ثامر طيفور
ترعرعت بـ»البيت العود» على التكافل والاستقرار الأسري
التكاتف كان سمة المجتمع في المنامة وكلنا عائلة واحدة
والدي رفض دراستي الطب فأصبحت ممرضة
كنت أول ممرضة في قسم معالجة أمراض السرطان
في فرجان المنامة العتيقة، التي امتزجت بها روائح البهارات البحرينية، مع البخور الطيبة، وفي «البيت العود» الذي تلفه المودة، التكافل، الاستقرار، وطيبة أهل البحرين، ترعرعت عضو مجلس النواب السابق، الدكتورة جميلة السماك، في أجواء كانت يسودها التكافل والاستقرار الأسري. وسردت السماك مسيرتها لـ»الوطن»، مؤكدة أن التكاتف كان سمة المجتمع في المنامة، حيث كانت بيئة العائلة ممتدة ولا أحد يشعر أنه محتاج إلى شيء، مشيرة إلى أن مشاغل الدنيا والعمل لم يأخذاها عن شغفها الأول وهو العلم والقراءة، وأنها على استعداد لخدمة البحرين في أي موقع ومازال لديها الكثير.
وتشير إلى أنها توجهت إلى المملكة العربية السعودية في عام 2008، وشاركت بتأسيس كلية علوم صحية في مدينة الخبر، وعندما بدأت أجواء الاستعداد للانتخابات النيابية عام 2014، طرح علي الأهل فكرة المشاركة في الانتخابات، وعدت إلى البحرين وطلبت إجازة من الجامعة، وبالفعل ترشحت للانتخابات، وكتب الله لنا الفوز بأكثر من 70% من أصوات الدائرة..وفيما يلي اللقاء:
كيف كانت البداية لجميلة السماك في فرجان المنامة؟
- نشأت في بيئة محافظة بالمنامة فريق الحمام، قرب مدرسة المنامة الثانوية ومدرسة فاطمة الزهراء وعائشة أم المؤمنين، أسرتي من ناحية أمي وأبي من المنامة، عشت طفولة جميلة، كنا نسكن في بيت أسرة ممتدة، مع الوالد والوالدة والجد والجدة وأعمامي وأولادهم.
ترعرعت بالبيت العود في بيئة من الاستقرار والتكامل، ودعم بعضنا البعض والتعاون، وكانت حياة اجتماعية أسرية جميلة. كنا نذهب للمدرسة مشياً على الأقدام، وكنا نخرج على شكل وفد كبير من بيت العائلة أنا وبنات عمي وبنات أخوالي والجيران، كنا يداً واحدة ونتحرك كفريق.
هذه الأجواء العائلية كيف انعكست على شخصيتك؟
- التكاتف كان سمة المجتمع في المنامة، وكانت البيئة وكأنها عائلة ممتدة، لا أحد يشعر بأنه يحتاج شيئاً، الجميع موجودون لدعمك، الجد الجدة، الأعمام، إنها عزوة حقيقية، ومجال دعم رائع لكل شخص للتفوق والتميز، وهذا شيء لا يمكن نسيانه، وكنت أتمنى استمرار ذلك، لكن الحياة تطورت والناس بدأت الانعزال.
اشترى والدي بيتاً قديماً خلف المستشفى القديم وأعاد بنائه، وانتقلنا إلى هذا المنزل، عائلة السماك عائلة تمتد منازلها من المستشفى الأمريكي لمنطقة القلال في المنامة بفريج المخارقة. وبنفس المنطقة التي عشنا فيها، كانت توجد الكنيسة المسيحية، ولم يكن هناك أي نوع من التفرقة والطائفية أو النعرات المذهبية، كنا أسرة واحدة، لا نميز بين مسيحي أو سني أو شيعي أو أي طائفة من الناس.
فالمنامة وعلى الرغم من تنوعها إلا أنها متجانسة اجتماعياً وهناك تكاتف وتعاون بين السكان، وكان لنا صديقات من جميع الطوائف، جيراننا متنوعو الأعراق واللغات، ورغم ذلك كان هناك تكاتف كبير بين الناس.
كانت الوالدة تستقبل العوائل من مختلف الطوائف، ومازالت إلى اليوم تستقبل نساء المنطقة، وعندما تأتي إلى بيوتنا بعد أن تزوجنا وخرجنا من المنامة، ترفض المكوث وتصر على العودة السريعة للمنامة، لأنها عاشت هذه الأجواء وأحبتها، فالتزاور والتكاتف مازال موجوداً اليوم بالأحياء القديمة.
