وليد صبري
* نشأت وترعرعت في "فريج الزياينة".. وعشقي للمحرق لا يوصف
* دخلت مجاليْ الرياضة والفن من الأبواب وليس من النوافذ
* الرياضة البحرينية على الطريق الصحيح بجهود ناصر وخالد بن حمد
* غنيت في حفلات وأعراس لقادة وحكام ومسؤولين كبار في العالم العربي
* 5 آلاف دينار أعلى أجر تقاضيته من الغناء.. وفي الرياضة كنت أنا من أصرف!
لم يكن يدور بخلد الكاتب والفنان والرياضي المعروف جعفر حبيب أن الفن والرياضة سوف يفتحان له أبواب الشهرة والوهج والتألق على مدار أكثر من 30 عاماً قضاها بين جنبات الملاعب واتحاد الكرة والفرق الغنائية والمسارح والأضواء، ليغلب الفن على الرياضة، ولتشهد حياته تحولاً جذرياً من خلال 100 أغنية أداها على مدار تاريخه.
جعفر حبيب الذي نشأ في "فريج الزياينة"، يؤكد أن عشقه للمحرق لا يوصف، لكن حياته تحمل الكثير من الذكريات الجميلة لعل أفضلها بالنسبة إليه يوم زواجه الذي وصفه بأنه "محفور في ذاكرته"، فيما شكلت أغنية "ويش حيلتي فيك" التي غناها قبل ارتباطه بزوجته فألاً حسناً عليه حيث شهدت نجاحاً كبيراً وانتشاراً غير مسبوق، لينطلق بعدها في عالم الفن.
ويؤكد جعفر حبيب أنه لا يتخلى عن دوره كناقد اجتماعي، بعد اعتزاله الفن والرياضة وهو في قمة عطائه ووهجه، في حين يقضي أسعد لحظات حياته، بين عائلته وأحفاده، ولا يخفي حبه لمصر وللمصريين وتعلقه باللهجة المصرية، حيث يعتبر وفاة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر أصعب لحظات حياته، مستشهداً بالمظاهرات الحاشدة التي خرجت في المحرق يوم وفاته. "الوطن" تستعرض سيرة ومسيرة جعفر حبيب أحد أبرز الرياضيين والفنانين في البحرين، في الحوار التالي:
حدثنا عن النشأة وذكريات الطفولة والدراسة؟
- أنا من مواليد المحرق، من "فريج الزياينة"، والبعض كان يطلق عليه "فريج الصنقل"، وقد نشأت وترعرعت في تلك المدينة الجميلة، حيث تربينا في تلك البيوت التي كانت تحمل عبق التاريخ والماضي الجميل، وفي منطقتنا من الحالة إلى فريج الزياينة، سكنت في تلك المنطقة معظم العائلات البحرينية العريقة الكريمة والمعروفة، ومنها، عائلة آل خليفة الكرام، والجلاهمة، والدواسر، ثم شيئا فشيئا، بعض تلك العائلات التي كانت تسكن تلك المنطقة، ذهبت إلى قطر، ومنها من ذهب إلى أبوظبي، وبعض تلك العائلات بقيت في تلك المنطقة الجميلة، لأن سنة الحياة أن البعض كان يبحث عن سكن أكبر، ولذلك ربما رحل البعض إلى مدينة عيسى، وكذلك الرفاع، وبالتالي توزعت بعض العائلات على أماكن مختلفة في مملكة البحرين، وبالرغم من أنني أملك منزلاً في مدينة عيسى، إلا أنني لا أترك المحرق أبداً، ففيها تجمع الأصدقاء والإخوان والأحباب والذكريات الجميلة الطيبة العطرة، وبالتالي عشقي للمحرق لا يوصف.
