تأخر قبولي بالمدرسة فكنت أذهب يومياً لأسمع المدرس من خلف نافذة الصف
إذا تغيّب المعلم كان المناوب بالمدرسة يطلب مني أن أحكي قصة للفصل
عملت بعد التخرج مدرساً في مدرسة القضيبية الجديدة
انتقالي للعمل في أبوظبي كان نقلة كبيرة رفعت راتبي من 70 إلى 105 دنانير
حققت مع يوسف السعد نجاحاً كبيراً في العمل بإذاعة وتلفزيون أبوظبي
«قاموس جيب» أول جائزة لي في حياتي عام 1958 من إبراهيم العريض
ثامر طيفور
نشأ وترعرع في مدينة الحد من أسرة فقيرة محدودة الدخل، وتقرّب من الأطفال بشكل كبير حتى أصبحوا يحبونه ويفضلون شخصيته الملهمة والمتميزة، خصوصاً وأنه يقدم برامج شيّقة تناسب أعمارهم.
محمد خليفة محمد حسن ياسين، وشهرته «بابا ياسين»، بدأ رحلته مع المسرح المدرسي لأول مرة، عندما كان في الصف الثاني الابتدائي، حيث كانت المدرسة تقوم سنوياً بتنظيم احتفال للبحرين، يشارك به المدرسون ووجهاء البحرين، وكان يشارك في مسرحية بعنوان محكمة الحيوانات.
ويؤكد «بابا ياسين»، عن مسيرة حياته لـ«الوطن»، أنه مستمر في العطاء بقدر ما يستطيع، مشيراً إلى أن انتقاله إلى العمل في أبوظبي كان بالنسبة له نقلة نوعية كبيرة، على الرغم من أن الراتب والعائد المادي كان متقارباً، حيث كان راتبه في البحرين 70 ديناراً وفي أبوظبي 105 دنانير حيث كانت عملتها الرسمية في ذلك الوقت الدينار البحريني، قبل اتحاد الإمارات في السبعينات.
بصمات «بابا ياسين» وإنجازاته في العمل المسرحي متواصلة ولا حدود لها، حيث أنشأ نادي الحد عندما وصل إلى الصف السادس أو الأول الإعدادي، وتم خلاله تكوين فرقة مسرحية، وكانوا يقدمون عروضهم في العيد، وبعد ذلك انفصلوا عن النادي وقام مع الأصدقاء بإنشاء مسرح الحد الشعبي، وهي تجربة رائدة في مجال المسرح المحلي.
من هو «بابا ياسين»؟
- اسمي هو محمد خليفة محمد حسن ياسين، و«بابا ياسين» أخذت من الاسم الخامس، لأن هناك الكثير يسمونهم «محمد»، ولدت في مدينة الحد من أسرة محدودة الدخل، وتربيت في الحد تربية الطيبين.
في بداية الدراسة الابتدائية، دخلت مدرسة الحد الجنوبية، ولم يأخذوني مع جيلي بل تأخر قبولي، فكنت كل يوم أذهب إلى المدرسة وأجلس خلف نافذة الصف وأسمع المدرس وهو يتحدث، وكانت الوالدة تحضر إلى المدرسة وتوجه كلاماً حاداً لهم مثل: «حسبي الله عليكم ما خذيتوا ولدي، إلى أي مدى تريدونه أن يكبر»، وذلك أنهم كانوا يأخذون الأطفال بعد رؤية أسنانهم، أو بطريقة أخرى وهي محاولة مسك الأذن اليمنى باليد اليسرى.