الدراسة والتخصص، كيف بدأتي ولماذا التمريض؟
- درست الابتدائي في مدرسة فاطمة الزهراء الابتدائية، ثم مدرسة عائشة أم المؤمنين الإعدادية، ثم المنامة الثانوية، وكان والدي متحفظاً، فلم يكن خيار الدراسة للفتاة متاحاً كما الآن، إلا أنني استطعت أن أكمل دراستي، وكانت رغبتي أن أدرس الطب لكن الوالد لم يوافق.
كانت زوجة عمي التي تسكن معنا ممرضة، حاولت الحديث مع الوالد، وأقنعته بدراستي للتمريض، لقيتنع الوالد، وكنت أنا البنت الوحيدة بعد أولاد اثنين، وكان الوالد يخاف علي من التعب، ولذلك كان يرفض دراستي للطب.
إلا أنه عندما رأى طبيعة عمل زوجة عمي وافق على أن أكون ممرضة، وكنت من أشد المعجبين بعملها،و كانت زوجة عمي رحمها الله من أوائل الممرضات البحرينيات، وأصبح لدي حب لهذه المهنة لخدمة الناس.
كيف يمكنك أن تصفي هذا القرار، وكيف كانت دراستك؟
- درست التمريض في كلية العلوم الصحية، وأعجبت جداً بالمهنة، وجعلتني قريبة جداً من الناس، وهذا التواصل كان متميزاً، حيث إنك تحتك بجميع من يحتاجون الخدمة، سواء مرضى أو أطفالاً أو نساء أو مرافقين، وغيرهم، وكلما ساعدت الناس كنت أشعر بأني أقرب إليهم.
بعد التوظيف، كانت مسؤولتي أسترالية وكنت متخرجة حديثاً، في المقابلة، قالت احتاج إلى واحدة منكم تعمل في قسم مكافحة السرطان، وكان في ذلك الوقت لا يوجد مستشفى للسرطان، فالجميع كان متخوفاً من القسم الجديد، وكانت تمر علينا لاختيار الأنسب لهذا القسم.
كنت متخرجة بتفوق من بكالوريوس التمريض، فاختارتني لأكون أول ممرضة تعمل في قسم الإنكولوجي، وهو قسم معالجة أمراض السرطان، واختارتني لأن لدي صبراً وتحملاً، وعدم الجزع من صعوبة حالة المريضً.
كيف بدأ قسم أمراض الدم والأورام بمجمع السلمانية؟
- أخذوا في البداية أكبر غرفة في مستشفى السلمانية في وحدة العناية القصيرة، وافتتحوها لعلاج مرضى السرطان «الكيموثيربي» أو العلاج الكيمياوي، ثم أرسلت إلى الكويت التي بدأت قبلنا العلاج الكيمياوي، لدراسة طريقة حقن الأدوية الكيمياوية،وتحضيرها، وقبل ذلك لم تكن الصيدلية هي من تحضر، بل الممرضة المتخصصة.
أخذت دورة في الكويت لمدة 3 أشهر، كانت حول التعامل مع مرضى السرطان، والكيموثيربي كنا نلبس لباساً خاصاً، ونمشي وفق بروتوكول طبي، وعند عودتي، كنت الوحيدة المؤهلة لذلك بالسلمانية، أبلغت رئيسة القسم بضرورة تدريب أخريات. واقترحت على قسم التمريض إجراء دورات ثقافة للممرضات، وتعليمهن كيف يقمن بتحضير العلاج الكيمياوي، وبالفعل أعطوني أول ممرضة لأبدأ بتعليمها، ومن ثم نقلت المعرفة عبر ورش العمل.
ابتعثت لدراسة الماجستير في تمريض السرطان، وكان قسماً جديداً في البحرين، ذهبت إلى إيرلندا وكان لديهم برنامج مدته سنتين، وانتهيت منه، دبلوماً علياً ثم الماجستير.
وأين كانت العائلة بالنسبة لك؟
- تزوجت وأنا في سنة أولى بكالوريوس، وفي السنة الثانية أنجبت ابنتي الأولى، وكنت محافظة على منزلي، وأجمع ما بين العمل والمنزل والدراسة، لم أهمل يوماً أسرتي، وحافظت على شغفي بالدراسة والعلم، وكنت الموجه لأبنائي، وحفزت فيهم التوجه إلى العلم.
كأم، لدي أبناء، لم أتوقف عن الدراسة وطلب العلم، أصررت على دراسة الماجستير.
عندما ذهبت إلى إيرلندا، كان لدي طفلتان، وحاملاً بطفلي الثالث علي، ودرست وتفوقت، وتم تكريمي عندما عدت في عيد العلم على يد المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، وذلك لتفوقي في دراستي.
