تتزاحم أمام الأسرة كل يوم الإعلانات التجارية بمختلف منتجاتها وخدماتها سواء كان ذلك على شاشات التلفزيون أم من خلال قنوات التواصل المختلفة. لقد كانت ولا تزال الإعلانات التجارية ذات تأثير قوي يروج للمنتج أو الخدمة بطرق مبتكرة وجاذبة من خلال الفكرة أو التصوير أو غيرها من العناصر. ولا يغيب عن أذهاننا بأن تكرار مشاهدة هذه الإعلانات التجارية يترك أثره على العقل والنفس معا بصورة سحرية ويؤثر مع الوقت على قرارات الأسرة سواء كانت الشرائية أم المتعلقة بأسلوب الحياة. كما أنه يترك بصمته على نمط التفكير العام ويغير القيم والأخلاقيات بشكل تدريجي غير محسوس.

من المهم أن نكون على وعي كامل بما يقدم لنا ولأسرتنا من مضمون مباشر وغير مباشر من خلال الإعلانات التجارية، فهناك الكثير من الإيحاءات والأفكار التي تتخلل تلك الإعلانات والتي لا ينتبه لها المشاهد بل مع الوقت تصبح عادية ومقبوله لنا بسبب تكرار مشاهدتها وانتشار أفكارها على أرض الواقع.

من ناحية تربوية، من المهم أن نناقش هذا الموضوع مع أبنائنا ونلفت أنظارهم لذلك ونبين لهم أن ما نشاهده ويتم الترويج له ليس بالضرورة مهم لنا ويجب شراؤه، كما علينا أن نوضح لهم وبأسلوب بسيط ومباشر بأن هناك أفكاراً وأساليب دخيلة على ثقافتنا وثقافة مجتمعنا. أن مثل هذه النقاشات توسع المدارك وتسمح للأبناء بمشاركة أفكارهم بخصوص الموضوع. أن من واجبنا كوالدين أن نحمي أبنائنا ونعزز ثقتهم بأنفسهم من خلال الطرح البناء وإثارة الموضوعات ذات الصلة ببناء الشخصية والأخلاق وأيضاً أسلوب الحياة الأمثل فالإعلانات التجارية ماهي إلا وسيلة واحدة تساهم في تشكيل الفكر وتؤثر على النفس وتتدخل في تربية أبنائنا في لحظات غفلتنا وانشغالاتنا.