محمد رشاد - تصوير نايف صالحامتهنت السمسرة وتجارة الطيور وعملت بالسوق المركزي واشتغلت بالبراداتالجيل الحالي للشباب ملهم ونعقد عليه آمالاً كبيرة في استكمال بناء الدولةأحلامي لا تتوقف إلا بنهاية الحياة وأطمح في الكثير لتنمية مشروعاتي وأعماليالأمير الراحل خليفة بن سلمان معلمي وقدوتي في الحياةلم أولد وفي فمي ملعقة من ذهب ولكنني ولدت وسط أسرة تعمل بالتجارة فأحببت العمل بها منذ نعومة أظافري، امتهنت أعمال السمسرة في السوق العقارية، وتجارة بيع الطيور، وعملت بالسوق المركزي، واشتغلت بالبرادات إلى أن أسست مجموعة شركات تجارية بارزة وأنا في الثانية والعشرين من عمري، ثم تعرضت لأزمة طاحنة جعلتني أعود لنقطة الصفر مرة ثانية لكن بالعزيمة والإصرار وقفت على قدمي مجدداً وأكملت مسيرتي في العمل التجاري وهناك الكثير ممن لهم الفضل في وقوفي على قدمي مرة أخرى ومنهم زوجتي وأبنائي.بتلك الكلمات روى رجل الأعمال خلف حجير مسيرته لـ «الوطن» قائلاً أنا ابن مدينة المنامة ولدت في أحد أشهر شوارعها التجارية وهو شارع الشيخ عبدالله المعروف بتجارة الذهب، ونشأت في ظروف كأي شاب تأثر بمحيطه الذي غلب عليه الطابع التجاري، وفي تلك الفترة بدأت دراستي، بمدرسة فريج الفاضل ثم انتقلت إلى مدرسة ابن سينا ومنها إلى مدرسة أبي بكر الصديق، ثم انتقلت إلى مدرسة المنامة الصناعية وبعدها تخصصت في دراسة الهندسة المدنية وأكملت تعليمي في الدراسات العليا حتى حصلت على ماجستير السياسة والاقتصاد التي كنت شغوفاً بعلومها وفلسفتها.وفيما يلي نص الحوار:في البداية نود أن تعطينا نبذة مختصرة عن سيرتك الذاتية؟- أنا رجل أعمال وأشغل حالياً رئيس مجلس إدارة جمعية المقاولين البحرينية من مواليد مدينة المنامة في عام 1969 م، ولدي مجموعة شركات الحجير، وأعمل في عدة أنشطة أبرزها المقاولات، ولاند سكيب، والمطاعم، وبيع التجزئة، وأنتسب لعائلة الحجير من جهة الوالد وعائلة العصفور من جهة الوالدة، ولدي من الأشقاء 13 من الذكور و15 من الإناث، ولدي من الأبناء ثلاثة أولاد وهم الابن الأكبر فواز، ثم مشعل، ثم صقر ولدي من البنات ثلاث فهيمة وشيخة وعائشة وجميعهم ربيتهم على حب البحرين وعشق ترابها والعمل من أجلها.حدثنا عن بدايات مسيرتك العملية في التجارة؟- مسيرتي بدأت باكراً من أن كان عمري 12 سنة حيث عملت في صناعة السندويتشات والحلوى لزملائي وزميلاتي الطلاب، ثم عملت في برادات الحي وعملت في سوق المنامة، كل أشكال التجارة عملت بها لكي أتعلم وأفهم السوق جيداً، اختلطت بالكثير من التجار القدماء الذين استفدت منهم واكتسبت الخبرة والحنكة في العمل التجاري، اصطدمت في حياتي بجميع أنواع البشر الصالح والطالح والخيِّر والضار لكني تعلمت كيف أستفيد من ذاك وذلك، فالعمل بالتجارة مدرسة أخرى للحياة لها قوانينها وأعرافها عملت بها مثل الطفل الذي ينزل الماء وهو لا يجيد السباحة إلى أن تعلمت أن أكون سباحاً ماهراً.أول مشروع لي كان عبارة عن شراء مستلزمات الفريج من السلع وبيعها لهم حيث إنني كنت أسأل دائماً الجيران والأهل ماذا ينقصهم من السلع وأذهب لشرائها من محلات الجملة لبيعها في برادة صغيرة أمتلكها بالفريج، لم تكن تلك التجارة هي الوحيدة لكنني عملت في مجال الطباعة وتعرفت جيداً على الآلات والأجهزة الحديثة حينها في هذا المجال واكتسبت خبرة طويلة في هذا العمل لكني لم أعمل به إلى اليوم.ثم عملت في مجال الطيور في سوق المنامة وكنت أحب هذه التجارة إلى درجة أنني كنت حينما أسمع صوت طيور في المنازل أطرق الباب لكي أسأل عن إمكانية شراء هذه الأنواع من الطيور، فهي لم تكن تجارة بقدر كونها هواية أعشقها منذ الصغر وبجانب هذه التجارة عملت في شراء وبيع أقفاصها وارتبطت بهذه التجارة وعلى مدى فترات حياتي اقتنيت الكثير من أنواع الطيور.