هل طبقتي ما تعلمته بإيرلندا؟
- في إيرلندا، كان لديهم مستشفيات ضخمة لعلاج السرطان، وهم مشهورون جداً بذلك، وأثناء تواجدي تعلمت كيفية كتابة البروتوكولات العلاجية، ومساندة المرضى، وعندما عدت إلى البحرين قمت بإنشاء سياسات التعامل مع مرضى السرطان، ففي ذلك الوقت لم يكن يوجد أي سياسات في طريقة التعامل مع أمراض السرطان.
وبالتعاون مع أطباء البحرين وزملائنا الأجانب الموجودين بالمستشفى، عملنا على إنشاء السياسات، ومن ثم تم افتتاح مركز علاج أمراض الدم والأورام في 1996، وكان في المبنى الجديد بالسلمانية، عند مدخل الطوارئ، وفي هذا المركز بدأنا نعمل بمركز كبير وليس وحدة صغيرة.
فور انتقالنا للمكان الجديد، تسلمت رئاسة التمريض لقسم السرطان، وتعلمت في رحلتي التدريبية والعملية كثيراً من الأمور، فالجانب النفسي له دور كبير بالتعامل مع مرضى السرطان. ويجب دائماً دفعهم إلى الإيجابية، فالإصابة بالسرطان ليست نهاية العالم، ويستطيع المريض مقاومته، فالنفسية القوية تستطيع مواجهة هذا المرض بسهولة.
كنت أخفي الكثير من المشاعر أمام المرضى، أحاول تشجيعهم للخروج من المحنة، وكنت أحاول أن أكون داعماً لهم، والكثير منهم تماثلوا للشفاء بفضل الله ثم بفضل العلاج المتطور في السلمانية والدعم النفسي الكبير.البحرين تهتم بتطوير الخدمات والمنظومة الصحية، خصوصاً في السلمانية.
بعد رئاستي لقسم التمريض الخاص بالأورام، تم ترقيتي لأن أكون رئيسة التمريض في قسم الباطنية بأكمله في السلمانية، ومن ثم رقيت إلى رئيسة قسم التمريض.
هل توقفت هنا، أم فكرتِ بتكملة التحصيل العلمي؟
- لم تأخذني الدنيا والعمل عن شغفي الأول وهو العلم والقراءة، قدمت وقبلت لدراسة الدكتوراه في الإدارة الصحية، وكنت من أوائل من يتخصصون في ذلك، وبدأت الدراسة في أول سنة، ثم اجتمعت مع الدكتور عزيز حمزة وكيل وزارة الصحة، وعرض علي أن أكون مديراً إدارياً للطب النفسي، وذلك بعد علمه بأنني أدرس الإدارة الصحية.
عينت في عام 2000، بعد بدء دراسة الدكتوراه، ثم سافرت ودرست لمدة سنة ونصف، جزء منها نظري وجزء منها بحثي، وبعد ذلك، بدأت في العمل على بحث الدكتوراه ، وفيما بعد ابتعثت لتكملة الدكتوراه بعد بدئي بالدراسة بسنة، ما شكل حافزاً أكبر للتفوق والعمل، وتخرجت بامتياز، وتم تكريمي مجدداً في عيد العلم في عام 2006.
على الصعيد العملي، كانت هناك خطة تطويرية في جميع أقسام وزارة الصحة، وتم اختياري لأكون مديراً إدارياً للطب النفسي، كأول بحرينية بهذا المنصب، وكانت وقتها لدي خبرة كبيرة، تدرجت في الوظائف من ممرضة إلى مديرة.
اجتهدت بكل إخلاص على تطوير الطب النفسي في البحرين، وأهم إنجاز بالتعاون مع زملائي، كان عمل دراسة لتطوير مبنى مستشفى الطب النفسي، والذي كان يعاني من الضغط وكثرة المرضى، فحولنا أحد الحدائق إلى مبنى ملحق بالمستشفى.
وبعد حصولي على الدكتوراه، تم تعييني كمدير إداري لجميع المستشفيات الحكومية، وفي عملي الجديد كنت مسؤولة عن جميع المستشفيات العامة والمتخصصة.
كان هناك إدارتان، الأولى لمستشفى السلمانية، والأخرى لجميع المراكز والمستشفيات الأخرى، وكنت مديراً لهذا القطاع، من خلال دراستي، قمت بإدخال الكثير من اللمسات الإدارية العلمية إلى عمل المستشفيات الحكومية.
همة عالية للتحصيل العلمي، كيف كنت تغذينها؟
- الدراسة لا يجب أن يعيقها شيء، عندي شغف كبير للاطلاع، لدي حب كبير للقراءة والكتب، أقرأ كل ما يقع تحت يدي، في الثانوية كنت أقرأ الكثير، كنا نذهب إلى مكتبة الماحوزي بالمنامة وكنت كثيرة القراءة.