كيف كانت مراحل الدراسة الأولى وكيف بدأت مع المسرح المدرسي؟
- في مدرسة الحد الابتدائية، وفي الصف الثاني الابتدائي، بدأت رحلتي مع المسرح لأول مرة، وهذا خروج مبكر، حيث كانت المدرسة في كل سنة تقوم بتنظيم احتفال للبحرين، يشارك به المدرسون ووجهاء البحرين بشكل سنوي، وكنت أشارك في مسرحية تلك السنة بعنوان «محكمة الحيوانات» فقد كنت منذ صغري أحب التقليد، وهو ما دفع لاختياري للمشاركة في المسرحية، على الرغم من أنني صغير ولا أملك خبرة ولا أعرف الكتابة، حتى أن صديقي عبدالله عبدالكريم وزير المالية السابق، الذي كان في الصف الرابع هو من كتب دوري، وكان دوري هو «الذئب».
ما هو المحفز الأول لك؟
- شغفي بالتقليد واتساع الخيال لدي، كان المدرسون يلاحظونه، حتى إنه وفي حال غياب مدرس، كان يأتينا المناوب ويطلب مني أن أحكي قصة للفصل، وكانوا ينادونني في المدرسة «بن ياسين»، وبينما المناوب يصحح الكراسات مثلاً أو منشغل بأي عمل، كنت أنا الملجأ لتسكين الطلبة وتسكيتهم.
عندما كنت أقف عريفاً للفصل كنت أخيّر الطلبة بين أمرين، قصة تنتهي أو قصة لا تنتهي، فالقصة التي تنتهي هي القصص الشعبية المعروفة التي كنا نسمعها من جداتنا وأمهاتنا، أما القصة التي لا تنتهي، فهي القصة التي من أفكاري، أشطح بخيالي وأفكر وأتكلم، وهذا الموضوع وسّع خيالي ومداركي.
دائماً ما أنصح الآباء والأمهات، بأن يعطوا فرصة لأبنائهم للتعبير عما في ذاتهم، وأن يفسحوا لهم المجال للتحدث والتعبير والخيال، وفي قصصي التي لا تنتهي كانت كل كذبة أطول من أختها، خيال، وكان الأطفال يتفاعلون معي بشكل كبير يضحكون وتنتهي القصة بنهاية الحصة.
وفي حال تكرر غياب المدرس، يطالبني زملائي بتكملة القصة التي لا تنتهي، ولكني في معظم الوقت أكون نسيت أصلاً ما تحدثت عنه وتخيلته، وهذا الخيال الواسع والتدرب على الخطابة أعطاني جرأة كبيرة ولباقة.
الانتقال إلى المرحلة الإعدادية كيف مرت؟
- في الصف الخامس الابتدائي، انتقلنا إلى مدرسة الحد الشمالية، وفي المرحلة الإعدادية ركزت بشكل كامل على المسرح، كان في المدرسة الأستاذ عتيق سعيد، وكان مشهوراً رحمه الله، بكتابة المونولوجات المدرسية الجميلة، وكان لحنها عادياً ولكنها ممتعة جداً، وصوتي الجميل دفعهم لاختياري لقراءة القرآن الكريم في الحفل الكبير بالإضافة إلى غناء المونولوجات المدرسية.
وكنا نقدم عروضاً هزلية وعروضاً جدلية، وكنا نناقش قضايا الأمة العربية مثل قضية فلسطين والقضية الجزائرية في ذلك الوقت وغيرها، ومن المنالوجات التي غنيتها ومازلت أحفظها هو منالوج دروس، وأقول فيه:
مساء الخيرات والنور يا إخواني
من الدراسة راسي وجعاني
ومن التحفظ مخي تعباني
والصفحة بيضا في الامتحاني
في هذا الحفل الكبير سنة 1958، حصلت على أول جائزة لي في حياتي، حيث تبرّع لي الوجيه والكاتب إبراهيم العريض بقاموس جيب، ولم يعجبني ذلك، فماذا أفعل بقاموس الجيب. كما تبرع لي محمد رفيع المحمود بثوب وحذاء و20 روبية، وفي ذلك الوقت 20 روبية مبلغ مالي ضخم، وكنت سعيداً جداً بذلك.
