رائد البصري
يروى أن فتاة كانت تجلس في حافلة فتوقفت الحافلة وركبت امرأة حشرت نفسها وحقائبها الكثيرة بجانب الفتاة وضايقتها، لكن الفتاة بقيت مبتسمة راضية ولم يبدُ عليها الانزعاج وكأن شيئاً لم يكن، لكن رجلاً كان يراقب المنظر عن قرب وانزعج مما رأى، وسأل الفتاة لماذا لم تتكلمي وتقولي شيئاً للمرأة الفوضوية، فأجابت الفتاة بابتسامة هنية ليس من الضروري أن تكون قاسياً وتجادل في كل شيء تافه، فالرحلة قصيرة وأنا سأنزل في المحطة القادمة.
تأمل هاتين الكلمتين، الرحلة قصيرة، تستحق أن تكتب بماء الذهب ونعمل بهما، وليس من الضروري أن تكون قاسياً وتجادل في كل شيء لأن الرحلة قصيرة..!! إذا تنبه كل منا أن رحلتنا في الدنيا قصيرة لن نجعلها مظلمة، مليئة بالجدال والخصومة، والكيد وعدم العفو عن الآخرين لكي لا يضيع جهدنا ووقتنا وشبابنا وجمال حياتنا.. كن هادئاً فالرحلة قصيرة جداً..
- هل ضايقك أو استهزأ بك أحدهم..؟ كن هادئاً فالرحلة قصيرة.. مهما كان ما وقع عليك من ظلم تذكر، دوماً أن الرحلة قصيرة.
- هل نسي أحدهم معروفك ووقفتك معه؟!!
- هل كسر أحدهم قلبك..؟ كن هادئاً فالرحلة قصيرة، - هل انتقص أحد قدرك ولم يقدرك حق التقدير..؟!! كن هادئاً فالرحلة قصيرة.. رحلتنا هنا قصيرة جداً ولا يمكن الرجوع إليها بعد تركها ولا أحد يعلم مدتها ومتى تنتهي، لا أحد يعلم أنه هل سيبقى للمحطة التالية أم لا، لنكن هادئين طيبين كاظمين للغيظ صبورين ومع الآخرين متسامحين.. وعند الخالق لا يضيع الأجر.
فهذا أعظم وأحسن، فلنتعلم ونتعقل وندرك أن رحلتنا قصيرة.