عندما بدأت الدراسة بكلية العلوم الصحية، كنت في المساء أذهب إلى مدرسة الحورة الثانوية، حيث كانت هناك دورات مجانية تعطى مساء لمن يحب أن يدرس، مع أنني كنت مختصة بالتمريض، إلا أنني كنت أحب الاطلاع، درست الكتابة العربية، درست الكتابة الإنجليزية، درست المحاسبة وكانت تسمى ذلك الوقت «مسك دفاتر».
فيما كان أبناء جيلي يتجهون إلى اللعب كنت أجد متعتي الكبرى في الدراسة والقراءة، لم أكن ألتفت إلى أي شيء آخر، أدرس بالجامعة، أرجع إلى الكورسات، ثم أرجع وأدرس، وكنت دائماً أحب أن أتفوق، وأقبل التحدي.
بعد ترك العمل الحكومي، هل اتجهت للقطاع الخاص؟
- بعد الخروج من الحكومة في 2008، توجهت إلى المملكة العربية السعودية، وشاركت بتأسيس كلية علوم صحية في مدينة الخبر، وكنت من المؤسسين لتلك الكلية، وحيث إنني متخصصة بالتمريض والإدارة الصحية، استطعت المساعدة في ذلك، والدخول إلى المجال الأكاديمي.
عملت في السعودية 7 سنوات، كنت نائب عميد كلية العلوم الصحية، شاركت بتأسيس الكلية من نقطة الصفر، واعتمدنا على المناهج البريطانية، من نفس الجامعة التي درست فيها في بريطانيا، واستطعنا استقطاب أعداد كبيرة من الفتيات السعوديات، وتخريج الكثير من الأفواج.
أكاديمية ناجحة بسيرة مهنية كبيرة، ما الذي دفعك لاقتحام عالم السياسة عبر مجلس النواب؟
- كنت في السعودية وبدأت أجواء الاستعداد للانتخابات النيابية عام 2014، على الرغم من أنني أسجل نجاحات في مجال عملي الأكاديمي بالسعودية، إلا أن قلبي وعقلي وروحي متعلقين في البحرين، حتى أثناء وجودي في بلدي الثاني السعودية كنت أعكس الشخصية البحرينية المتواضعة الخلوقة الجادة المتعلمة.
ومع قرب الانتخابات، طرح علي الأهل فكرة المشاركة في الانتخابات، كانوا يرون بأن شخصيتي مناسبة، وبدأت فعلاً بالتفكير في الموضوع، وعندما بدأت أدرس الأرض، رأيت بأن لدي شغفاً وحباً للعمل العام، ومن الممكن أن أقدم المزيد للبحرين.
عدت إلى البحرين، وطلبت إجازة من الجامعة، وبالفعل أعلنت نزولي إلى الانتخابات، وبدأت أشكل فريق العمل، تدرجي الوظيفي، والأعداد الهائلة من الموظفين في مستشفيات البحرين، كان الكثير منهم يعرفونني شخصياً بفضل العمل.
الدعم كان كبيراً جداً من الأهالي، فتشجعت أكثر لخوض التجربة، كتب الله لنا الفوز بأكثر من 70% من أصوات الدائرة، اكتسحت كامرأة بحرينية الانتخابات، وهذا إنجاز كبير، الأغلبية كانوا يقفون معي، وكنت سعيدة بخدمة بلدي.
ماهو الهم الأول الذي حملته جميلة السماك تحت قبة البرلمان؟
- تحت قبة البرلمان، ركزت على ملفات أساسية، أهمها المستندة على خبراتي، مثل قانون الصحة العامة، وأجرينا عليه الكثير من التعديلات، وقانون الضمان الصحي، والتأمين الصحي، والذي رأى النور في مايو 2018، ودافعنا عنه بقوة، وعدلنا على هذا القانون.
أهم إنجاز اعتبره بالنسبة لي هو قانون التعطل، حيث اقترحت زيادة مبلغ التعطل في القانون، ونجحنا بزيادة المتخرجين من الثانوي 50 ديناراً والجامعي 100 دينار، وتم تطبيق هذا القانون.
هناك الكثير من الملفات التي عملنا عليها، بصفتي عضوة في لجنة الخدمات، التي تحوي على الصحة والتأمينات الاجتماعية والكثير من الملفات، وفي دورتي عملنا على الكثير من القوانين، أنا فخورة بما أنجزناه، قدمنا مشاريع بقوانين واقتراحات برغبة.
أين جميلة السماك اليوم؟
- متواجدة دائماً لخدمة بلدي، وهذا شرف، أينما أكون وأظل أخدم البحرين، وأثناء وجودي بالبرلمان حظيت بشرف تعييني كعضو استشاري بالأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حتى أنتهاء مدتي، وأثناء وجودي أيضاً في مجلس النواب تم تعييني كعضو مفوض في المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان.
