120 ديناراً أول ربح حصلت عليه من بيع قطعة أرض في السبعينات
أول أرض امتلكتها كانت هبة من الأمير الراحل الشيخ عيسى طيب الله ثراه
أسست أول مكتب عقاري مع شريكي أحمد بشمي في عام 1977
البحرين متطورة على مستوى الخليج من حيث الاستثمار في العقارات
عباس المغني - تصوير نايف صالح
بدأ من الصفر واتخذ من الأمانة والصدق والاجتهاد في العمل شعاراً ونهجاً لحياته ليصبح واحداً من أكبر الشخصيات العقارية التي يشار لها بالبنان في مملكة البحرين.. إنه سعد السهلي صاحب اليد البيضاء، الرجل المعطاء بشوش الوجه حسن المحيا، من أصحاب العقول النيرة المفكرة والقلوب الكبيرة العامرة بالإيمان، والشخصية العقارية المميزة.
السهلي، فتح قلبه لـ"الوطن" في لقاء اتسم بالعفوية والبساطة، حيث تحدث فيه عن طفولته وأبرز ذكرياته، وسلط الضوء على أبرز محطات حياته ومسيرته المهنية الحافلة.
وفيما يلي اللقاء:
هل لنا من نبذة تعريفية عن شخصكم الكريم؟
أنا سعد السهلي واللقب (اسهلي) إذ أنتسب إلى قبيلة سهول في نجد بالمملكة العربية السعودية، والدي اسهلي، ووالدتي سبيعية. متزوج ورزقت بولدين وبنت.
عشت طفولتي مع إخواني في المنامة وبقية العائلة عاشت في السعودية بعد وفاة والدي رحمه الله، وأنا في السادسة من عمري، وتعلمت في المدرسة الدينية بالمنامة لأن ميول العائلة للدين، ثم انتقلت للمعهد الديني الذي كان في الحورة ثم انتقلت إلى الفاتح. والمدرسة الدينية في ذلك الوقت كانت مهمة حيث تلقى اهتماماً من حاكم البلاد صاحب العظمة الشيخ سلمان طيب الله ثراه، ويقدم لها دعماً مالياً. ومن ضمن المدرسين الذين تتلمذت على يديهم في المدرسة الدينية الشيخ أحمد المطوع، وعيسى أبوبشيت الذي أصبح قاضياً لاحقاً، ومحمود المهزع الذي هاجر فيما بعد إلى الكويت.
وبعد الانتهاء من الدراسة الدينية، كان التحدي كبيراً في الانتقال من الدراسة الدينية إلى الدراسة العلمية، والحمد لله نجحت في معادلة الشهادة وواصلت الدراسة في المدارس الثانوية العامة، ثم انتسبت إلى فرع جامعة الإسكندرية في بيروت بين حضور وانتساب، وعندما حدثت الحرب في لبنان، انتقلت إلى الإسكندرية، وتخرجت من كلية الآداب قسم التاريخ، وبعدها رجعت إلى البحرين وعملت في قطاع التعليم. وقد طلبني المعهد الديني بالاسم لأعمل معهم في التدريس لأنني كنت طالباً متفوقاً لديهم، وأصبحت سكرتير المعهد لفترة.
ومع مرور الوقت شعرت أن البقاء كمدرس لا يلبي طموحي، ومسؤولون في المعهد ووزارة التربية التعليم، نصحوني بالبقاء وأكدوا لي بأن هناك فرصة لي للترقي لأكون مدير مدرسة في المستقبل، ومع ذلك كان لدي طموح خارج التدريس. وبدأت أجمع المال من مدخولي، حتى جمعت 1000 دينار، واشتريت بها أرضاً بالقرب من مصنع البيبسي، وبعد 6 شهور، بعتها بربح يبلغ 120 ديناراً، وهو مبلغ يعادل مرتين الراتب البالغ 60 ديناراً في ذلك الوقت، وهذا شجعني لشراء أرض ثانية وثالثة.
الناس بدأت تسألني كيف اشتريت الأرض، فقلت لهم عندي أراضٍ، إذا كنتم تريدون يمكنني أن أساعدكم على شراء الأراضي، وذهبت للمكتب الذي أشتري منه الأراضي، وقلت لهم لو جئت لكم بزبائن، هل يكون لي نصيب؟، قالوا نعم، تحصل عمولة 1%، وتعاملت مع مكتب جاسم سند في المنامة، وكل أرض تباع عن طريقي أحصل على عمولة حسب قيمة الأرض، مرة 30 ومرة 40 ومرة 50 ديناراً حسب قيمة العقار. فوجدت أن العمل في العقار أكثر فائدة من أن تعمل موظفاً، ورأيت سوق العقار فيها خير، فأخذت بمقولة الأولين "راعي المعاش ما عاش"، ثم قدمت استقالتي من التدريس، وفي هذه الأثناء كان معي في التدريس أحمد عبدالله بشمي ويريد تحسين مدخوله، وكان جده تاجراً في السوق، فعملنا معاً وفتحنا مكتباً عقارياً في السوق في 1977، والسجل كان باسمي لأن القوانين في ذلك الوقت لا تسمح بمنح سجل للموظفين.