وضعت قاموس الجيب الذي لم يعجبني على الرّف مع الكتب العتيقة، ولكنني احتجته بعد ذلك، وعندما فتحت القاموس، وجدت الوجيه إبراهيم العريض قد كتب لي في الصفحة الأولى: «أخي الطالب النجيب، لقد كنت قبل فترة على مسرح مدرستكم، فعسى أن يأخذ الله بيدك وتكون على مسرح الحياة، 28 أبريل 1958».
كيف طورت الانطلاقة الأولى؟
- نعم كانت الانطلاقة الأولى، في السادس أو الأول الإعدادي كان لدينا نادي الحد، وقمنا من خلال النادي بتكوين فرقة مسرحية، وكنا نقدم عروضنا في العيد، وبعد ذلك انفصلنا عن النادي وقمت مع الأصدقاء بإنشاء مسرح الحد الشعبي، وهي تجربة رائدة لم تكن موجودة في البحرين، وكان المرحوم سالم الجوهر هو من يقوم بالتأليف لنا، ولكننا لم نستمر، أنا الوحيد من ضمن أقراني الذي استمر في هذا المجال.
بعد إنهاء الدراسة الإعدادية، تخصصت في قسم المعلمين، حيث كنت في الثانوي في قسم المعلمين، وخلال هذه الفترة ركزت على لعب كرة القدم، فكنت لاعباً وحكم ساحة، وحصلت على شهادة تحكيم، وذلك بعد دورة تدريبية بقيادة الدولي المصري الحكم صبحي نصير، ومن المتخرجين معي من تلك الدورة جاسم مندي وعيسى الجودر وغيرهما، إلا أن الانتقال إلى الإمارات دفعني لترك التحكيم.
توجهت لتكون مدرساً منذ البداية.. فهل لك أن تحدثنا كيف كان الانتقال؟
- بعد التخرج أصبحت مدرساً وتم تعييني في مدرسة القضيبية الجديدة قرب بيت الزياني، وكان قدوتي الأستاذ عتيق سعيد رحمه الله، وقمت بكتابة وإنتاج المونولوجات، كما كنت المسؤول عن الإذاعة المدرسية، وهذا كله لبناء المواهب والتي دائماً ما تحتاج لمن ينميها، ولم تكن البحرين في ذلك الوقت تملك التلفزيون والراديو.
بعد فترة بسيطة، حصلت لي فرصة بأن أكون مدرساً معاراً 4 سنوات من وزارة التربية والتعليم لإمارة أبوظبي، حيث كانت البحرين ترسل المدرسين للإمارات السبع، وكنت ضمن دفعة مكونة من 150 مدرساً بحرينياً، والغريب أن أكثر أهل الحد في ذلك الوقت كانوا يعملون في مجال التدريس.
كيف تصف انتقالك من البحرين إلى أبوظبي؟
- التوجه للعمل في أبوظبي كان بالنسبة لي نقلة كبيرة، مع أن الراتب والعائد المادي كان متقارباً، في البحرين راتبي 70 ديناراً وهناك 105 دنانير، ومن الأمور الطريفة أن أبوظبي كانت عملتها الرسمية في ذلك الوقت هو الدينار البحريني، وذلك قبل اتحاد الإمارات في السبعينات.
الأستاذ عبدالله عباس كان مدير مدرستي في البحرين، وعندما ذهبنا إلى أبوظبي، كان بمدرسة محمد بن قاسم، وكان يريد أن يقوم بافتتاح مسرح مدرسي، فتذكرني، وطلب من وزارة التربية في أبوظبي أن أعمل معه في نفس المدرسة، وكانت لدي طاقات كبيرة، فأصبحت مدرس الرياضة في المدرسة، وقائد الكشافة، وأنشأت المسرح المدرسي، بالإضافة إلى برنامج تعليم الكبار.