ما زلت طموحة، وأريد أن أخدم بلدي في أي موقع كنت فيه، نظرتي ليست العمل العادي، بل الإتقان والجودة في العمل، هذه نظرتي للأمور وهدفي، مازال لدي الكثير من الطموح لخدمة البحرين، الآن أعمل على استشارات في الإدارة الصحية، وأقدمها للكثير من المؤسسات الصحية، خدمة بلدي هي هدف لي، وحاولت خدمتها على أكمل وجه في كل موضع كنت فيه.
ترعرعت بـ»البيت العود» على التكافل والاستقرار الأسري
التكاتف كان سمة المجتمع في المنامة وكلنا عائلة واحدة
والدي رفض دراستي الطب فأصبحت ممرضة
كنت أول ممرضة في قسم معالجة أمراض السرطان
في فرجان المنامة العتيقة، التي امتزجت بها روائح البهارات البحرينية، مع البخور الطيبة، وفي «البيت العود» الذي تلفه المودة، التكافل، الاستقرار، وطيبة أهل البحرين، ترعرعت عضو مجلس النواب السابق، الدكتورة جميلة السماك، في أجواء كانت يسودها التكافل والاستقرار الأسري. وسردت السماك مسيرتها لـ»الوطن»، مؤكدة أن التكاتف كان سمة المجتمع في المنامة، حيث كانت بيئة العائلة ممتدة ولا أحد يشعر أنه محتاج إلى شيء، مشيرة إلى أن مشاغل الدنيا والعمل لم يأخذاها عن شغفها الأول وهو العلم والقراءة، وأنها على استعداد لخدمة البحرين في أي موقع ومازال لديها الكثير.
وتشير إلى أنها توجهت إلى المملكة العربية السعودية في عام 2008، وشاركت بتأسيس كلية علوم صحية في مدينة الخبر، وعندما بدأت أجواء الاستعداد للانتخابات النيابية عام 2014، طرح علي الأهل فكرة المشاركة في الانتخابات، وعدت إلى البحرين وطلبت إجازة من الجامعة، وبالفعل ترشحت للانتخابات، وكتب الله لنا الفوز بأكثر من 70% من أصوات الدائرة..وفيما يلي اللقاء:
كيف كانت البداية لجميلة السماك في فرجان المنامة؟
- نشأت في بيئة محافظة بالمنامة فريق الحمام، قرب مدرسة المنامة الثانوية ومدرسة فاطمة الزهراء وعائشة أم المؤمنين، أسرتي من ناحية أمي وأبي من المنامة، عشت طفولة جميلة، كنا نسكن في بيت أسرة ممتدة، مع الوالد والوالدة والجد والجدة وأعمامي وأولادهم.
ترعرعت بالبيت العود في بيئة من الاستقرار والتكامل، ودعم بعضنا البعض والتعاون، وكانت حياة اجتماعية أسرية جميلة. كنا نذهب للمدرسة مشياً على الأقدام، وكنا نخرج على شكل وفد كبير من بيت العائلة أنا وبنات عمي وبنات أخوالي والجيران، كنا يداً واحدة ونتحرك كفريق.
هذه الأجواء العائلية كيف انعكست على شخصيتك؟
- التكاتف كان سمة المجتمع في المنامة، وكانت البيئة وكأنها عائلة ممتدة، لا أحد يشعر بأنه يحتاج شيئاً، الجميع موجودون لدعمك، الجد الجدة، الأعمام، إنها عزوة حقيقية، ومجال دعم رائع لكل شخص للتفوق والتميز، وهذا شيء لا يمكن نسيانه، وكنت أتمنى استمرار ذلك، لكن الحياة تطورت والناس بدأت الانعزال.
اشترى والدي بيتاً قديماً خلف المستشفى القديم وأعاد بنائه، وانتقلنا إلى هذا المنزل، عائلة السماك عائلة تمتد منازلها من المستشفى الأمريكي لمنطقة القلال في المنامة بفريج المخارقة. وبنفس المنطقة التي عشنا فيها، كانت توجد الكنيسة المسيحية، ولم يكن هناك أي نوع من التفرقة والطائفية أو النعرات المذهبية، كنا أسرة واحدة، لا نميز بين مسيحي أو سني أو شيعي أو أي طائفة من الناس.
فالمنامة وعلى الرغم من تنوعها إلا أنها متجانسة اجتماعياً وهناك تكاتف وتعاون بين السكان، وكان لنا صديقات من جميع الطوائف، جيراننا متنوعو الأعراق واللغات، ورغم ذلك كان هناك تكاتف كبير بين الناس.
