في غير موضعه فلن يضيع جميل أينما زُرع». مبدأ جميلٌ صح، ولكن الأصح في حال تم تطبيقه بالشكل الذي يليق بالديرة والتخلي عن الأعمال العبثية التي تحاك ضد ممتلكات الدولة والتي هي في الأساس موجودة لراحتنا. لنضمن أن نكون في المقابل مواطنين ومقيمين.. شركاء فاعلين. عندما يذكر مصطلح «الشراكة المجتمعية» فأول ما يخطر على بالي، شرطة خدمة المجتمع. فشخصياً رأيت بنفسي أهمية وجودهم خاصة عندما كنت آخذ أبنائي إلى المدرسة قبل حلول جائحة كورونا.. والعمل التنظيمي والأمني المهم الذي يقومون به طيلة الأيام المدرسية في مختلف الأجواء، وأذكر جيداً أنه بيوم ولسبب أجهله تعذّر وجود شرطة المجتمع حول المدرسة والورطة التي واجهناها، لأدرك حينها قيمة تواجدهم الفعّال. ومن الأمثلة المهمة على المستوى الآني والبعيد، السعي إلى تطبيق مبدأ «عالم بلا ورق» للحفاظ على البيئة من خلال إتمام أغلبية المعاملات الحكومية والخاصة، وأيضاً لضمان التسريع في الإنجاز والحفاظ على وقت الناس وعدم هدره بين تحويل ووصول وانتظار. فهذا أيضاً يعتبر مثالاً نموذجياً للشراكة المجتمعية والتي لا تعتبر فقط من اختصاص المؤسسات الحكومية أو المشاريع التجارية وإنما لابد أن تكون متأصلة فينا نحن كبشر. ولا يمكنني أن أغفل عن تعاون شبابنا وبناتنا في حقل التعليم عن بُعد، هذا النموذج الحديث في تطبيقه خلال تفشي جائحة كورونا مطلع العام 2020 وكيف بادروا لتقديم الدعم اللازم إلى الطلبة من خلال وزارة التربية والتعليم. وغيرهم ممن عملوا جنباً إلى جنب مع الصفوف الأمامية مضحين بأنفسهم قبل وقتهم.

ومن هنا فالرسالة لي أولاً ولكل مواطن غيور على بلده ولكل مقيم يعيش هذه الأرض أو غيرها لا تتوانى أبداً في تقديم ما هو خير وصلاح للأرض التي تعيش وتقتات من خيرها وتحمل اسمها. بادر وقدّم سواء باليد أو الفكر لا تقف مكتوف اليدين منتظراً دعوة من صديق أو قريب ولا تسمح بأن يرتبط عطاؤك بشهادة تقدير أو تكريم.. فالعطاء لا يجب أن يكون محدوداً ولا مقروناً بشروط، وكل ما تقوم به من خير محسوب. فأنت أول شريك استراتيجي في حقل التنمية الوطنية.