كيف كانت ظروف دخولك مجاليْ الرياضة والفن؟
- دخلت مجالي الرياضة والفن من الأبواب، وليس من النوافذ، وقد بدأت في الرياضة، حيث كنت أحد لاعبي نادي الحالة، وتدرجت من لاعب إلى مشرف إلى إداري إلى رئيس لجنة حتى وصلت إلى عضوية مجلس إدارة اتحاد كرة القدم في الثمانينيات، وكان وقتها رئيس الاتحاد، آنذاك، الفريق أول الركن سمو الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة رئيس الحرس الوطني، حالياً، وقد أتممت في عضوية مجلس إدارة الاتحاد نحو 4 سنوات، وكنت كذلك رئيس العلاقات العامة في الاتحاد في تلك الفترة.
ما أبرز الذكريات عن التحاقك بفريق الحالة؟
- في الماضي، لم يكن هناك دوري درجة ممتاز، لكن الفرق كانت تصنف 3 درجات، أ، وب، وج، ومنطقة الحالة كان بها فريقان، فريق الجزيرة، في الدرجة الأولى، وفريق الحالة، في الدرجة الثانية، وكان هناك فريق آخر في فريج الزياينة كان يسمى فريق الناصر، نسبة إلى الرئيس المصري، والزعيم الخالد، جمال عبدالناصر، رحمه الله، وكنا نطمع أن نلعب في الدوري، وفي هذا الوقت، كان فريق الحالة ليس في مستواه المعهود، وكان أمامه 3 مباريات لو خسرها كان سيهبط إلى الدرجة ج، فعرض علينا رئيس النادي، الاندماج مع فريق الحالة، واستطعنا أن نفوز في آخر 3 مباريات، وحافظنا على وجود الفريق في الدرجة الثانية، وفي العام الذي بعده، تولى تدريب الفريق المدرب القدير، خليفة الزياني، وقد تمكنا من الصعود إلى الدرجة أ، وأصبح فريقا الجزيرة والحالة في الدرجة الأولى، بعدها كانت فكرة اندماج الفريقين مرة أخرى في فريق واحد تحت مسمى نادي الحالة، وفي تلك المرحلة كنت قد اتجهت للفن شيئاً فشيئا، كهواية، وكانت هناك نخبة من اللاعبين في ذلك الوقت، فقررت الاعتزال، وكنت أوصف في هذه المرحلة بأنني "مطرب الفريق".
كيف ترى واقع ومستقبل الرياضة البحرينية؟
- الرياضة البحرينية الآن على الطريق الصحيح، بتوجيهات وجهود سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، وفي ظل متابعة سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، ونحن نستبشر خيراً بوجودهما وقيادتهما للرياضة البحرينية، ويكفي أنه في ظل قيادة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة حصلنا على بطولة غرب آسيا لكرة القدم، وكذلك فزنا ببطولة كأس الخليج 24، إضافة إلى النهوض بقطاع الرياضة والبنية التحتية الرياضية في مملكة البحرين.
كيف بدأت رحلتكم مع عالم الفن؟
- كانت هناك فرق تنظم حفلات شهرية، وكنت أغني فيها، ووجدت نفسي اندمج في عالم الفن شيئاً فشيئاً، حتى أنني ذهبت إلى الكويت في سبعينيات القرن الماضي، من أجل تصوير أغنيتين، وبعد أن رجعت إلى البحرين، رأيت كيف أن اسمي الفني بدأ يظهر وصرت معروفاً.
هل فكرت في ذلك الوقت في دراسة الموسيقى؟
- في عام 1976، كان وزير الإعلام وقتها المرحوم السيد طارق المؤيد، وقد أوفدني إلى القاهرة لدراسة الموسيقى في المعهد العالي للموسيقى العربية، مع فنانين بحرينيين آخرين، وكان وقتها موجوداً في القاهرة للدراسة، الموسيقار د. مبارك نجم، حيث كان يدرس في الكونسرفتوار، وقد دلنا على الطريق، وقد خضعت لامتحان أمام لجنة الاختبار في المعهد، ونجحت، وتم قبولي للدراسة في المعهد، وكان زملائي في هذه الفترة، علي الحجار، ومحمد الحلو، وسوزان عطية، وكانت مدة الدراسة في المعهد 7 سنوات، لكني درست 4 سنوات فقط، وعدت إلى البحرين مرة أخرى، ولم أكمل الدراسة، واتجهت إلى تسجيل الأغاني في مصر والكويت، وسلكت طريق الفن لمدة 30 عاماً، وكان مورد رزقي، ولذلك لم أكن أعتمد على راتبي من وزارة الإسكان، وصار الفن بالنسبة إلي احترافا منذ عام 1976 وعلى مدار 3 عقود ثم توقفت تماماً، لشعوري أنه ربما لن أقدم جديداً، ولذلك فضلت أن أتوقف عن الفن، والجمهور يسأل عني، ولا أنتظر حتى يطالبوني بالاعتزال، ونفس الأمر تكرر معي في الرياضة، حيث اعتزلت لعب كرة القدم وأنا في قمة وهجي الرياضي، وكنت لاعبا أساسيا.