وحينما انتهيت من المرحلة الجامعية امتلكت أول سجل تجاري يحمل اسمي وشرعت في العمل التجاري من صالونات إلى محلات خياطة إلى مقاولات وغيرها من الأعمال التي كان يتطلبها السوق حينها وتوسعت في تلك التجارة وسافرت للعديد من البلدان لجذب البضائع منها وبيعها في البحرين وبالفعل كان هذا العمل فاتحة خير لي حيث تمكنت من فتح أول شركة للتكييف تحمل اسمي « تكييفات حجير» وكان هذا العمل من أحب الأعمال لقلبي، حيث كان يراودني منذ طفولتي حلم بأن شركاتي تصبح شركات كبرى ذات علامة تجارية معروفة على مستوى الخليج والوطن العربي.متى دخلت العمل العام ولماذا؟- اشتغلت في العمل العام من باب غرفة تجارة وصناعة البحرين حيث إنني ترشحت لانتخابات مجلس إدارة غرفة البحرين في دورتين لم يحالفني الحظ في الأولى، لكن بفضل الله حالفني في التي تلتها ومن هنا بدأت تجربتي وسعيت بقدر المستطاع نحو إصلاح أحوال السوق وخدمة قطاع الأعمال فكنت أول من تحدث عن تخفيض الرسوم، وإعطاء الأولوية للشركات البحرينية للعمل في المشروعات الحكومية وخضت معارك كثيرة مع الجهات الحكومية من أجل التاجر البحريني سواء من داخل الغرفة أو عبر منابر الصحافة وهو الذي قربني من المغفور له بإذن الله تعالى الأمير الراحل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة الذي احتضنني وقربني لمجلسه، فكان دائماً يقول لي رحمه الله بن حجير «ما عليك من أحد وأكمل طريقك من أجل من وضعوا ثقتهم فيك وأنا معك» وكان دائماً رحمه الله يوجه المسؤولين والوزراء بالتعاطي مع مطالب الغرفة والعمل على دراستها وحل المعوقات والصعوبات التي تواجه الشارع التجاري.سعدت بالعمل في مجلس إدارة الغرفة وشعرت أنني حققت ما وعدت به من انتخبوني على قدر المستطاع والممكن، وإن هناك طموحات وآمالاً لم تتحقق إلا أنني راضٍ عن ما قدمت وقدم زملائي في المجلس حينها، ولكنى سأعود يوماً ما لأستكمل رسالتي وواجبي نحو الشارع التجاري الذي مازلت أشعر أنه مازال في حاجة إلى حل الكثير من الصعوبات والمعوقات والتي على رأسها مواجهة الأزمات الطارئة والتأثرات الناجمة عنها والتي عادت ببعض الشركات إلى نقطة الصفر جراء ما تعرضوا له من ضغوطات كانت كفيلة بحدوث خسائر فادحة أخرجت العديد منها من المنافسة في السوق المحلي.كيف ترى الوضع الاقتصادي في الوقت الحالي؟- صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء حكيم في قيادة دفة الاقتصاد الوطني ولعل خطة التعافي الاقتصادي التي تعد أحد الممكنات الرئيسة لتحقيق مستهدفات رؤية البحرين الاقتصادية 2030، خير دليل على ما أقول فقد نجح سموه من خلالها في إعادة التوازن للاقتصاد الوطني ويسعى عبرها لتعزيز الاستقرار المالي، عبر قطاعات الدولة الإنتاجية والخدمية والاقتصادية، كما أن سموه أنجز عدداً كبيراً جداً من المشروعات وتمكن من تحقيق إنجازات ضخمة وملموسة وهناك المزيد من الخطط والمبادرات التي يقودها سموه هدفها الرئيس تعزيز مسارات التنمية والتطوير في مملكتنا الغالية مملكة البحرين.كما أن الاقتصاد البحريني شهد في الفترة الماضية استقراراً وعودة إلى معدلات نموه لما قبل جائحة فيروس كورونا وهو أمر يبشر بالخير ويشكل لدى قطاع الأعمال حافزاً للنهوض بقطاعاتهم المختلفة للمساهمة في تنمية وتيرة الاقتصاد الوطني بشكل كلي، وهذا لا يمنع أن هناك حاجة ماسة إلى الوقوف على بعض المعوقات التي ينبغي على الحكومة تداركها لفتح الطريق أمام القطاع الخاص للاستثمار والنمو من أجل تعافي الاقتصاد الوطني باعتبار أن القطاع الخاص هو شريان التنمية.