كيف تطور عملك في مجال التثمين العقاري ؟
بعد أن أخذت رخصة الدلالة من المحاكم وفتحنا السجل، تطور عملنا تدريجياً وتحسن وضعنا، وأصبحنا نتعامل بمبالغ أكبر، وتحسنت الأسعار، وبعد فترة، شريكي أحمد بشمي اقترح علي شراء نصيبه من الشركة، فوافقت، ثم واصلت فيها، وسعيت للتطوير أكثر وتوسعت الأعمال، وأصبحت البنوك تطلبنا لتقديم خدمات التثمين لهم، إذ إن الناس تأخذ قروضاً، والبنوك تريد تأمين القروض، وهذا يتطلب تثمين العقار، وقد بدأت مع بنك البحرين والكويت ثم بنك البحرين الوطني، وبعدها وزارة المالية، وتوسع عملنا في التثمين ليشمل مؤسسات عريقة. ووظفت مهندسين معي للتثمين، والآن لدي ثلاثة مهندسين، ومع توسع العمل، فتحت قسماً للاستثمار في التسعينات ويديره أبني نايف، واشترينا بنايات وأراضي بغرض الاستثمار، بعضها تم بيعها وبعضها احتفظنا بها إلى اليوم.
ثم تعاملت خارج البحرين حيث أقدم الخدمات إلى تجار كويتيين ومن ضمنهم شيخان الفارسي رحمه الله، وأصبحت معاملاتي كبيرة مع التجار الكويتيين، ثم توسعت معاملاتي مع التجار السعوديين، خصوصاً وأن أكثر الأهل من السعودية، يطلبون مني تثمين أملاك لهم في البحرين، ثم توسع عملي وثمنت أملاكاً في الإمارات، كما طُلبت مرتين لتثمين عقارات في لبنان، لأني أعرف لبنان، وتوسعت العملية، وأصبحت أقدم استشارات للمشترين، عندما يطلبون النصيحة والرأي بالجدوى الاقتصادية والتوقعات المستقبلية، وإلى الآن عملنا في تطور مستمر، خصوصاً مع ظهور هيئة التنظيم العقاري التي دفعت المكاتب إلى تطوير عملها بإدخال أنظمة حديثة وجديدة تواكب العصر.
حدثنا عن تفاصيل أول أرض امتلكتها باسمك؟
أول أرض امتلكتها ليست الأرض التي اشتريتها بالقرب من مصنع البيبسي، وأنما كانت هبة من أمير البلاد الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، وتعود قصة الهبة، إلى أنني بعد التخرج أرسلت للتدريب في التدريس في مدرسة شهركان، وهي بالقرب من قصر الصافرية، وأثناء الاستراحة (مدتها حصتين راحة)، قلت لزميلي في العمل منصور رضي، دعنا نرى أبراج الحمام التي داخل القصر، فوافق وذهبنا إلى داخل القصر حيث كان مفتوحاً، وعند الرجوع، وقبل الوصول إلى الباب وإذا بسيارة خلفنا، وتوقفت أمامنا، فشعرنا بخوف، وإذا هو أمير البلاد الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، يقود السيارة بمفرده، وسألنا، "من وين جايين يا عيال؟" ، فقلنا له: احنا دخلنا نشوف أبراج الحمام. فقال "ما عليه ما عليه...الآن وين بتروحون. فقلنا نحن مدرسون في هذه المدرسة وسنعود إلى المدرسة، فقال: "اركبوا السيارة أنا أوصلكم"، أنا جلست في الأمام، ومنصور رضي جلس بالخلف، فسألنا عن أنفسنا وعوائلنا، وتحدث معنا، وسألني هل تملك شيئاً؟، قلت له لا، قال: انتون عيالنا وما تملكون، أنا أعطيك أرض، يوم الأحد تجي قصر الرفاع ومعاك الرسالة، والتفت خلفه إلى منصور رضي، وقال أنت بعد تعال معاه، قلنا إن شاء الله، يا طويل العمر. ورحنا إلى عبدالرزاق مدير المدرسة وأخبرناه بالقصة وكتب لنا رسائل. وأنا حصلت أرض هبة في الرفاع، ومنصور رضي حصل أرض هبة في الخميس. لقد كان أمير البلاد الراحل طيب الله ثراه، في غاية الطيب والإحسان والكرم، فبالرغم أننا دخلنا أرضه وقصره، عاملنا بكل ترحاب ومحبة، وأوصلنا لعملنا بنفسه، وأعطانا أرضاً. وموقف الأمير الراحل لا يمكن أن أنساه. فأول أرض امتلكتها كانت هبة من الأمير الراحل طيب الله ثراه.
كيف ترى بيئة الاستثمار العقاري في البحرين؟
البحرين متطورة على مستوى دول الخليج من حيث أمان الاستثمار في العقار، فقد كانت الوثائق موجودة في البحرين قبل وجودها في دول المنطقة، ومن يشتري يشتري بثقة، فملكه محفوظ واستثماره آمن، والبحرين دائماً سباقة، والآن البحرين بتنظيماتها جديدة تواكب سباق التطور العالمي، وهذا التطور محل فخر واعتزاز، ويعود الفضل إلى رئيس جهاز المساحة والتطوير العقاري ورئيس مجلس إدارة هيئة التنظيم العقاري الشيخ سلمان بن عبدالله آل خليفة، إلى جانب الرئيس التنفيذي لهيئة التنظيم العقاري الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة.
وهيئة التنظيم العقاري تأخذ برأي البحرينيين القدامى الذين سبقوا في هذا المجال ولديهم خبرات متراكمة، وهؤلاء ثروة من الخبرات يتم الاستفادة منهم، لأنهم أعلم بخبايا السوق وكل تفاصيله، فلو سألتني عن أسعار الأراضي في أي منطقة، يمكنني الإجابة بسرعة بديهية، وإن سألتني عن أين يمكن أن تستثمر، يمكن أن أجيبك بسرعة، وأعطيك المعلومات التي تحتاجها، بسبب الخبرة الطويلة المتراكمة.
