ياسمينا صلاح أكد الصحفي محمد الساعي أن الصحافة كغيرها من القطاعات والمهن قد لحق بها نصيب كبير من تأثيرات جائحة كورونا (كوفيد 19)، ما جعلها تعيش واحدة من أسوأ المراحل لاسيما من الجانب الاقتصادي، مبيناً أنه يمكن تقسيم التغيرات التي لحقت بطبيعة عمل الصحافة في تلك الفترة إلى ثلاث مراحل، تتمثل الأولى في بدايات الجائحة والإغلاق الكامل والتوقف التام للفعاليات، وربما اقتصر العمل الصحفي على عمل مكتبي، وهو أمر ليس بالمألوف بالنسبة للصحفي الذي دأب على الحركة والنشاط والتنقل بين الفعاليات والمقابلات.ولفت إلى أن المرحلة الثانية شهدت نوعاً من الحرج والحذر من خلال تنظيم الفعاليات والمؤتمرات الافتراضية، وهو أمر لم يعتد عليه الصحفي الذي دائماً يكون على اتصال وتواصل مباشرين مع المصادر والشخصيات خلال الفعاليات، مضيفاً «إننا نعيش ما يمكن اعتباره المرحلة الثالثة وهي بداية الانفراجة، حيث بدأنا نلاحظ عودة تدريجية للفعاليات والندوات والمعارض والمؤتمرات الواقعية». وأوضح أن هذه المراحل الثلاث كانت لها انعكاساتها الإيجابية والسلبية على العمل الصحفي، فمن جانب، اكتسب الصحفيون خبرة أكبر في تغطية الفعاليات الافتراضية والاعتماد على وسائل الاتصال الحديثة في إنجاز أعمالهم ومقابلاتهم، واكتساب مهارات كافية لما يسمى العمل عن بُعد، إلى جانب نمو متسارع لدور وسائل التواصل الاجتماعي في الفترة الماضية بشكل أكبر.وأكد أن على أن الحياة بدأت تعود كما كانت إلى حد كبير وهذا ما نلمسه من عودة الفعاليات الواقعية بدل الافتراضية، وعودة المعارض والندوات والمؤتمرات الصحفية، الأمر الذي جعل الصحفي يشعر بتجدد النشاط والانشغال المتزايد بشكل تدريجي، متوقعاً أن الفعاليات الافتراضية ستبقى تأخذ حيزاً كبيراً من العمل الصحفي حتى بعد انقشاع الغمة وانقضاء الجائحة، كما ستترسخ سياسة العمل عن بُعد والعمل المرن بشكل أكبر في الجسم الصحفي.