وهنا أود أن أشير بصفتي رئيساً لمجلس إدارة جمعية المقاولين البحرينية أن هذا القطاع بما يمثله من أهمية كبرى في دعم خطط التعافي مازال يعاني من تداعيات الجائحة بجانب تأثره الشديد بأزمة التضخم العالمي والتي تسببت في ارتفاع أسعار الوقود والحديد ومواد البناء، ولجوء بعض الشركات إلى سياسة حرق الأسعار للتغلب على الصعوبات المالية لذا فهو في حاجة إلى تدخل سريع وحل جذري من قبل الحكومة لتخفيف العبء عن الشركات وإيجاد حل سريع للمشاكل الكبيرة التي تواجه المقاولين عبر منحهم الأولوية في كافة المشروعات التي تقام على أرض مملكة البحرين وتفضيلهم على الشركات الأجنبية التي تنافسهم بشدة بما لم يعد الأمر يطاق أو يمكن تحمله، خاصة وأن كابوس كورونا كان كارثة على قطاع المقاولات، والكثير من الشركات خرجت من السوق، ونحن نتطلع إلى تحسن في السوق خلال الأعوام المقبلة لتعود العجلة إلى الدوران من جديد لاسيما في ظل ما طرحته الحكومة حول العمل على إعداد المخططات العامة لخمس مدن جديدة وقائمة مكونة من أكثر من 20 مشروعاً، في تطوير قطاعات البنية التحتية والاتصالات، والسياحة، والصناعة، والتعليم، والصحة، والإسكان، والشباب والرياضة.بماذا تنصح شباب رواد الأعمال؟- في الحقيقة أن الجيل الحالي للشباب البحريني ملهم ونعقد عليه آمالاً كبيرة في استكمال بناء الدولة وتطويرها إلى أعلى المستويات، ونحن نرى أن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء يعولان كثيراً على هذا الجيل الرائع والطموح ونحن وراءهما في ذلك فدائماً الشباب هم صناع الحاضر والمستقبل، ولكن الأمر لا يمنع من النصيحة والأخذ برأي الخبرة للاستفادة منها والبناء عليها فيما هو قادم، وأقول لهم أنتم أوفر حظاً منا في التوسع في مختلف مجالات العلوم سواء كانت اقتصادية أو علمية لكن لا تكتفوا بهذه العلوم لوحدها فاليوم تغير الدول سياساتها والحياة كذلك تتغير وقد وصل إلينا المستقبل بصورة أسرع مما كنا نتوقعه وتغيرت أنماط التجارة وأصبحت التكنولوجيا عاملاً أساسياً في تطوير عالم الاقتصاد خاصة مع ظهور الاقتصاد الرقمي، وعليكم جميعاً بالاصطفاف خلف القيادة الحكيمة وأن تضعوا أيديكم فوق أيدي بعض، لكي نؤسس لقاعدة قوية ونحصل على الخبرة والتجربة والتكنولوجيا بما يسهم في إعلاء راية مملكتنا عالياً كما هي دائماً.حدثنا عن أمنياتك التي لم تتمكن من تحقيقها إلى الآن؟- المرء دائماً يعيش كي يحلم ويتمنى وطالما مازلت حياً فأنا أسعى إلى تحقيق ما أتمنى فعلى مستوى عملي أسعى إلى تكبير حجم استثمارات أعمالي وزيادة انتشارها وهذه أمنية مازلت أتمنى تحقيقها، كما أنني مازلت أتطلع إلى مجتمع أعمال متناسق يكمل كلاً منا الآخر، ولدي أحلامي مع أسرتي أسعى لتحقيقها سواء على المستوى العلمي أو العملي، كما أنني أحلم بتكامل اقتصادي خليجي فعلي على أرض الواقع ومن هذا المنطلق أتوجه بنداء إلى قادة وملوك وأمراء دول مجلس التعاون الخليجي نحو تدشين مشروعات موحدة يشارك فيها رجال الأعمال الخليجيون تكون امتداداً لمشروعاتهم في دولنا الخليجية بما يفيد شعوب الخليج بأكملها، فما يربطنا في محيطنا الخليجي من علاقات أخوية تاريخية يمكننا تحقيق ما نصبو له من أهداف نبيلة تسهم في تنمية دولنا بما ينعكس على شعوبنا الخليجية.ما هي الحكمة التي تؤمن بها في حياتك ؟- هناك العديد من الحكم والأمثال الشعبية من تراث البحرين لها تأثير كبير في حياتي ولكن وإن كنت أتحدث في مجال التجارة والاقتصاد فمقولة جلال الدين الرومي، أعطِ الكثير وخذ القليل لها معانٍ كثيرة ودلالات عديدة ليس فقط في المال بل أيضاً الكلمة الطيبة والابتسامة وهو ما تعلمته من الأمير الراحل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة أعز الناس إلى قلبي ومن والدي رحمه الله، فكلاهما كانت أقوالهما بالنسبة لي خريطة عمل وأكثر ما أوجعني هو فقدهما كونهما كانا لي نبراس الحياة ومنبع العطف وصمام الأمان والقدوة المثلى في كل شيء عليهم رحمة الله فلو بكت عيناي دماً عليهما لم تبلغِ المعشار مِن حقيهما.