ويمكن أخذ رأي الشركات الأجنبية فيما يتعلق بالتطور العالمي للاستثمار العقاري، وأما فيما يتعلق بالشأن المحلي فأهل البحرين من العقاريين خصوصاً القدامى أصحاب الخبرة أدرى بالسوق.
ماذا عن دورك في تأسيس جمعية العقاريين، وعملك في لجنة العقار بغرفة تجارة وصناعة البحرين؟
في مسيرة العمل العقاري، كانت لدينا نوايا وعزيمة في المشاركة والمساهمة في تطوير القطاع، وتحركنا كمجموعة من العقاريين ومنهم الدكتور حسن كمال، وجاسم سند، لإنشاء جمعية تجمع المتعاملين في القطاع وتمثلهم خير تمثيل، وتحمي وتدافع عن حقوقهم إلى جانب التطوير وتعزيز الثقافة العقارية، ولم نوفق في إطلاقها بسبب القوانين في ذلك الوقت، وفي بداية التسعينات تم إعادة إحياء فكرة إنشاء الجمعية مع ناصر الأهلي والدكتور حسن كمال، وحسن مشيمع، وعدنان محمود، وكوكبة من العقاريين، ونجحنا في إنشاء الجمعية رسمياً، واُنتخبت رئيساً للجمعية في دورتها الأولى، وتم تجديد الرئاسة مرة ثانية، ثم رفضت الترشح لمرة ثالثة، وذلك لفتح المجال للزملاء فهم أيضاً أهل لقيادة الجمعية، وترأس الجمعية أحمد سيف، وبعدها ناصر الأهلي وتوالت الانتخابات.
وفي نفس الوقت، في التسعينات، غرفة تجارة وصناعة البحرين طلبت مني أن أكون عضواً في لجنة العقار التي كان يرأسها في ذلك الوقت إبراهيم زينل، ووافقت على الانضمام من أجل خدمة القطاع العقاري والمساهمة بما يخدم الاقتصاد الوطني، ثم ترأس اللجنة الدكتور حسن كمال وأصبحت نائب الرئيس.
حدثنا عن نشاطك الثقافي في نادي اللؤلؤة؟
اشتركت في نادي اللؤلؤة، وكان لديهم نشاط رياضي قوي في كرة القدم، وهو من أقوى النوادي في الخليج في مجال كمال الأجسام ورفع الأثقال، ودخلت اللجنة الثقافية في النادي، وتدرجت فيها حتى أصبحت رئيساً لها، وكان للجنة دور ثقافي كبير عبر المسرحيات والندوات والأنشطة الهادفة لتعزز الثقافة، والمسرحيات كانت تعرض في التلفزيون، ومسرحيات عرضت في بي بي سي، وأنا شخصياً مثلت في مسرحيات مثل مسرحية عن فتح العرب قبرص، ومسرحية طارق بن زيادة في فتح الأندلس، إلى جانب مسرحيات اجتماعية كالسر الغامض وغيرها..وهناك أنشطة توعوية في الحياة. وفي تلك الفترة كانت الحركات السياسية نشطة، ولكن الحمد لله، نجحنا في إبعاد أنشطة النادي عن السياسة.
هل استثمرت في شركات مساهمة؟
ساهمت في تأسيس شركة الأغذية العربية التي تبلغ رأس مالها 100 مليون دولار، وقد أقنعنا بالمساهمة فيها قاسم فخرو رحمه الله، وكان هدفها تأمين الغذاء في الوطن العربي، وتأسست في البحرين بمساهمة مستثمرين خليجيين ومصريين، وفي البداية لاقت نجاحاً، وانتقلت إلى مصر، وبسبب الأوضاع السياسية والأمنية انتقلت إلى تونس، ثم رجعت إلى مصر.
ما أهي أصعب الأوقات التي مرت بها سوق العقار؟
أصعب الأوقات التي مرت بها السوق العقارية، هي أوقات الحروب، في أثناء الحرب الإيرانية العراقية، ثم غزو العراق للكويت، ثم الحرب على العراق، وأثناء الحرب توقفت أعمالنا، وصارت الناس تتخوف من الشراء، والعمل أصبح بطيئاً جداً، وتأثر المتعاملون العقاريون تأثراً كبيراً.
هل كانت هناك وثيقة شرف بين العقاريين؟
كانت هناك وثيقة شرف غير مكتوبة، وطبيعة عمل الأوليين بالكلمة، إذا قال الكلمة كأنه كتب معاك أوراقاً، ويقولون "العرب ورقها كلامها". وهذا لا يعني أن الوضع كان خالياً من المشاكل، ولكن معظم الناس كلمتهم كلمة صادقة ملتزمون بها، وهناك ثقة كبيرة. ومع ازدياد الاستثمارات ودخول مستثمرين من خارج البحرين، تغيرت الظروف، وأصبح الحذر مطلوب.
ماذا عن دوركم في تنظيف السوق من الدخلاء؟
كان من أهداف جمعية البحرين العقارية تنظيف السوق من الدخلاء، الذين يتعاملون في العقار بدون ترخيص وليس لهم صلة بالسوق، وقمنا بمحاولات مع النواب واجتمعت مع رئيس مجلس النواب الأسبق خليفة الظهراني مرتين واجتمعنا مع اللجان القانونية في النواب والشورى، لإصدار قوانين تحمي السوق من الدخلاء.