كيف انتقلت لإذاعة وتلفزيون أبوظبي؟
- بالصدفة، علم الإماراتي من أصول بحرينية محمد الجناحي عن وجودنا في أبوظبي، وعلم بأننا نقوم بالتمثيل أيضاً، فطلب منا مساعدته، خصوصاً وأنهم كانوا بدؤوا لتوهم في افتتاح إذاعة أبوظبي، فجاءنا مع سعيد السويدي مسؤول البرامج الشعبية في ذلك الوقت، وكنت وقتها مع يوسف السعد، والذي أصبح بعد ذلك مدير مدرسة، وكان يوسف السعد ممثلاً ممتازاً، وكان يقلد الصوت البحريني النسائي تماماً مثل عبدالعزيز النمش أم عليوي، فعرض علينا جناحي العمل معهم. كان في ذلك الوقت يقدم برنامج «صبحكم الله بالخير» ومدته ربع ساعة، وهو المذيع الوحيد فيه، فطلب منا مشاركته في تقديم البرنامج، وحققنا نجاحاً كبيراً بهذه الخطوة وأصبحنا مشهورين.
كيف بدأ «بابا ياسين» في عالم الأطفال؟
- في البداية طرحت فكرة برنامج للأطفال، وبالعادة في ذلك الوقت من يقدم برنامج الأطفال يكون امرأة من بلاد الشام، ولكنهم كانوا يحتاجون لمواطنين أو خليجيين لتقديم تلك البرامج، ليكونوا أقرب إلى الأطفال، والبرنامج ذو طابع محلي. وبالفعل اقترح علي عبدالله النويس مدير تلفزيون أبوظبي، أن أقدم برنامج الأطفال، وكانت الفكرة كبيرة، ولم يسبق لي أن خضت هذه التجربة، فأنا معتاد على التدريس والإذاعة ولكن لم أجرّب العمل بالتلفاز، ولكن البحريني المقيم في أبوظبي علي المحميد شجعني، وكان معي خطوة بخطوة. دعني هنا أعود للوراء قليلاً، في الحد لم يكن هناك إلا بيت أو بيتان يملكان تلفزيون، يضعانه في الحوش، وكل أهل الفريج يجتمعون من نساء وأطفال لمشاهدته، تذكرت وجود شخصية بتلفزيون أرامكو يسمى «بابا حطاب» وكنا نشاهده ونحن صغار. شخصية بابا حطاب مثلها أحد الأشخاص الشوام أثرت فينا كثيراً، وكان تقديمه جميلاً جداً، وكان فناناً ورساماً، فأخذته كنموذج عمل يمكن البناء عليه، وبدأت أتعلم منه، ومع الخبرة، بدأت بنحت مساري الخاص، ومن هنا بدأ «بابا ياسين».
كيف كانت البدايات مع بابا ياسين؟
- طلب مني أن أربي لحيتي أو أن أضع لحية تركيب، حيث ستكون الشخصية هي شخصية «الجد الإماراتي»، وبالفعل قمت بلبس العمامة والكندورة ومسكت الخيزرانة، وبدأت بدور الجد الإماراتي، وكان التلفزيون أسود وأبيض. بدأت في البرنامج بطريقتي الخاصة، وأداء خاص من غير تقليد، ونفعني أنني مدرس، أعرف نفسية الأطفال وكيفية التعامل معهم وكيف نوصل لهم المعلومة وكيف نجعلهم متشوقين.
كيف تسيطر على المشاغبين على الهواء؟
- الأطفال الحركيون يؤثرون على التصوير، ولكنني أتبع معهم أسلوباً يهدئهم، أقوم بإعدادهم وتقديمهم. والسر في ذلك أنه منذ جلوسهم في التلفزيون، أقوم بتحفيزهم عبر السلام عليهم وطلب رد السلام بشكل عالٍ، وذلك جعلهم نشيطين، كما أنني آخذ 5 دقائق للجلوس معهم لكسر رهبة المكان، بعضهم قد لا يستطيع الحديث بسبب الرهبة، فيجب سحب هذه الطاقة السلبية، وفور شعوري براحتهم أقوم بدء البرنامج.