ما أبرز الأغاني التي كانت سبباً في شهرتكم؟
- أغنية "ويش حيلتي فيك"، تعبر عن واقع حياتي، وتتحدث عن قصة زواجي، وحبي لزوجتي، ودائماً ما كان يطلب مني أن أغنيها في الحفلات التي كنت أحييها وأحضرها، في دول مختلفة، وقد كانت هناك قصة حب بيني وبين زوجتي وكنت أنا شاباً صغيراً وكانت زوجتي في تلك الفترة في المرحلة الثانوية، ولم أكن أملك شيئاً ليساعدني على الزواج، لذلك رفضوا فكرة الزواج، وقرر أهلها أن يزوجوها لابن عمها، وقد عشت فترة صعبة بعد زواجها، وفكرت في أن أطرح أغنية تعبر عما بداخلي، وكنت وقتها في القاهرة مع المؤلف الأديب د. راشد نجم، والمايسترو الملحن د. مبارك نجم، وقد شرحت للمؤلف قصة حب امتدت لـ5 سنوات، قام هو بتأليفها في 5 دقائق، وقد سجلت الأغنية في القاهرة، ولاقت نجاحا كبيراً وانتشاراً غير مسبوق، وبعدها حدث الانفصال، بينها وبين ابن عمها، ثم تزوجت بها وكانت من أسعد أيام حياتي.
كم عدد الأغاني التي قمت بتسجيلها؟ وهل كانت متنوعة؟
- غنيت مجموعة كبيرة من الأغاني، سواء العاطفية، أو الوطنية، أو الدينية، أو الاجتماعية، وتصل إلى نحو 100 أغنية، حيث كنت أسجل تقريباً ما بين أغنيتين إلى 4 أغاني في العام.
ما أعلى أجر تقاضيته من الغناء؟
- أعلى أجر وصل إلى نحو 5 آلاف دينار، وقد ارتبط اسمي بالغناء في الحفلات والأعراس لقادة وحكام ومسؤولين كبار على مستوى الوطن العربي، وقد تشرفت بالغناء في حفل زواج رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وكذلك وزير الخارجية الإماراتي صاحب السمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وغيرهما الكثير من الأمراء والشيوخ والقادة والحكام والمسؤولين. لقد استفدت من الفن كثيراً خاصة ما يتعلق بدراسة أبنائي في جامعات عريقة، سواء في مصر أو الأردن أو بريطانيا، ثم تقلدوا مناصب رفيعة بعد ذلك، إضافة إلى الشهرة الكبيرة التي حصلت عليها، لكن على مستوى عملي، كانت هناك تضحيات وبالتالي لم أحصل على منصب إداري لكوني لم أكن ملتزما في الدوام، خاصة وأن أصدقائي ومن زاملتهم وصلوا إلى سن التقاعد وهم في مناصب مديرين.
وماذا عن الرياضة؟
- الأمر على العكس في الرياضة وكرة القدم، فكنت أنا من أدفع وأصرف من جيبي الخاص على الفرق.