كما سعينا إلى المطالبة بإنشاء هيئة لتنظيم القطاع العقاري، والحمد لله، تم إنشاء هيئة التنظيم العقاري التي فعلت القوانين واستحدثت التشريعات لتواكب متطلبات العصر، وفرضت عقوبات على المخالفين الذين يزاولون النشاط بدون ترخيص، وقد نجحت البحرين في تنظيف السوق من الدخلاء، وليس قضاء كلياً، لأن القضاء الكلي على الدخلاء يحتاج إلى بذل المزيد من الجهود، فحتى في لندن هناك دخلاء يؤجرون من وراء المكاتب، ولكن نحن في البحرين وصلنا إلى مرحلة متقدمة في الحد من تعاملات الدخلاء في العقارات.
هل أخذ القطاع العقاري حقه من التنظيم؟
العقار لم يأخذ حقه من التنظيم مثل القطاعات الاقتصادية الأخرى، بالرغم من أن العقار هو أكبر قطاع مساهم في الاستثمار وأكثر قطاع يحقق عوائد على البلد، والآن بعد إنشاء هيئة التنظيم العقاري بدأ القطاع يأخذ حقه الطبيعي. فالقطاع العقاري مساهم مهم في الاقتصاد وهناك دول بنيت على الاستثمارات العقارية مثل إمارة دبي التي بدأت بالعقار وبعد نجاحها طورت قطاعات أخرى، وكذلك بالنسبة لسنغافورة وتركيا وغيرها، والبحرين يجب أن تواكب هذا المجال.
عاصرت السوق العقارية لعقود طويلة، ويمكنني التأكيد على أنه في عهد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، تطورت السوق العقارية تطوراً شاسعاً وبشكل كبير وواضح، حتى المعالم تغيرت من ناحية الشوارع والعمارة والتنظيم بشكل حضاري ومتطور، وقطعت البحرين شوطاً كبيراً في التطور والعمران في هذه الفترة القصيرة، في حين أن بعض الدول تأخذ سنوات طويلة لتصل لما وصلت إليه البحرين، وهذا التقدم والتطور هو محل فخر واعتزاز الجميع.
هل نجاحك في العقار مبني على القروض؟
أشتري عقارات على قدر حالتي المادية، بالقيمة المالية التي لدي أشتري بها عقارات، وليس لدي قروض من البنوك. ومرة واحدة فقط في حياتي، أخذت قرضاً بمبلغ 150 ديناراً، لأكمل مبلغاً لشراء مبنى، وندمت، وسددت المبلغ قبل الموعد. الأوليون ينصحون أن مبلغ القرض عند شراء العقار يجب أن لا يزيد عن الثلث، لتكون في الوضع الآمن. ليس هناك مانع أن تأخذ قرضاً لشراء عقار، ولكن في حدود المعقول، فإذا كنت تريد شراء عقار بمبلغ مليون دينار، ولديك 800 ألف دينار نقداً، تقترض 200 ألف دينار وتسدد الأقساط من إيجار المبنى. ولكن إذا لم يكن لديك 100 ألف دينار، وتقترض 900 ألف دينار، ويكبر حجم قسط القرض، وأنت لا تعرف ماذا قد يحدث، فترهق نفسك، وترهق البنك، فيطر البنك لبيع البناية لاسترداد مبلغ القرض. هناك أناس نجحوا في بناء ثروة عبر القروض وهناك أناس تحولت حياتهم إلى جحيم بسبب القروض وانتهى مصيرهم وراء القضبان، ويجب النظر إلى الإيجاب والسلب.
ما هي العقارات التي تفضل الاستثمار فيها؟
أنا أؤمن بالاستثمار في البنايات الصغيرة لأنها سهلة التداول، تشتري بناية بسعر 500 ألف دينار، وتستفيد من إيجارها، وعند البيع تستطيع بيعها بسرعة لأن سعرها في متناول يد أغلب المستثمرين في العقار.
أما البنايات الكبيرة كالأبراج التي تبلغ قيمتها 6 ملايين، ليس من السهل بيعها عند الحاجة، لأن المبلغ متوفر لدى فئة محدودة وهم المستثمرون الكبار.
ما هو برنامجك اليومي؟
عندما أستيقظ في الصباح، أمارس تمارين رياضية، ثم أتناول الفطور، ثم أقرأ الصحف جميعها لكي أكون على اطلاع، وأشرب قهوتي، وبعدها أخرج من المنزل إلى مواقع العمل مع الزبائن وأنجز المعاملات معهم سواء كانت تثميناً أو بيعاً أو استشارات وغيرها، ثم أرجع المكتب بعد أن أنهي المعاملات مع الزبائن.
ما هي أكثر الأماكن التي زرتها؟
زرت ألمانيا 20 مرة، وبريطانيا 15 مرة ، وباريس 6 مرات، سويسرا 6 مرات، كما زرت النمسا، تركيا، مصر، لبنان، الإمارات، سلطنة عمان.
كل بلد لها ميزة، ألمانيا بلد خضراء جميلة كل شيء فيها جودة حتى الغذاء. أما لندن أكثر انشراحاً فهناك حركة حياة جميلة ومسرح وأغانٍ وثقافة وعلم وزيارة متاحف تاريخية، وقد حصلت على جائرة عندما كنت في بريطانيا مع مجموعة، حيث سألونا أسئلة تاريخية، واجبت على جميع الأسئلة لأنني درست التاريخ وأعمل مدرس تاريخ، ولدي اطلاع كيف تكون الأديان والقوانين والمبادئ واللغة.
