إنكار النظام الإيراني تزويد الحوثيين بالصواريخ ونفيه مساعدتهم في إطلاقها لا يجعل أحداً يؤمن بأنه صادق في هذا القول، فالعالم كله صار يعرف أن الصواريخ التي يطلقها الحوثيون والأسلحة التي في حوزتهم صناعة إيرانية ويعرف أن الخبراء العسكريين الإيرانيين المتواجدين في صنعاء منذ اختطاف الحوثيين لصنعاء قبل سنوات مهمتهم هي تدريب الحوثيين على ذلك.لا يمكن للعالم أن يصدق النظام الإيراني في هذا الخصوص وإن أقسم قادته على القرآن الكريم في أكبر جامع في طهران وعلى الهواء مباشرة، فالنظام الإيراني هو الذي يزود الميليشيات الحوثية بتقنيات الصواريخ الباليستية والطائرات المتطورة دون طيار وهو الذي يمولها ويدعمها إعلامياً، وليس لعاقل أن يقول بأن الحوثيين هم الذين يصنعون تلك الصواريخ والطائرات ويطورونها. يكفي مثالاً على ذلك قيام الفضائيات الإيرانية وأولها قناة «العالم» وتلك التابعة لها وقيام الفضائيات العربية الممولة من قبل النظام الإيراني وعلى رأسها قناة «الميادين» ببث أخبار إطلاق الحوثيين تلك الصواريخ على السعودية لحظة انطلاقها وبصيغة لا تخلو من الفرح والشماتة وإتباع ذلك بتحليلات لا تنتهي قوامها الانحياز للحوثيين والإساءة إلى السعودية، وكذلك تعطيل برامجها الاعتيادية لإتاحة الفضاء للبيانات العسكرية الحوثية وللخطابات المطولة لزعيم الحوثيين وإضاءة علمهم فوق نصب الخميني.استهداف مواقع إنتاج النفط والغاز ومشتقاتهما في السعودية فعل إيراني يتخذ من الحوثيين مطية، والغاية هي التأثير على قدرة المملكة الإنتاجية والتأثير على الوفاء بالتزاماتها تجاه الأسواق العالمية وزعزعة أمن واستقرار إمدادات الطاقة في العالم. لهذا عمدت السعودية إلى تنبيه دول العالم ومنظماته وتحذيرها ودعوتها إلى الوقوف ضد تلك الاعتداءات والتصدي للجهات التي تنفذها أو تدعمها.ولأن مثل هذا الفعل وهذا الوضع لا تكفي معه بيانات الإدانة والشجب والاستنكار وخصوصاً من الولايات المتحدة لذا صار على دول العالم أن تنتبه وتقرأ رسالة السعودية جيداً خصوصاً في الظروف بالغة الحساسية التي يمر بها العالم وتشهدها أسواق الطاقة العالمية.