وكان ما يميزني ويقربني من الأطفال أنني أخاطبهم من شاشة التلفاز وكأنني أراهم، على سبيل المثال أقول السلام عليكم.. نعم أدري رديتم السلام، ولكنكم قريبون من التلفاز.. أنت عد إلى الوراء، وأنت أيضاً، لن أقول شيئاً قبل أن تبتعدوا عن الشاشة، كان الأطفال يتأثرون بهذا الأسلوب ويخبرون أهاليهم أنني أراهم وأحادثهم من خلال التلفزيون.
الخطير في الأطفال، أنهم يأخذون كلامك كمقدم برامج على محمل الجد في كل شيء، واستمر البرنامج حتى انتهت إعارتي بأبوظبي، إلا أنهم خاطبوا البحرين لأبقى لديهم، و انتقلت من وزارة التربية في أبوظبي إلى الإعلام، واستمررت هناك 13 عاماً.
النقلة من مدرس إلى إعلامي كيف كانت؟
- كنت حريص على تطوير نفسي بشكل مستمر، فذهبت على سبيل المثال لدورة في اليابان لمدة شهر، ولم أكن أترك أي دورة إلا وأسجل فيها، وسنوياً أسافر مرتين وثلاث مرات لدورات في دول أجنبية وكنت أركز على تقوية نفسي في البرامج التعليمية، كل ذلك وبرنامجي مستمر في أبوظبي.
في عام 1971 بدأ الاتحاد العربي للإمارات السبع، فأصبحت الإمارات الأخرى تطالب بـ «بابا ياسين» وهذا مجهود كان كبيراً جداً، خصوصاً وأنني متزوج، وهذا يجهد العائلة، فكنت أغيب لأسابيع، وكانت زوجتي أم خالد من الداعمين لي. كانت ترعى المنزل والأبناء في غيابي، تأخذهم إلى المدارس وتنفذ طلباتهم، لقد كانت سنداً حقيقياً رحمها الله.
وفي هذه الأثناء، بدأ برنامج الأطفال الأشهر في الخليج افتح يا سمسم، فشاركت فيه كمعد في الجزء الأول، وفي الجزء الثاني بالإعداد ودور جاسم صاحب المكتبة في 42 حلقة تم تصوير أغلبها في الكويت، وكانت تجربة جميلة جداً وتربوية وتعليمية ممتازة، وللأسف لم نحافظ عليها ونقويها، وصورنا الجزء الثالث من افتح يا سمسم، إلا أن الغزو العراقي للكويت حال دون استكمال البرنامج.
ما الهدف الذي ركزت عليه أثناء النجاح الكبير؟
- أنا لا أذكر ما أخذته من أجر، أذكر العمل وتأثيره على الناس، ولا تفكروا بالمادة أكثر من العطاء، اترك البصمة قبل المغادرة في الحياة، الناس لن تذكر كم كان أجر فلان أو هل لديه عمارات أو لا، ستذكر أثره الطيب والعمل الذي قدمه. وبعد ذلك بدأت أدخل مجال التمثيل والمسلسلات، فشاركت في مسلسل نيران بدور هارب من العدالة ومسلسل أبوجحفان بدور أبو طبر، وغيرها من الأعمال الفنية، لقد عشت حياة جميلة وممتعة في الإمارات وكانت أجمل أيام حياتي هناك، ولكن بعد طول فراق حننت للبحرين وأهلها فقررت العودة.
جيل السبعينات والثمانينات في الإمارات مازالوا يحبونني ويتصلون بي، وعند عودتي بالتسعينات بدأ التأثير ينتقل إلى أطفال البحرين، حيث وصلت بتجربة كبيرة أفيد فيها المجتمع، وفي 2002 تقاعدت، إلا أنني مستمر في العطاء بقدر ما أستطيع.