أول أرض امتلكتها كانت هبة من الأمير الراحل الشيخ عيسى طيب الله ثراه
أسست أول مكتب عقاري مع شريكي أحمد بشمي في عام 1977
البحرين متطورة على مستوى الخليج من حيث الاستثمار في العقارات
عباس المغني - تصوير نايف صالح
بدأ من الصفر واتخذ من الأمانة والصدق والاجتهاد في العمل شعاراً ونهجاً لحياته ليصبح واحداً من أكبر الشخصيات العقارية التي يشار لها بالبنان في مملكة البحرين.. إنه سعد السهلي صاحب اليد البيضاء، الرجل المعطاء بشوش الوجه حسن المحيا، من أصحاب العقول النيرة المفكرة والقلوب الكبيرة العامرة بالإيمان، والشخصية العقارية المميزة.
السهلي، فتح قلبه لـ"الوطن" في لقاء اتسم بالعفوية والبساطة، حيث تحدث فيه عن طفولته وأبرز ذكرياته، وسلط الضوء على أبرز محطات حياته ومسيرته المهنية الحافلة.
وفيما يلي اللقاء:
هل لنا من نبذة تعريفية عن شخصكم الكريم؟
أنا سعد السهلي واللقب (اسهلي) إذ أنتسب إلى قبيلة سهول في نجد بالمملكة العربية السعودية، والدي اسهلي، ووالدتي سبيعية. متزوج ورزقت بولدين وبنت.
عشت طفولتي مع إخواني في المنامة وبقية العائلة عاشت في السعودية بعد وفاة والدي رحمه الله، وأنا في السادسة من عمري، وتعلمت في المدرسة الدينية بالمنامة لأن ميول العائلة للدين، ثم انتقلت للمعهد الديني الذي كان في الحورة ثم انتقلت إلى الفاتح. والمدرسة الدينية في ذلك الوقت كانت مهمة حيث تلقى اهتماماً من حاكم البلاد صاحب العظمة الشيخ سلمان طيب الله ثراه، ويقدم لها دعماً مالياً. ومن ضمن المدرسين الذين تتلمذت على يديهم في المدرسة الدينية الشيخ أحمد المطوع، وعيسى أبوبشيت الذي أصبح قاضياً لاحقاً، ومحمود المهزع الذي هاجر فيما بعد إلى الكويت.
وبعد الانتهاء من الدراسة الدينية، كان التحدي كبيراً في الانتقال من الدراسة الدينية إلى الدراسة العلمية، والحمد لله نجحت في معادلة الشهادة وواصلت الدراسة في المدارس الثانوية العامة، ثم انتسبت إلى فرع جامعة الإسكندرية في بيروت بين حضور وانتساب، وعندما حدثت الحرب في لبنان، انتقلت إلى الإسكندرية، وتخرجت من كلية الآداب قسم التاريخ، وبعدها رجعت إلى البحرين وعملت في قطاع التعليم. وقد طلبني المعهد الديني بالاسم لأعمل معهم في التدريس لأنني كنت طالباً متفوقاً لديهم، وأصبحت سكرتير المعهد لفترة.
ومع مرور الوقت شعرت أن البقاء كمدرس لا يلبي طموحي، ومسؤولون في المعهد ووزارة التربية التعليم، نصحوني بالبقاء وأكدوا لي بأن هناك فرصة لي للترقي لأكون مدير مدرسة في المستقبل، ومع ذلك كان لدي طموح خارج التدريس. وبدأت أجمع المال من مدخولي، حتى جمعت 1000 دينار، واشتريت بها أرضاً بالقرب من مصنع البيبسي، وبعد 6 شهور، بعتها بربح يبلغ 120 ديناراً، وهو مبلغ يعادل مرتين الراتب البالغ 60 ديناراً في ذلك الوقت، وهذا شجعني لشراء أرض ثانية وثالثة.
الناس بدأت تسألني كيف اشتريت الأرض، فقلت لهم عندي أراضٍ، إذا كنتم تريدون يمكنني أن أساعدكم على شراء الأراضي، وذهبت للمكتب الذي أشتري منه الأراضي، وقلت لهم لو جئت لكم بزبائن، هل يكون لي نصيب؟، قالوا نعم، تحصل عمولة 1%، وتعاملت مع مكتب جاسم سند في المنامة، وكل أرض تباع عن طريقي أحصل على عمولة حسب قيمة الأرض، مرة 30 ومرة 40 ومرة 50 ديناراً حسب قيمة العقار. فوجدت أن العمل في العقار أكثر فائدة من أن تعمل موظفاً، ورأيت سوق العقار فيها خير، فأخذت بمقولة الأولين "راعي المعاش ما عاش"، ثم قدمت استقالتي من التدريس، وفي هذه الأثناء كان معي في التدريس أحمد عبدالله بشمي ويريد تحسين مدخوله، وكان جده تاجراً في السوق، فعملنا معاً وفتحنا مكتباً عقارياً في السوق في 1977، والسجل كان باسمي لأن القوانين في ذلك الوقت لا تسمح بمنح سجل للموظفين.
