وليد صبري
- المملكة من أوائل الدول العربية اهتماماً بتطوير نظرياته
- 9 أنواع من الذكاء العاطفي أبرزها المكاني والاجتماعي واللغوي والحسي الحركي
- القطاع الخاص يهتم بتطوير الذكاء العاطفي خاصة لدى الشباب
- تطوير مهارات الذكاء العاطفي في الفئة العمرية بين المرحلة الثانوية والأكاديمية
- القيادة مرتبطة بمهارات داخلية داخل الشخص تتعلق بمشاعره وأفكاره
- تطوير 4 مهارات أساسية للذكاء العاطفي لدى الشباب
- الاستثمار في الموارد البشرية الأصعب والأنجح على الإطلاق
- الذكاء العاطفي يحسّن علاقات العمل ويخلق بيئة إنتاجية وصحية منظمة
- اكتساب مهارات القيادة والذكاء العاطفي يستغرق سنوات
- الذكاء العاطفي يتطور إلى «الشمولي» و«الروحاني» المتصف بالحكمة
كشفت الأستاذ المساعد بالجامعة الأهلية، والأكاديمية المتخصصة في القيادة والذكاء العاطفي، والكوتش القيادي المحترف بشهادة PCC العالمية، د. ماريا صابري، عن أن نسبة استخدام القطاع الخاص للذكاء العاطفي في البحرين، تصل إلى نحو 70%، مشيرة إلى أن المملكة من أوائل الدول الخليجية والعربية اهتماماً بتطوير نظرياته، منوهة إلى أن هناك 4 مهارات أساسية تتعلق بالذكاء العاطفي لابد من تطويرها لدى الشباب، خاصة في الفئة العمرية بين المرحلة الثانوية والمرحلة الأكاديمية.
وأضافت في حوار خصت به "الوطن" أن الذكاء العاطفي نوع من أنواع الذكاء، وبحسب الاكتشافات العلمية منذ ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، نحن لدينا أكثر من 7 أنواع من الذكاء العاطفي وربما تصل أنواعه إلى نحو 9 أنواع، وبسبب هذه الاكتشافات، نحن لدينا الآن في الحصص الدراسية في المدارس، مقررات الموسيقى، والرياضة، والرسم، وكل تلك الأنواع من الأنشطة غير الرياضيات واللغة والمواد الأخرى.
وأوضحت أن الأنواع التسعة من الذكاء، بحسب عالم النفس "هوارد غاردنر Howard Gardner"، هي، الذكاء المكاني، والذكاء الطبيعي، والذكاء الموسيقي، والذكاء المنطقي الحسابي، والذكاء الاجتماعي، والذكاء اللغوي، والذكاء الحسي الحركي، والذكاء عميق الشخصيَّة، والذكاء الوجودي.
وذكرت أنه في التسعينيات قام العلماء بتطوير الذكاء الداخلي، وما يتعلق بالقدرات الداخلية للشخص، وعقله، وهو نصف الذكاء العاطفي، وقاموا بدمجهما في الذكاء العاطفي الذي يجمع بين قدرة الإنسان على توازن وتقارب مراكز التحليل في المخ، وبالذات تحليل المستقبل "الموجود خلف الجبهة مباشرة"، وهي أجدد منطقة في المخ، وهي أجدد منطقة في المخ حسب تطور مخ الإنسان عبر العصور، مع أقدم منطقة في المخ، الموجودة في مركز المخ، وهي أقلها تقدماً، ولذلك عندما نرى شخصاً لا يستطيع التحكم في أعصابه عند الغضب ويتصرف بسلوكيات يندم عليها لاحقاً، فهذا لا يوجد لديه تواصل في المخ بين المنطقتين، الأجدد والأقدم، وسبب ندمه على تصرفاته هو أنه عند الهدوء، الجزء المسؤول عن المشاعر يكون عليه شبه غمامة، ولكنه يعمل مرة أخرى، وبالتالي يتذكر ما فعله، ولذلك ما نقوم به من خلال تدريب كوادر الموارد البشرية والشباب والطلاب في الذكاء العاطفي هو تطوير 4 مهارات أساسية تحتها مهارات أخرى تساعدهم على التحكم والوعي في تفكيرهم وبمشاعرهم وقيادتهم.
وأوضحت أن الذكاء العاطفي يعمل على تطوير 4 مهارات أساسية تتضمن مهارات أخرى، تساعد على تطوير الوعي والتحكم في المشاعر، مضيفة أن المهارات الأساسية تتضمن، مهارتين تتعلقان بالشخص نفسه، وهي القدرة على إدراك مشاعره، وإدراك مشاعر الآخرين، في لحظة الحدوث، وربما قبل أن تحدث، وكذلك القدرة على قيادة وتوجيه المشاعر والأفكار وردود الأفعال، وكذلك القدرة على توجيه مشاعر وردود أفعال الآخرين، بحيث تصير ردة أفعالهم بحسب ما هو يريد، ولذلك الموضوع يتعلق بسياسة ودبلوماسية في آن واحد.
