للمرة العاشرة قد يمر شهر رمضان المبارك هذا العام أيضاً من دون أن يستفيد منه أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة». هذا ما يعتقده الكثيرون استناداً إلى المواقف والسلوكيات السالبة التي اعتمدها أولئك في السنوات الماضية ولم توصلهم إلى مفيد. سيفوتهم ذلك رغم تيقنهم من أن الشهر الكريم هو الأنسب للتوصل إلى المخارج التي يمكن أن تطوي صفحة صعبة مر بها هذا الوطن لأسباب تتعلق بسوء تقديرهم وقراءاتهم الخاطئة وقفزتهم المجنونة في الهواء.

الروحانية التي ينفرد بها هذا الشهر تجعل النفوس مهيأة لتقبل الكثير مما قد لا تتقبله في الشهور الأخرى لكنهم للأسف لايزالون دون القدرة على الاستفادة من هكذا فرصة، ما يجعل المرء يشكك في نواياهم ويقترب من الاعتقاد بأنهم إنما ينفذون خطة رسموها أو رسمت لهم وأنهم بالفعل دخيلون على السياسة.

لو أنهم صادقون ويهمهم إغلاق هذا الملف فإن بإمكانهم الاستفادة أيضاً من شخصيات بحرينية كثيرة لها خبرتها ومكانتها ومعروفة باتصافها بالحكمة والرأي السديد وبقدرتها على التوفيق بين الآراء والمواقف وعلى اتصال بالحكومة التي تثق فيها أيضاً.

التقدير أن يستفيد أولئك من شهر رمضان المبارك ومن تلك الشخصيات المؤثرة وأن يتوقفوا عن إصدار البيانات «الثورية» التي أثبتت السنوات العشر ونيف الماضيات أنها غير مؤثرة ولا قيمة لها ولا يمكن أن توصل إلى ما قد يفتح بابا يمكن الولوج منه إلى حيث يتوفر المخرج والحل.

ما يقومون به اليوم لا يمكن أن يؤدي إلى النهاية المرجوة، والسبب هو أنهم يركزون على القضايا الهامشية التي -وإن كانت مهمة وتتطلب اتخاذ موقف- إلا أنها ليست من العناوين الأساسية، فالحل يأتي من حل القضايا الأساسية، أما القضايا الصغيرة والهامشية فتجد طريقها إلى الحل تلقائياً فور التوصل إلى حل لتلك القضايا.

مؤلم أن يمر شهر رمضان هذا العام أيضاً من دون استغلاله ومن دون الاستفادة منه ومن أهل الحكمة.