ماذا عن اتجاهك للنقد الرياضي والكتابة في مجال الصحافة الرياضية؟
- كتبت في صحيفة "أخبار الخليج" نحو 12 عاماً، ثم انتقلت إلى صحيفة "الأيام"، وبعدها انتقلت إلى الكتابة في صحيفة "الوطن"، وبعدها توقفت عن الكتابة الصحفية، لكني الآن اتجهت إلى النقد الاجتماعي، أي موضوعات تلفت انتباهي، وأرغب في التعليق عليها، أقوم بتسجيل الفيديو، وأنشره على مواقع التواصل الاجتماعي أو أرسله إلى الجمهور والقراء والزملاء في برنامج الـ"الواتساب".
ماذا عن طبيعة ارتباطك بسيرة جمال عبدالناصر؟
- أعشق جمال عبدالناصر، وهو زعيم لن يتكرر، ومشكلة عبدالناصر كانت في وزير الدفاع المشير عبدالحكيم عامر، وفي عام 1967، عبدالناصر لم يحارب إسرائيل ولكن كان يحارب أمريكا وبريطانيا، ولذلك، وفاة عبدالناصر تمثل أصعب اللحظات التي مرت علي، وقد كنت وقتها في البحرين، وخرجت مظاهرات حاشدة في المحرق يوم وفاته.
ما سبب تعلقك بمصر، واللهجة المصرية؟
- العرب من دون مصر لا يساوون شيئاً، ومصر لها فضل كبير على العرب، ولذلك أنا أعشق مصر والمصريين ولهجتهم، لأنهم شعب طيب وودود، وأتردد على مصر ذهاباً وإياباً على مدار أكثر من 30 عاماً، كما أنني أعشق الفن المصري، خاصة المطرب كارم محمود، وأشجع فريق الزمالك المصري، وأحب طريقة لعب فاروق جعفر، ومحمود أبورجيلة وأحمد رفعت.
ماذا عن الأسرة؟
- لدي 6 أبناء، 4 بنات وولدان، و3 بنات منهم متزوجات، ولدي أحفاد، وأسعد لحظات حياتي أقضيها مع عائلتي وأحفادي، ويوم زواجي محفور في ذاكرتي.
ما أبرز أمنياتك؟
- أتمنى أن يتم تكريمي عن مشواري الفني قبل وفاتي.
{{ article.visit_count }}
* نشأت وترعرعت في "فريج الزياينة".. وعشقي للمحرق لا يوصف
* دخلت مجاليْ الرياضة والفن من الأبواب وليس من النوافذ
* الرياضة البحرينية على الطريق الصحيح بجهود ناصر وخالد بن حمد
* غنيت في حفلات وأعراس لقادة وحكام ومسؤولين كبار في العالم العربي
* 5 آلاف دينار أعلى أجر تقاضيته من الغناء.. وفي الرياضة كنت أنا من أصرف!
لم يكن يدور بخلد الكاتب والفنان والرياضي المعروف جعفر حبيب أن الفن والرياضة سوف يفتحان له أبواب الشهرة والوهج والتألق على مدار أكثر من 30 عاماً قضاها بين جنبات الملاعب واتحاد الكرة والفرق الغنائية والمسارح والأضواء، ليغلب الفن على الرياضة، ولتشهد حياته تحولاً جذرياً من خلال 100 أغنية أداها على مدار تاريخه.
جعفر حبيب الذي نشأ في "فريج الزياينة"، يؤكد أن عشقه للمحرق لا يوصف، لكن حياته تحمل الكثير من الذكريات الجميلة لعل أفضلها بالنسبة إليه يوم زواجه الذي وصفه بأنه "محفور في ذاكرته"، فيما شكلت أغنية "ويش حيلتي فيك" التي غناها قبل ارتباطه بزوجته فألاً حسناً عليه حيث شهدت نجاحاً كبيراً وانتشاراً غير مسبوق، لينطلق بعدها في عالم الفن.