كيف تطور عملك في مجال التثمين العقاري ؟
بعد أن أخذت رخصة الدلالة من المحاكم وفتحنا السجل، تطور عملنا تدريجياً وتحسن وضعنا، وأصبحنا نتعامل بمبالغ أكبر، وتحسنت الأسعار، وبعد فترة، شريكي أحمد بشمي اقترح علي شراء نصيبه من الشركة، فوافقت، ثم واصلت فيها، وسعيت للتطوير أكثر وتوسعت الأعمال، وأصبحت البنوك تطلبنا لتقديم خدمات التثمين لهم، إذ إن الناس تأخذ قروضاً، والبنوك تريد تأمين القروض، وهذا يتطلب تثمين العقار، وقد بدأت مع بنك البحرين والكويت ثم بنك البحرين الوطني، وبعدها وزارة المالية، وتوسع عملنا في التثمين ليشمل مؤسسات عريقة. ووظفت مهندسين معي للتثمين، والآن لدي ثلاثة مهندسين، ومع توسع العمل، فتحت قسماً للاستثمار في التسعينات ويديره أبني نايف، واشترينا بنايات وأراضي بغرض الاستثمار، بعضها تم بيعها وبعضها احتفظنا بها إلى اليوم.
ثم تعاملت خارج البحرين حيث أقدم الخدمات إلى تجار كويتيين ومن ضمنهم شيخان الفارسي رحمه الله، وأصبحت معاملاتي كبيرة مع التجار الكويتيين، ثم توسعت معاملاتي مع التجار السعوديين، خصوصاً وأن أكثر الأهل من السعودية، يطلبون مني تثمين أملاك لهم في البحرين، ثم توسع عملي وثمنت أملاكاً في الإمارات، كما طُلبت مرتين لتثمين عقارات في لبنان، لأني أعرف لبنان، وتوسعت العملية، وأصبحت أقدم استشارات للمشترين، عندما يطلبون النصيحة والرأي بالجدوى الاقتصادية والتوقعات المستقبلية، وإلى الآن عملنا في تطور مستمر، خصوصاً مع ظهور هيئة التنظيم العقاري التي دفعت المكاتب إلى تطوير عملها بإدخال أنظمة حديثة وجديدة تواكب العصر.
حدثنا عن تفاصيل أول أرض امتلكتها باسمك؟
أول أرض امتلكتها ليست الأرض التي اشتريتها بالقرب من مصنع البيبسي، وأنما كانت هبة من أمير البلاد الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، وتعود قصة الهبة، إلى أنني بعد التخرج أرسلت للتدريب في التدريس في مدرسة شهركان، وهي بالقرب من قصر الصافرية، وأثناء الاستراحة (مدتها حصتين راحة)، قلت لزميلي في العمل منصور رضي، دعنا نرى أبراج الحمام التي داخل القصر، فوافق وذهبنا إلى داخل القصر حيث كان مفتوحاً، وعند الرجوع، وقبل الوصول إلى الباب وإذا بسيارة خلفنا، وتوقفت أمامنا، فشعرنا بخوف، وإذا هو أمير البلاد الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، يقود السيارة بمفرده، وسألنا، "من وين جايين يا عيال؟" ، فقلنا له: احنا دخلنا نشوف أبراج الحمام. فقال "ما عليه ما عليه...الآن وين بتروحون. فقلنا نحن مدرسون في هذه المدرسة وسنعود إلى المدرسة، فقال: "اركبوا السيارة أنا أوصلكم"، أنا جلست في الأمام، ومنصور رضي جلس بالخلف، فسألنا عن أنفسنا وعوائلنا، وتحدث معنا، وسألني هل تملك شيئاً؟، قلت له لا، قال: انتون عيالنا وما تملكون، أنا أعطيك أرض، يوم الأحد تجي قصر الرفاع ومعاك الرسالة، والتفت خلفه إلى منصور رضي، وقال أنت بعد تعال معاه، قلنا إن شاء الله، يا طويل العمر. ورحنا إلى عبدالرزاق مدير المدرسة وأخبرناه بالقصة وكتب لنا رسائل. وأنا حصلت أرض هبة في الرفاع، ومنصور رضي حصل أرض هبة في الخميس. لقد كان أمير البلاد الراحل طيب الله ثراه، في غاية الطيب والإحسان والكرم، فبالرغم أننا دخلنا أرضه وقصره، عاملنا بكل ترحاب ومحبة، وأوصلنا لعملنا بنفسه، وأعطانا أرضاً. وموقف الأمير الراحل لا يمكن أن أنساه. فأول أرض امتلكتها كانت هبة من الأمير الراحل طيب الله ثراه.
كيف ترى بيئة الاستثمار العقاري في البحرين؟
البحرين متطورة على مستوى دول الخليج من حيث أمان الاستثمار في العقار، فقد كانت الوثائق موجودة في البحرين قبل وجودها في دول المنطقة، ومن يشتري يشتري بثقة، فملكه محفوظ واستثماره آمن، والبحرين دائماً سباقة، والآن البحرين بتنظيماتها جديدة تواكب سباق التطور العالمي، وهذا التطور محل فخر واعتزاز، ويعود الفضل إلى رئيس جهاز المساحة والتطوير العقاري ورئيس مجلس إدارة هيئة التنظيم العقاري الشيخ سلمان بن عبدالله آل خليفة، إلى جانب الرئيس التنفيذي لهيئة التنظيم العقاري الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة.
وهيئة التنظيم العقاري تأخذ برأي البحرينيين القدامى الذين سبقوا في هذا المجال ولديهم خبرات متراكمة، وهؤلاء ثروة من الخبرات يتم الاستفادة منهم، لأنهم أعلم بخبايا السوق وكل تفاصيله، فلو سألتني عن أسعار الأراضي في أي منطقة، يمكنني الإجابة بسرعة بديهية، وإن سألتني عن أين يمكن أن تستثمر، يمكن أن أجيبك بسرعة، وأعطيك المعلومات التي تحتاجها، بسبب الخبرة الطويلة المتراكمة.