كانت الوالدة تستقبل العوائل من مختلف الطوائف، ومازالت إلى اليوم تستقبل نساء المنطقة، وعندما تأتي إلى بيوتنا بعد أن تزوجنا وخرجنا من المنامة، ترفض المكوث وتصر على العودة السريعة للمنامة، لأنها عاشت هذه الأجواء وأحبتها، فالتزاور والتكاتف مازال موجوداً اليوم بالأحياء القديمة.
الدراسة والتخصص، كيف بدأتي ولماذا التمريض؟
- درست الابتدائي في مدرسة فاطمة الزهراء الابتدائية، ثم مدرسة عائشة أم المؤمنين الإعدادية، ثم المنامة الثانوية، وكان والدي متحفظاً، فلم يكن خيار الدراسة للفتاة متاحاً كما الآن، إلا أنني استطعت أن أكمل دراستي، وكانت رغبتي أن أدرس الطب لكن الوالد لم يوافق.
كانت زوجة عمي التي تسكن معنا ممرضة، حاولت الحديث مع الوالد، وأقنعته بدراستي للتمريض، لقيتنع الوالد، وكنت أنا البنت الوحيدة بعد أولاد اثنين، وكان الوالد يخاف علي من التعب، ولذلك كان يرفض دراستي للطب.
إلا أنه عندما رأى طبيعة عمل زوجة عمي وافق على أن أكون ممرضة، وكنت من أشد المعجبين بعملها،و كانت زوجة عمي رحمها الله من أوائل الممرضات البحرينيات، وأصبح لدي حب لهذه المهنة لخدمة الناس.
كيف يمكنك أن تصفي هذا القرار، وكيف كانت دراستك؟
- درست التمريض في كلية العلوم الصحية، وأعجبت جداً بالمهنة، وجعلتني قريبة جداً من الناس، وهذا التواصل كان متميزاً، حيث إنك تحتك بجميع من يحتاجون الخدمة، سواء مرضى أو أطفالاً أو نساء أو مرافقين، وغيرهم، وكلما ساعدت الناس كنت أشعر بأني أقرب إليهم.
بعد التوظيف، كانت مسؤولتي أسترالية وكنت متخرجة حديثاً، في المقابلة، قالت احتاج إلى واحدة منكم تعمل في قسم مكافحة السرطان، وكان في ذلك الوقت لا يوجد مستشفى للسرطان، فالجميع كان متخوفاً من القسم الجديد، وكانت تمر علينا لاختيار الأنسب لهذا القسم.
كنت متخرجة بتفوق من بكالوريوس التمريض، فاختارتني لأكون أول ممرضة تعمل في قسم الإنكولوجي، وهو قسم معالجة أمراض السرطان، واختارتني لأن لدي صبراً وتحملاً، وعدم الجزع من صعوبة حالة المريضً.
كيف بدأ قسم أمراض الدم والأورام بمجمع السلمانية؟
- أخذوا في البداية أكبر غرفة في مستشفى السلمانية في وحدة العناية القصيرة، وافتتحوها لعلاج مرضى السرطان «الكيموثيربي» أو العلاج الكيمياوي، ثم أرسلت إلى الكويت التي بدأت قبلنا العلاج الكيمياوي، لدراسة طريقة حقن الأدوية الكيمياوية،وتحضيرها، وقبل ذلك لم تكن الصيدلية هي من تحضر، بل الممرضة المتخصصة.
أخذت دورة في الكويت لمدة 3 أشهر، كانت حول التعامل مع مرضى السرطان، والكيموثيربي كنا نلبس لباساً خاصاً، ونمشي وفق بروتوكول طبي، وعند عودتي، كنت الوحيدة المؤهلة لذلك بالسلمانية، أبلغت رئيسة القسم بضرورة تدريب أخريات. واقترحت على قسم التمريض إجراء دورات ثقافة للممرضات، وتعليمهن كيف يقمن بتحضير العلاج الكيمياوي، وبالفعل أعطوني أول ممرضة لأبدأ بتعليمها، ومن ثم نقلت المعرفة عبر ورش العمل.
ابتعثت لدراسة الماجستير في تمريض السرطان، وكان قسماً جديداً في البحرين، ذهبت إلى إيرلندا وكان لديهم برنامج مدته سنتين، وانتهيت منه، دبلوماً علياً ثم الماجستير.
وأين كانت العائلة بالنسبة لك؟
- تزوجت وأنا في سنة أولى بكالوريوس، وفي السنة الثانية أنجبت ابنتي الأولى، وكنت محافظة على منزلي، وأجمع ما بين العمل والمنزل والدراسة، لم أهمل يوماً أسرتي، وحافظت على شغفي بالدراسة والعلم، وكنت الموجه لأبنائي، وحفزت فيهم التوجه إلى العلم.
كأم، لدي أبناء، لم أتوقف عن الدراسة وطلب العلم، أصررت على دراسة الماجستير.
