تظهر بين عامين و15 عاماً

الإصابة قد تكون بسبب مزيج من الصفات الجينية والعوامل البيئية

الذكور أكثر احتمالاً للإصابة من 3 إلى 4 مرات عن الإناث

أفادت مستشار أسري وتربوي زينت حبيب حاجي أن متلازمة توريت هي اضطراب يشتمل على حركات تكرارية أو أصوات غير مرغوب بها «حركات لا إرادية» لا يمكن السيطرة عليها بسهولة. على سبيل المثال، يمكن أن ترمش بشكل متكرر، أو ترفع كتفيك، أو تُخرج أصواتاً غير اعتيادية أو كلمات مسيئة.

ولفتت لـ«الوطن» إلى أن التشنجات اللاإرادية تظهر بين سن عامين و15 عاماً، والمتوسط 6 سنوات. يعتبر الذكور أكثر احتمالاً للإصابة بمتلازمة توريت من ثلاث إلى أربع مرات عن الإناث.

وتطرقت إلى أن الأعراض العرَّات — وهي حركات أو أصوات مفاجئة، ومُختصَرة، ومتقطِّعة — هي السِّمة المميِّزة لمتلازمة توريت. وهي تتراوح ما بين البسيطة إلى الحادَّة. وقد تتداخل الأعراض الحادَّة بصورةٍ كبيرةٍ مع القدرة على التواصُل، والأداء اليوميِّ، ونوعية الحياة.

وتُصنَّف العرَّات إلى: العرَّات البسيطة «التشنُّجات اللاإرادية البسيطة». وتتضمَّن هذه العرَّات المفاجئة، والمُختصرة والمُتكرِّرة عدداً محدوداً من مجموعات العضلات.

والعرَّات المُعقَّدة «التشنُّجات اللاإرادية المُعقَّدة». وتشمل هذه الأنماط المُحدَّدة، والمتناسقة من الحركات العديدَ من مجموعات العضلات.

قد تتضمَّن العرَّات أيضاً حركات «العرَّات الحركية» أو أصواتاً «العرَّات الصوتية». تبدأ العرَّات الحركية عادةً قبل العرَّات الصوتية. ولكن أطياف العرَّات التي يتعرَّض لها الأشخاص متنوِّعة.

و أضافت: تَظهَر العرَّات الحركية الشائعة في مُتلازِمة توريت: العرات البسيطة/ التشنجات اللاإرادية البسيطة ومنها: «هز الكتفين أو الرأس، تشنجات بالفم، سرعة حركة العين، النحنحة، السعال المتواصل، الشخير، الصراخ.

وأشارت زينت إلى العرات المعقدة /التشنجات اللاإرادية المعقدة ومنها «لمس الأشياء أو شمها المشي بنمط معين، إشارات بذيئة، حركات متكررة ملحوظة، تكرار بعض الكلمات أو الجمل، الانحناء أو الالتفات، القفز بشكل متكرر، علاوةً على ذلك، يُمكِن أن تكون العرَّات:متنوِّعة في النوع، والتَّكرار والحِدَّة متفاقمة إذا كنتَ مريضاً، أو متوتِّراً، أو قَلِقاً، أو مُتعَباً، أو متحمِّساً تَحدُث أثناء النوم تتغيَّر بمرور الوقت تَسُوء في السنوات المُبكِّرة من سن المراهقة، بينما تتحسَّن أثناء الانتقال لمرحلة البلوغ، ومن المُحتمَل أن تشعر، قبل بدء العرَّات الحركية أو الصوتية، بشعور جسديٍّ غير مريح (رغبة منذرة) مثل حُكَّة، أو ارتعاش، أو توتُّر. يجلب التعبير عن العرَّات الإغاثة للمساعدة. يُمكِن لبعض الأشخاص المُصابين بمُتلازمة توريت، بعد جهد كبير، وَقْف أو كَبْح العرَّة.