ويمكن أخذ رأي الشركات الأجنبية فيما يتعلق بالتطور العالمي للاستثمار العقاري، وأما فيما يتعلق بالشأن المحلي فأهل البحرين من العقاريين خصوصاً القدامى أصحاب الخبرة أدرى بالسوق.
ماذا عن دورك في تأسيس جمعية العقاريين، وعملك في لجنة العقار بغرفة تجارة وصناعة البحرين؟
في مسيرة العمل العقاري، كانت لدينا نوايا وعزيمة في المشاركة والمساهمة في تطوير القطاع، وتحركنا كمجموعة من العقاريين ومنهم الدكتور حسن كمال، وجاسم سند، لإنشاء جمعية تجمع المتعاملين في القطاع وتمثلهم خير تمثيل، وتحمي وتدافع عن حقوقهم إلى جانب التطوير وتعزيز الثقافة العقارية، ولم نوفق في إطلاقها بسبب القوانين في ذلك الوقت، وفي بداية التسعينات تم إعادة إحياء فكرة إنشاء الجمعية مع ناصر الأهلي والدكتور حسن كمال، وحسن مشيمع، وعدنان محمود، وكوكبة من العقاريين، ونجحنا في إنشاء الجمعية رسمياً، واُنتخبت رئيساً للجمعية في دورتها الأولى، وتم تجديد الرئاسة مرة ثانية، ثم رفضت الترشح لمرة ثالثة، وذلك لفتح المجال للزملاء فهم أيضاً أهل لقيادة الجمعية، وترأس الجمعية أحمد سيف، وبعدها ناصر الأهلي وتوالت الانتخابات.
وفي نفس الوقت، في التسعينات، غرفة تجارة وصناعة البحرين طلبت مني أن أكون عضواً في لجنة العقار التي كان يرأسها في ذلك الوقت إبراهيم زينل، ووافقت على الانضمام من أجل خدمة القطاع العقاري والمساهمة بما يخدم الاقتصاد الوطني، ثم ترأس اللجنة الدكتور حسن كمال وأصبحت نائب الرئيس.
حدثنا عن نشاطك الثقافي في نادي اللؤلؤة؟
اشتركت في نادي اللؤلؤة، وكان لديهم نشاط رياضي قوي في كرة القدم، وهو من أقوى النوادي في الخليج في مجال كمال الأجسام ورفع الأثقال، ودخلت اللجنة الثقافية في النادي، وتدرجت فيها حتى أصبحت رئيساً لها، وكان للجنة دور ثقافي كبير عبر المسرحيات والندوات والأنشطة الهادفة لتعزز الثقافة، والمسرحيات كانت تعرض في التلفزيون، ومسرحيات عرضت في بي بي سي، وأنا شخصياً مثلت في مسرحيات مثل مسرحية عن فتح العرب قبرص، ومسرحية طارق بن زيادة في فتح الأندلس، إلى جانب مسرحيات اجتماعية كالسر الغامض وغيرها..وهناك أنشطة توعوية في الحياة. وفي تلك الفترة كانت الحركات السياسية نشطة، ولكن الحمد لله، نجحنا في إبعاد أنشطة النادي عن السياسة.
هل استثمرت في شركات مساهمة؟
ساهمت في تأسيس شركة الأغذية العربية التي تبلغ رأس مالها 100 مليون دولار، وقد أقنعنا بالمساهمة فيها قاسم فخرو رحمه الله، وكان هدفها تأمين الغذاء في الوطن العربي، وتأسست في البحرين بمساهمة مستثمرين خليجيين ومصريين، وفي البداية لاقت نجاحاً، وانتقلت إلى مصر، وبسبب الأوضاع السياسية والأمنية انتقلت إلى تونس، ثم رجعت إلى مصر.
ما أهي أصعب الأوقات التي مرت بها سوق العقار؟
أصعب الأوقات التي مرت بها السوق العقارية، هي أوقات الحروب، في أثناء الحرب الإيرانية العراقية، ثم غزو العراق للكويت، ثم الحرب على العراق، وأثناء الحرب توقفت أعمالنا، وصارت الناس تتخوف من الشراء، والعمل أصبح بطيئاً جداً، وتأثر المتعاملون العقاريون تأثراً كبيراً.
هل كانت هناك وثيقة شرف بين العقاريين؟
كانت هناك وثيقة شرف غير مكتوبة، وطبيعة عمل الأوليين بالكلمة، إذا قال الكلمة كأنه كتب معاك أوراقاً، ويقولون "العرب ورقها كلامها". وهذا لا يعني أن الوضع كان خالياً من المشاكل، ولكن معظم الناس كلمتهم كلمة صادقة ملتزمون بها، وهناك ثقة كبيرة. ومع ازدياد الاستثمارات ودخول مستثمرين من خارج البحرين، تغيرت الظروف، وأصبح الحذر مطلوب.
ماذا عن دوركم في تنظيف السوق من الدخلاء؟
كان من أهداف جمعية البحرين العقارية تنظيف السوق من الدخلاء، الذين يتعاملون في العقار بدون ترخيص وليس لهم صلة بالسوق، وقمنا بمحاولات مع النواب واجتمعت مع رئيس مجلس النواب الأسبق خليفة الظهراني مرتين واجتمعنا مع اللجان القانونية في النواب والشورى، لإصدار قوانين تحمي السوق من الدخلاء.