ويؤكد جعفر حبيب أنه لا يتخلى عن دوره كناقد اجتماعي، بعد اعتزاله الفن والرياضة وهو في قمة عطائه ووهجه، في حين يقضي أسعد لحظات حياته، بين عائلته وأحفاده، ولا يخفي حبه لمصر وللمصريين وتعلقه باللهجة المصرية، حيث يعتبر وفاة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر أصعب لحظات حياته، مستشهداً بالمظاهرات الحاشدة التي خرجت في المحرق يوم وفاته. "الوطن" تستعرض سيرة ومسيرة جعفر حبيب أحد أبرز الرياضيين والفنانين في البحرين، في الحوار التالي:
حدثنا عن النشأة وذكريات الطفولة والدراسة؟
- أنا من مواليد المحرق، من "فريج الزياينة"، والبعض كان يطلق عليه "فريج الصنقل"، وقد نشأت وترعرعت في تلك المدينة الجميلة، حيث تربينا في تلك البيوت التي كانت تحمل عبق التاريخ والماضي الجميل، وفي منطقتنا من الحالة إلى فريج الزياينة، سكنت في تلك المنطقة معظم العائلات البحرينية العريقة الكريمة والمعروفة، ومنها، عائلة آل خليفة الكرام، والجلاهمة، والدواسر، ثم شيئا فشيئا، بعض تلك العائلات التي كانت تسكن تلك المنطقة، ذهبت إلى قطر، ومنها من ذهب إلى أبوظبي، وبعض تلك العائلات بقيت في تلك المنطقة الجميلة، لأن سنة الحياة أن البعض كان يبحث عن سكن أكبر، ولذلك ربما رحل البعض إلى مدينة عيسى، وكذلك الرفاع، وبالتالي توزعت بعض العائلات على أماكن مختلفة في مملكة البحرين، وبالرغم من أنني أملك منزلاً في مدينة عيسى، إلا أنني لا أترك المحرق أبداً، ففيها تجمع الأصدقاء والإخوان والأحباب والذكريات الجميلة الطيبة العطرة، وبالتالي عشقي للمحرق لا يوصف.
كيف كانت ظروف دخولك مجاليْ الرياضة والفن؟
- دخلت مجالي الرياضة والفن من الأبواب، وليس من النوافذ، وقد بدأت في الرياضة، حيث كنت أحد لاعبي نادي الحالة، وتدرجت من لاعب إلى مشرف إلى إداري إلى رئيس لجنة حتى وصلت إلى عضوية مجلس إدارة اتحاد كرة القدم في الثمانينيات، وكان وقتها رئيس الاتحاد، آنذاك، الفريق أول الركن سمو الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة رئيس الحرس الوطني، حالياً، وقد أتممت في عضوية مجلس إدارة الاتحاد نحو 4 سنوات، وكنت كذلك رئيس العلاقات العامة في الاتحاد في تلك الفترة.
ما أبرز الذكريات عن التحاقك بفريق الحالة؟
- في الماضي، لم يكن هناك دوري درجة ممتاز، لكن الفرق كانت تصنف 3 درجات، أ، وب، وج، ومنطقة الحالة كان بها فريقان، فريق الجزيرة، في الدرجة الأولى، وفريق الحالة، في الدرجة الثانية، وكان هناك فريق آخر في فريج الزياينة كان يسمى فريق الناصر، نسبة إلى الرئيس المصري، والزعيم الخالد، جمال عبدالناصر، رحمه الله، وكنا نطمع أن نلعب في الدوري، وفي هذا الوقت، كان فريق الحالة ليس في مستواه المعهود، وكان أمامه 3 مباريات لو خسرها كان سيهبط إلى الدرجة ج، فعرض علينا رئيس النادي، الاندماج مع فريق الحالة، واستطعنا أن نفوز في آخر 3 مباريات، وحافظنا على وجود الفريق في الدرجة الثانية، وفي العام الذي بعده، تولى تدريب الفريق المدرب القدير، خليفة الزياني، وقد تمكنا من الصعود إلى الدرجة أ، وأصبح فريقا الجزيرة والحالة في الدرجة الأولى، بعدها كانت فكرة اندماج الفريقين مرة أخرى في فريق واحد تحت مسمى نادي الحالة، وفي تلك المرحلة كنت قد اتجهت للفن شيئاً فشيئا، كهواية، وكانت هناك نخبة من اللاعبين في ذلك الوقت، فقررت الاعتزال، وكنت أوصف في هذه المرحلة بأنني "مطرب الفريق".