وبسؤالها متى الحاجة لزيارة الطبيب قالت: يجب أن تعرض طفلك على طبيب الأطفال إذا لاحظت أن طفلك يقوم بعمل حركات أو أصوات لاإرادية.

وليست كل التشنجات اللاإرادية تشير إلى متلازمة توريت، فالعديد من الأطفال يصاب بتشنجات لاإرادية تختفي بدون تدخل بعد أسابيع أو أشهر قليلة. ولكن كلما أظهر الطفل سلوكاً غير عادي، من المهم تحديد السبب واستبعاد المشكلات الصحية الخطيرة.

أوضحت أن السبب الدقيق وراء الإصابة بمتلازمة توريت يعد غير معروف. في العادة يحدث هذا الاضطراب المعقد بسبب مزيج من الصفات الموروثة (الجينية) والعوامل البيئية. قد تلعب المواد الكيميائية في الدماغ التي تنقل نبضات العصب (الناقلات العصبية)، والتي تتضمن الدوبامين والسيروتونين، دورًا.

وتشمل عوامل خطر متلازمة توريت: التاريخ العائلي. قد يزيد تاريخك العائلي مع مرض متلازمة توريت أو اضطرابات اللوازم خطر إصابتك بمتلازمة توريت، الجنس: يعتبر الذكور أكثر احتمالاً للإصابة بمتلازمة توريت من ثلاث إلى أربع مرات عن الإناث.

والمضاعفات تتضمن «اضطراب فرط الحركة وتشتُّت الانتباه (ADHD)، واضطراب الوسواس القهري (OCD)، علاج اضطراب الاسترسال العقلي، صعوبات التعلُّم، اضطرابات النوم، الاكتئاب، اضطرابات القلق، ألماً له علاقة بالعرة خاصَّةً الصداع، مشاكل إدارة الغضب

تشخيص متلازمة توريت

يستطيع الطبيب تشخيص متلازمة توريت استناداً إلى مراجعة التاريخ الطبي للطفل واستناداً على العلامات التي يصفها الوالدان أو أحد المعالِجين لهذا الطفل، وقد يستطيع الطفل كبت، أو إخفاء أو وقف هذه العرّات عند زيارة الطبيب، لذلك من المفضل اصطحاب شريط فيديو يوضح طبيعة هذه العرات وقت حصولها، لكن الطبيب يستطيع تشخيص وجود متلازمة توريت، حتى لو لم يشاهد شريط فيديو يوثق طبيعة العرّات ودون أن يشاهد هذه العرّات بنفسه.

ويحتاج الطبيب إلى معرفة إذا كانت العرّات تُسبب للطفل مشاكل اجتماعية أو مشاكل تعليمية، وقد تحتاج مهمة التشخيص إلى إجراء فحص نفسي للطفل وإلى تشخيص الصعوبات التي يُواجهها في التعلم.

ويتركز علاج متلازمة توريت في زيادة القدرة على التأقلم مع العرّات لدى الطفل والمحيطين به، ومعظم الحالات تكون خفيفة ولا تتطلب معالجة دوائية، تعليم وإرشاد الأهل، والطفل، والأشخاص المحيطين به بشأن متلازمة توريت يُساعد الطفل كثيراً في التقدم، فضلاً عن خلق بيئة داعمة في البيت والمدرسة تتقبل هذه العرّات بتفهم. قد تكون الاستشارة مفيدة وفعالة في حالات معينة منها حين يكون الطفل مصاباً بمرض آخر عدا المتلازمة، عندما تُؤثر العرّات على الطفل بشكل كبير من المفضل التفكير بالعلاج الدوائي أو التغيير السلوكي، لكن ليس هناك علاج شافٍ لمتلازمة توريت حتى اليوم.

وحول الوقاية من متلازمة توريت قالت: بما أن المرض وراثي لا توجد طريقة للوقاية منه، ولكن تشخيص المرض باكراً يُخفف من ظهور الأعراض.