كما سعينا إلى المطالبة بإنشاء هيئة لتنظيم القطاع العقاري، والحمد لله، تم إنشاء هيئة التنظيم العقاري التي فعلت القوانين واستحدثت التشريعات لتواكب متطلبات العصر، وفرضت عقوبات على المخالفين الذين يزاولون النشاط بدون ترخيص، وقد نجحت البحرين في تنظيف السوق من الدخلاء، وليس قضاء كلياً، لأن القضاء الكلي على الدخلاء يحتاج إلى بذل المزيد من الجهود، فحتى في لندن هناك دخلاء يؤجرون من وراء المكاتب، ولكن نحن في البحرين وصلنا إلى مرحلة متقدمة في الحد من تعاملات الدخلاء في العقارات.
هل أخذ القطاع العقاري حقه من التنظيم؟
العقار لم يأخذ حقه من التنظيم مثل القطاعات الاقتصادية الأخرى، بالرغم من أن العقار هو أكبر قطاع مساهم في الاستثمار وأكثر قطاع يحقق عوائد على البلد، والآن بعد إنشاء هيئة التنظيم العقاري بدأ القطاع يأخذ حقه الطبيعي. فالقطاع العقاري مساهم مهم في الاقتصاد وهناك دول بنيت على الاستثمارات العقارية مثل إمارة دبي التي بدأت بالعقار وبعد نجاحها طورت قطاعات أخرى، وكذلك بالنسبة لسنغافورة وتركيا وغيرها، والبحرين يجب أن تواكب هذا المجال.
عاصرت السوق العقارية لعقود طويلة، ويمكنني التأكيد على أنه في عهد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، تطورت السوق العقارية تطوراً شاسعاً وبشكل كبير وواضح، حتى المعالم تغيرت من ناحية الشوارع والعمارة والتنظيم بشكل حضاري ومتطور، وقطعت البحرين شوطاً كبيراً في التطور والعمران في هذه الفترة القصيرة، في حين أن بعض الدول تأخذ سنوات طويلة لتصل لما وصلت إليه البحرين، وهذا التقدم والتطور هو محل فخر واعتزاز الجميع.
هل نجاحك في العقار مبني على القروض؟
أشتري عقارات على قدر حالتي المادية، بالقيمة المالية التي لدي أشتري بها عقارات، وليس لدي قروض من البنوك. ومرة واحدة فقط في حياتي، أخذت قرضاً بمبلغ 150 ديناراً، لأكمل مبلغاً لشراء مبنى، وندمت، وسددت المبلغ قبل الموعد. الأوليون ينصحون أن مبلغ القرض عند شراء العقار يجب أن لا يزيد عن الثلث، لتكون في الوضع الآمن. ليس هناك مانع أن تأخذ قرضاً لشراء عقار، ولكن في حدود المعقول، فإذا كنت تريد شراء عقار بمبلغ مليون دينار، ولديك 800 ألف دينار نقداً، تقترض 200 ألف دينار وتسدد الأقساط من إيجار المبنى. ولكن إذا لم يكن لديك 100 ألف دينار، وتقترض 900 ألف دينار، ويكبر حجم قسط القرض، وأنت لا تعرف ماذا قد يحدث، فترهق نفسك، وترهق البنك، فيطر البنك لبيع البناية لاسترداد مبلغ القرض. هناك أناس نجحوا في بناء ثروة عبر القروض وهناك أناس تحولت حياتهم إلى جحيم بسبب القروض وانتهى مصيرهم وراء القضبان، ويجب النظر إلى الإيجاب والسلب.
ما هي العقارات التي تفضل الاستثمار فيها؟
أنا أؤمن بالاستثمار في البنايات الصغيرة لأنها سهلة التداول، تشتري بناية بسعر 500 ألف دينار، وتستفيد من إيجارها، وعند البيع تستطيع بيعها بسرعة لأن سعرها في متناول يد أغلب المستثمرين في العقار.
أما البنايات الكبيرة كالأبراج التي تبلغ قيمتها 6 ملايين، ليس من السهل بيعها عند الحاجة، لأن المبلغ متوفر لدى فئة محدودة وهم المستثمرون الكبار.
ما هو برنامجك اليومي؟
عندما أستيقظ في الصباح، أمارس تمارين رياضية، ثم أتناول الفطور، ثم أقرأ الصحف جميعها لكي أكون على اطلاع، وأشرب قهوتي، وبعدها أخرج من المنزل إلى مواقع العمل مع الزبائن وأنجز المعاملات معهم سواء كانت تثميناً أو بيعاً أو استشارات وغيرها، ثم أرجع المكتب بعد أن أنهي المعاملات مع الزبائن.
ما هي أكثر الأماكن التي زرتها؟
زرت ألمانيا 20 مرة، وبريطانيا 15 مرة ، وباريس 6 مرات، سويسرا 6 مرات، كما زرت النمسا، تركيا، مصر، لبنان، الإمارات، سلطنة عمان.
كل بلد لها ميزة، ألمانيا بلد خضراء جميلة كل شيء فيها جودة حتى الغذاء. أما لندن أكثر انشراحاً فهناك حركة حياة جميلة ومسرح وأغانٍ وثقافة وعلم وزيارة متاحف تاريخية، وقد حصلت على جائرة عندما كنت في بريطانيا مع مجموعة، حيث سألونا أسئلة تاريخية، واجبت على جميع الأسئلة لأنني درست التاريخ وأعمل مدرس تاريخ، ولدي اطلاع كيف تكون الأديان والقوانين والمبادئ واللغة.