كيف ترى واقع ومستقبل الرياضة البحرينية؟
- الرياضة البحرينية الآن على الطريق الصحيح، بتوجيهات وجهود سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، وفي ظل متابعة سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، ونحن نستبشر خيراً بوجودهما وقيادتهما للرياضة البحرينية، ويكفي أنه في ظل قيادة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة حصلنا على بطولة غرب آسيا لكرة القدم، وكذلك فزنا ببطولة كأس الخليج 24، إضافة إلى النهوض بقطاع الرياضة والبنية التحتية الرياضية في مملكة البحرين.
كيف بدأت رحلتكم مع عالم الفن؟
- كانت هناك فرق تنظم حفلات شهرية، وكنت أغني فيها، ووجدت نفسي اندمج في عالم الفن شيئاً فشيئاً، حتى أنني ذهبت إلى الكويت في سبعينيات القرن الماضي، من أجل تصوير أغنيتين، وبعد أن رجعت إلى البحرين، رأيت كيف أن اسمي الفني بدأ يظهر وصرت معروفاً.
هل فكرت في ذلك الوقت في دراسة الموسيقى؟
- في عام 1976، كان وزير الإعلام وقتها المرحوم السيد طارق المؤيد، وقد أوفدني إلى القاهرة لدراسة الموسيقى في المعهد العالي للموسيقى العربية، مع فنانين بحرينيين آخرين، وكان وقتها موجوداً في القاهرة للدراسة، الموسيقار د. مبارك نجم، حيث كان يدرس في الكونسرفتوار، وقد دلنا على الطريق، وقد خضعت لامتحان أمام لجنة الاختبار في المعهد، ونجحت، وتم قبولي للدراسة في المعهد، وكان زملائي في هذه الفترة، علي الحجار، ومحمد الحلو، وسوزان عطية، وكانت مدة الدراسة في المعهد 7 سنوات، لكني درست 4 سنوات فقط، وعدت إلى البحرين مرة أخرى، ولم أكمل الدراسة، واتجهت إلى تسجيل الأغاني في مصر والكويت، وسلكت طريق الفن لمدة 30 عاماً، وكان مورد رزقي، ولذلك لم أكن أعتمد على راتبي من وزارة الإسكان، وصار الفن بالنسبة إلي احترافا منذ عام 1976 وعلى مدار 3 عقود ثم توقفت تماماً، لشعوري أنه ربما لن أقدم جديداً، ولذلك فضلت أن أتوقف عن الفن، والجمهور يسأل عني، ولا أنتظر حتى يطالبوني بالاعتزال، ونفس الأمر تكرر معي في الرياضة، حيث اعتزلت لعب كرة القدم وأنا في قمة وهجي الرياضي، وكنت لاعبا أساسيا.
ما أبرز الأغاني التي كانت سبباً في شهرتكم؟
- أغنية "ويش حيلتي فيك"، تعبر عن واقع حياتي، وتتحدث عن قصة زواجي، وحبي لزوجتي، ودائماً ما كان يطلب مني أن أغنيها في الحفلات التي كنت أحييها وأحضرها، في دول مختلفة، وقد كانت هناك قصة حب بيني وبين زوجتي وكنت أنا شاباً صغيراً وكانت زوجتي في تلك الفترة في المرحلة الثانوية، ولم أكن أملك شيئاً ليساعدني على الزواج، لذلك رفضوا فكرة الزواج، وقرر أهلها أن يزوجوها لابن عمها، وقد عشت فترة صعبة بعد زواجها، وفكرت في أن أطرح أغنية تعبر عما بداخلي، وكنت وقتها في القاهرة مع المؤلف الأديب د. راشد نجم، والمايسترو الملحن د. مبارك نجم، وقد شرحت للمؤلف قصة حب امتدت لـ5 سنوات، قام هو بتأليفها في 5 دقائق، وقد سجلت الأغنية في القاهرة، ولاقت نجاحا كبيراً وانتشاراً غير مسبوق، وبعدها حدث الانفصال، بينها وبين ابن عمها، ثم تزوجت بها وكانت من أسعد أيام حياتي.
