المحاميات تحت التمرين أربعة أضعاف الرجال
أيمن شكل
أظهرت كشوفات المحامين المسجلة لدى وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف ارتفاع نسبة النساء مقارنة بالرجال، وأن المرأة المحامية ستستحوذ على المهنة خلال السنوات القادمة، وسيكون مستقبل المهنة للمرأة، حيث ناهز عدد المحاميات تحت التمرين قرابة 4 أضعاف الرجال.
وسجلت قائمة المحامين المشتغلين 494 محامية في مقابل 251 محامياً فقط بإجمالي 745 محامياً مشتغلاً، بينما رجحت كفة الرجال من المحامين أمام محكمة التمييز حيث سجل الرجال ارتفاعاً بلغ 275 محامياً في مقابل 156 محامية بإجمالي 431 محامياً، إلا أن قائمة المحامين تحت التمرين تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المستقبل للمحاميات، حيث بلغ عددهن 401 محامية في مواجهة 165 محامياً بما يناهز أربعة أضعاف وبإجمالي 566 محامياً ومحامية، وليتجاوز إجمالي المحامين في البحرين 1740 محامياً ما بين مشتغل ومجاز أمام التمييز وتحت التمرين.
وأرجع المحامي فريد غازي رجاحة كفة المرأة عن الرجل إلى التركيبة السكانية لمملكة البحرين التي تؤكد أن الإناث أكثر من الذكور، كما أوضح أن معظم النساء الشابات يفضلن دراسة القانون.
لكن غازي لفت إلى أن هذه النسبة المرتفعة للمحاميات تحت التمرين قد تنخفض بصورة كبيرة في وقت لاحق، مشيراً إلى حدوث تسريب لمحاميات يفضلن العودة إلى البيت بعد الزواج، وقال: أنا عضو لجنة القيد، وقد لاحظنا أن المرأة تفضل نظام الدوام الواحد وليس الفترتين، كما لاحظنا أن انتقال الذكور من قائمة تحت التمرين إلى المشتغلين يكون أعلى من المرأة، حيث يبقى الذكور في المهنة أكثر، لكن ربما تسيطر المرأة بكثرة الأعداد.
ومن جانبها، فسرت المحامية شيماء عبدالعزيز سيطرة المرأة بأنها أكثر قوة وتحملاً للعمل المكتبي وتمتلك القدرة على المناورة في استمرارية العمل وفتح المكتب الخاص بها، لكونها لا تتحمل مسؤولية الرجل عند الزواج وتكاليفه وتكوين أسرة، لافتة إلى أن سوق المهنة صغير والمنافسة ستكون أشد، ولذلك يمكن أن تجد المرأة فرصة أكبر من الرجل.
وأوضحت أن العائد الضعيف من مهنة المحاماة في بداية المشوار قد لا يتحملها الرجال مثل النساء، وقالت إن الرجل يبدأ في البحث عن وظيفة حكومية أو في شركة حتى يضمن دخلاً ثابتاً ومناسباً، بينما المرأة قد توافق على العمل برواتب ضعيفة فترات أطول.
وأبدت استغرابها من استمرار الجامعات في استقبال طلبة بقسم القانون، مؤكدة أن السوق قد لا يستوعب هذا العدد الهائل من الخريجين كل عام، ويكون مأواهم البيت بعد التخرج.
ولفت المحامي تحت التمرين أحمد جعفر إلى أن الطالبات في أثناء الدراسة كنً يتقاسمن النسبة مع الطلبة، لكن كشف "تحت التمرين" يخالف ما رآه ولاحظه في الكلية، وفسر ذلك بأن المحامين من الرعيل الأول يشجعون البنات أكثر من الشباب، ويجدون فيهن كوادر مناسبة قد لا يكون لديهن تطلعات لفتح مكاتب خاصة في المستقبل، ولذلك يعتبرن الأفضل للمكاتب الكبيرة.
وأشار جعفر إلى أن المحامي الرجل دائماً ما يفكر في فتح مكتب بعد إنهاء مرحلة تحت التمرين، وقال إنه سيفعل ذلك ولكن عن طريق شراكة مع بعض الزملاء لتفادي التكلفة الكبيرة لفتح مكتب، ولتبادل الخبرات فيما بينهما، مؤكدا أن المحاماة تشمل تخصصات متنوعة لا تتوافر لدى محام واحد.
وحلمت المحامية تحت التمرين آلاء شاكر بمهنة المحاماة منذ الصغر، مرجعة السبب في دخول المهنة إلى أحلامها وتطلعاتها إلى أن تصبح محامية صاحبة مكتب، مثل الأسماء اللامعة من المحاميات المعروفات في الوسط القانوني، وقالت: يمكن للمرأة أن تحل محل الرجل في المحاماة؛ لأنها تمتلك الصبر والتحمل.