عندما ذهبت إلى إيرلندا، كان لدي طفلتان، وحاملاً بطفلي الثالث علي، ودرست وتفوقت، وتم تكريمي عندما عدت في عيد العلم على يد المغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، وذلك لتفوقي في دراستي.
هل طبقتي ما تعلمته بإيرلندا؟
- في إيرلندا، كان لديهم مستشفيات ضخمة لعلاج السرطان، وهم مشهورون جداً بذلك، وأثناء تواجدي تعلمت كيفية كتابة البروتوكولات العلاجية، ومساندة المرضى، وعندما عدت إلى البحرين قمت بإنشاء سياسات التعامل مع مرضى السرطان، ففي ذلك الوقت لم يكن يوجد أي سياسات في طريقة التعامل مع أمراض السرطان.
وبالتعاون مع أطباء البحرين وزملائنا الأجانب الموجودين بالمستشفى، عملنا على إنشاء السياسات، ومن ثم تم افتتاح مركز علاج أمراض الدم والأورام في 1996، وكان في المبنى الجديد بالسلمانية، عند مدخل الطوارئ، وفي هذا المركز بدأنا نعمل بمركز كبير وليس وحدة صغيرة.
فور انتقالنا للمكان الجديد، تسلمت رئاسة التمريض لقسم السرطان، وتعلمت في رحلتي التدريبية والعملية كثيراً من الأمور، فالجانب النفسي له دور كبير بالتعامل مع مرضى السرطان. ويجب دائماً دفعهم إلى الإيجابية، فالإصابة بالسرطان ليست نهاية العالم، ويستطيع المريض مقاومته، فالنفسية القوية تستطيع مواجهة هذا المرض بسهولة.
كنت أخفي الكثير من المشاعر أمام المرضى، أحاول تشجيعهم للخروج من المحنة، وكنت أحاول أن أكون داعماً لهم، والكثير منهم تماثلوا للشفاء بفضل الله ثم بفضل العلاج المتطور في السلمانية والدعم النفسي الكبير.البحرين تهتم بتطوير الخدمات والمنظومة الصحية، خصوصاً في السلمانية.
بعد رئاستي لقسم التمريض الخاص بالأورام، تم ترقيتي لأن أكون رئيسة التمريض في قسم الباطنية بأكمله في السلمانية، ومن ثم رقيت إلى رئيسة قسم التمريض.
هل توقفت هنا، أم فكرتِ بتكملة التحصيل العلمي؟
- لم تأخذني الدنيا والعمل عن شغفي الأول وهو العلم والقراءة، قدمت وقبلت لدراسة الدكتوراه في الإدارة الصحية، وكنت من أوائل من يتخصصون في ذلك، وبدأت الدراسة في أول سنة، ثم اجتمعت مع الدكتور عزيز حمزة وكيل وزارة الصحة، وعرض علي أن أكون مديراً إدارياً للطب النفسي، وذلك بعد علمه بأنني أدرس الإدارة الصحية.
عينت في عام 2000، بعد بدء دراسة الدكتوراه، ثم سافرت ودرست لمدة سنة ونصف، جزء منها نظري وجزء منها بحثي، وبعد ذلك، بدأت في العمل على بحث الدكتوراه ، وفيما بعد ابتعثت لتكملة الدكتوراه بعد بدئي بالدراسة بسنة، ما شكل حافزاً أكبر للتفوق والعمل، وتخرجت بامتياز، وتم تكريمي مجدداً في عيد العلم في عام 2006.
على الصعيد العملي، كانت هناك خطة تطويرية في جميع أقسام وزارة الصحة، وتم اختياري لأكون مديراً إدارياً للطب النفسي، كأول بحرينية بهذا المنصب، وكانت وقتها لدي خبرة كبيرة، تدرجت في الوظائف من ممرضة إلى مديرة.
اجتهدت بكل إخلاص على تطوير الطب النفسي في البحرين، وأهم إنجاز بالتعاون مع زملائي، كان عمل دراسة لتطوير مبنى مستشفى الطب النفسي، والذي كان يعاني من الضغط وكثرة المرضى، فحولنا أحد الحدائق إلى مبنى ملحق بالمستشفى.
وبعد حصولي على الدكتوراه، تم تعييني كمدير إداري لجميع المستشفيات الحكومية، وفي عملي الجديد كنت مسؤولة عن جميع المستشفيات العامة والمتخصصة.
كان هناك إدارتان، الأولى لمستشفى السلمانية، والأخرى لجميع المراكز والمستشفيات الأخرى، وكنت مديراً لهذا القطاع، من خلال دراستي، قمت بإدخال الكثير من اللمسات الإدارية العلمية إلى عمل المستشفيات الحكومية.