كم عدد الأغاني التي قمت بتسجيلها؟ وهل كانت متنوعة؟
- غنيت مجموعة كبيرة من الأغاني، سواء العاطفية، أو الوطنية، أو الدينية، أو الاجتماعية، وتصل إلى نحو 100 أغنية، حيث كنت أسجل تقريباً ما بين أغنيتين إلى 4 أغاني في العام.
ما أعلى أجر تقاضيته من الغناء؟
- أعلى أجر وصل إلى نحو 5 آلاف دينار، وقد ارتبط اسمي بالغناء في الحفلات والأعراس لقادة وحكام ومسؤولين كبار على مستوى الوطن العربي، وقد تشرفت بالغناء في حفل زواج رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وكذلك وزير الخارجية الإماراتي صاحب السمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وغيرهما الكثير من الأمراء والشيوخ والقادة والحكام والمسؤولين. لقد استفدت من الفن كثيراً خاصة ما يتعلق بدراسة أبنائي في جامعات عريقة، سواء في مصر أو الأردن أو بريطانيا، ثم تقلدوا مناصب رفيعة بعد ذلك، إضافة إلى الشهرة الكبيرة التي حصلت عليها، لكن على مستوى عملي، كانت هناك تضحيات وبالتالي لم أحصل على منصب إداري لكوني لم أكن ملتزما في الدوام، خاصة وأن أصدقائي ومن زاملتهم وصلوا إلى سن التقاعد وهم في مناصب مديرين.
وماذا عن الرياضة؟
- الأمر على العكس في الرياضة وكرة القدم، فكنت أنا من أدفع وأصرف من جيبي الخاص على الفرق.
ماذا عن اتجاهك للنقد الرياضي والكتابة في مجال الصحافة الرياضية؟
- كتبت في صحيفة "أخبار الخليج" نحو 12 عاماً، ثم انتقلت إلى صحيفة "الأيام"، وبعدها انتقلت إلى الكتابة في صحيفة "الوطن"، وبعدها توقفت عن الكتابة الصحفية، لكني الآن اتجهت إلى النقد الاجتماعي، أي موضوعات تلفت انتباهي، وأرغب في التعليق عليها، أقوم بتسجيل الفيديو، وأنشره على مواقع التواصل الاجتماعي أو أرسله إلى الجمهور والقراء والزملاء في برنامج الـ"الواتساب".
ماذا عن طبيعة ارتباطك بسيرة جمال عبدالناصر؟
- أعشق جمال عبدالناصر، وهو زعيم لن يتكرر، ومشكلة عبدالناصر كانت في وزير الدفاع المشير عبدالحكيم عامر، وفي عام 1967، عبدالناصر لم يحارب إسرائيل ولكن كان يحارب أمريكا وبريطانيا، ولذلك، وفاة عبدالناصر تمثل أصعب اللحظات التي مرت علي، وقد كنت وقتها في البحرين، وخرجت مظاهرات حاشدة في المحرق يوم وفاته.
ما سبب تعلقك بمصر، واللهجة المصرية؟
- العرب من دون مصر لا يساوون شيئاً، ومصر لها فضل كبير على العرب، ولذلك أنا أعشق مصر والمصريين ولهجتهم، لأنهم شعب طيب وودود، وأتردد على مصر ذهاباً وإياباً على مدار أكثر من 30 عاماً، كما أنني أعشق الفن المصري، خاصة المطرب كارم محمود، وأشجع فريق الزمالك المصري، وأحب طريقة لعب فاروق جعفر، ومحمود أبورجيلة وأحمد رفعت.
ماذا عن الأسرة؟
- لدي 6 أبناء، 4 بنات وولدان، و3 بنات منهم متزوجات، ولدي أحفاد، وأسعد لحظات حياتي أقضيها مع عائلتي وأحفادي، ويوم زواجي محفور في ذاكرتي.
ما أبرز أمنياتك؟
- أتمنى أن يتم تكريمي عن مشواري الفني قبل وفاتي.