ونوهت إلى أن مهارة التواصل الفعال من أهم العناصر التي تساعد في المهام القيادية، التي يمكن لها أن تساعدك في مهماتك القيادية، حيث إنه من أحد الأمور التي تتسبب في أن يكون القائد دائماً أفضل هي قدرته على التأثير الإيجابي في الآخرين، لذلك فإن الذكاء العاطفي يحسّن من علاقات العمل، ويخلق بيئة عمل إنتاجية وصحية تحظى بثقافة تنظيم عالية.
وأوضحت أن الذكاء العاطفي يرتبط بالبشر في كل مكان وليس له علاقة بمنطقة جغرافية أو ثقافة معينة، باستثناء الأنظمة والثقافات والمناطق التي على وعي بالذكاء العاطفي والتي أدخلت الذكاء العاطفي في مناهج الدراسة منذ مرحلة الروضة وحتى المرحلة الثانوية، إلى الجامعة، وهذا ما يحدث في الدول الغربية، وهناك دول عربية مهتمة بالذكاء العاطفي أبرزها دول مجلس التعاون الخليجي، خاصة مملكة البحرين، ودولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية.
وأشارت د. ماريا صابري إلى أنه في الإمارات تتم الاستفادة من القدرات والمهارات الأجنبية، في حين أنه في البحرين، تكون الاستفادة من المواطن الذي يبحث ويهتم ويطور من مسألة الذكاء العاطفي، ولذلك نحن نلاحظ أنه في البحرين هناك اهتمام كبير بمسألة ونظريات وتطوير الذكاء العاطفي في القطاع الخاص بشكل كبير، حيث تصل إلى نحو 70 %.
وأوضحت أن اهتمام القطاع الخاص بالذكاء العاطفي يأتي من خلال حرصه على جذب العملاء من خلال العلاقات البشرية، وبالتالي أي وظيفة، فيها التواصل البشري مهم في إنتاج دخل للشركة، بالتالي هي في حاجة إلى الذكاء العاطفي، لذلك أي وظيفة أو وضع أو مسؤولية أو موقع في أي مكان في العالم يحتاج إلى التواصل مع البشر، خاصة إذا كان الأمر ممتداً على مدار اليوم لنحو 50 % من النهار، فهذا يحتاج إلى ذكاء عاطفي لأن العلاقات دونه لن تبنى، وبالتالي سوف تفشل، ولا يستطيع الشخص أن يقوم بإبرام صفقات استراتيجية.
وذكرت أنه على سبيل المثال، في السلم الإداري، تعد القيادة أكثر المسؤوليات والمواقع التي تحتاج إلى ذكاء عاطفي، إضافة إلى الفئات الموجودة في مستويات قيادية، والأمر يمتد إلى الموظفين الذين يتعاملون مع الجمهور، فعلى سبيل المثال، موظف الشباك في البنك، أو ما يسمى بأمين الصندوق أو "TELLER"، الذي يتعامل مع الجمهور يومياً، في هذه الحالة تبرز الفوارق بين الشخص حديث التخرج من الجامعة، والذي يعمل في هذه الوظيفة، وبين شخص آخر لديه خبرة زمنية أكبر في هذا الموقع، وبالتالي عندما تحدث مشكلة لدى العميل يكون الشخص الأكثر خبرة قادراً على حلها ولا يعتمد على غيره، ولا يحول العميل إلى شخص آخر، وبالتالي طريقة التعامل تجذب العميل في أن يعود مرة أخرى إلى هذا البنك بسبب هذا الموظف، رغم أنه ليس قيادياً وليس مديراً، وبالتالي مفهوم القيادة لابد أن يكون لدى جميع الموظفين، بغض النظر عن المستوى الإداري، سواء كان موظفاً عاماً أو مديراً للشركة.
وأوضحت أن القيادة مرتبطة بمهارات داخلية داخل الشخص تتعلق بأنه كيف يدير مشاعره وأفكاره وكيف يربط مشاعره بأفكاره وكيف يتحدث مع الآخرين.
وفي رد على سؤال حول اكتساب الشخص لمهارات القيادة والذكاء العاطفي ذكرت أن الاستثمار في الموارد البشرية، يعد من أصعب وأنجح مهارات الاستثمار، حيث إن المردود يكون كبيراً، وبالتالي اكتساب مهارات القيادة والذكاء العاطفي تستغرق نحو سنوات لأن الذكاء العاطفي في تزايد، وبالتالي من سن 30 إلى 40 عاماً، يكون متوسط اكتساب المهارات نحو 5 سنوات، إذا كان التدريب مباشراً، ومن سن 40 إلى 50 عاماً، يكون التعامل مع أشخاص أكثر خبرة في القيادة والذكاء العاطفي نتيجة عامل السن والخبرة، وبالتالي تكون سنوات اكتساب المهارات أقل.
وقالت إن الذكاء العاطفي أصبح متطوراً بشكل كبير اليوم حيث وصل إلى ما يسمى بالذكاء الشمولي أو الذكاء الروحاني، وهذا النوع يتعلق بما يملكه الشخص من حكمة وبالتالي الذكاء العاطفي جزء منها، وهذا تحت تصرف العلماء والباحثين.