همة عالية للتحصيل العلمي، كيف كنت تغذينها؟
- الدراسة لا يجب أن يعيقها شيء، عندي شغف كبير للاطلاع، لدي حب كبير للقراءة والكتب، أقرأ كل ما يقع تحت يدي، في الثانوية كنت أقرأ الكثير، كنا نذهب إلى مكتبة الماحوزي بالمنامة وكنت كثيرة القراءة.
عندما بدأت الدراسة بكلية العلوم الصحية، كنت في المساء أذهب إلى مدرسة الحورة الثانوية، حيث كانت هناك دورات مجانية تعطى مساء لمن يحب أن يدرس، مع أنني كنت مختصة بالتمريض، إلا أنني كنت أحب الاطلاع، درست الكتابة العربية، درست الكتابة الإنجليزية، درست المحاسبة وكانت تسمى ذلك الوقت «مسك دفاتر».
فيما كان أبناء جيلي يتجهون إلى اللعب كنت أجد متعتي الكبرى في الدراسة والقراءة، لم أكن ألتفت إلى أي شيء آخر، أدرس بالجامعة، أرجع إلى الكورسات، ثم أرجع وأدرس، وكنت دائماً أحب أن أتفوق، وأقبل التحدي.
بعد ترك العمل الحكومي، هل اتجهت للقطاع الخاص؟
- بعد الخروج من الحكومة في 2008، توجهت إلى المملكة العربية السعودية، وشاركت بتأسيس كلية علوم صحية في مدينة الخبر، وكنت من المؤسسين لتلك الكلية، وحيث إنني متخصصة بالتمريض والإدارة الصحية، استطعت المساعدة في ذلك، والدخول إلى المجال الأكاديمي.
عملت في السعودية 7 سنوات، كنت نائب عميد كلية العلوم الصحية، شاركت بتأسيس الكلية من نقطة الصفر، واعتمدنا على المناهج البريطانية، من نفس الجامعة التي درست فيها في بريطانيا، واستطعنا استقطاب أعداد كبيرة من الفتيات السعوديات، وتخريج الكثير من الأفواج.
أكاديمية ناجحة بسيرة مهنية كبيرة، ما الذي دفعك لاقتحام عالم السياسة عبر مجلس النواب؟
- كنت في السعودية وبدأت أجواء الاستعداد للانتخابات النيابية عام 2014، على الرغم من أنني أسجل نجاحات في مجال عملي الأكاديمي بالسعودية، إلا أن قلبي وعقلي وروحي متعلقين في البحرين، حتى أثناء وجودي في بلدي الثاني السعودية كنت أعكس الشخصية البحرينية المتواضعة الخلوقة الجادة المتعلمة.
ومع قرب الانتخابات، طرح علي الأهل فكرة المشاركة في الانتخابات، كانوا يرون بأن شخصيتي مناسبة، وبدأت فعلاً بالتفكير في الموضوع، وعندما بدأت أدرس الأرض، رأيت بأن لدي شغفاً وحباً للعمل العام، ومن الممكن أن أقدم المزيد للبحرين.
عدت إلى البحرين، وطلبت إجازة من الجامعة، وبالفعل أعلنت نزولي إلى الانتخابات، وبدأت أشكل فريق العمل، تدرجي الوظيفي، والأعداد الهائلة من الموظفين في مستشفيات البحرين، كان الكثير منهم يعرفونني شخصياً بفضل العمل.
الدعم كان كبيراً جداً من الأهالي، فتشجعت أكثر لخوض التجربة، كتب الله لنا الفوز بأكثر من 70% من أصوات الدائرة، اكتسحت كامرأة بحرينية الانتخابات، وهذا إنجاز كبير، الأغلبية كانوا يقفون معي، وكنت سعيدة بخدمة بلدي.
ماهو الهم الأول الذي حملته جميلة السماك تحت قبة البرلمان؟
- تحت قبة البرلمان، ركزت على ملفات أساسية، أهمها المستندة على خبراتي، مثل قانون الصحة العامة، وأجرينا عليه الكثير من التعديلات، وقانون الضمان الصحي، والتأمين الصحي، والذي رأى النور في مايو 2018، ودافعنا عنه بقوة، وعدلنا على هذا القانون.
أهم إنجاز اعتبره بالنسبة لي هو قانون التعطل، حيث اقترحت زيادة مبلغ التعطل في القانون، ونجحنا بزيادة المتخرجين من الثانوي 50 ديناراً والجامعي 100 دينار، وتم تطبيق هذا القانون.
هناك الكثير من الملفات التي عملنا عليها، بصفتي عضوة في لجنة الخدمات، التي تحوي على الصحة والتأمينات الاجتماعية والكثير من الملفات، وفي دورتي عملنا على الكثير من القوانين، أنا فخورة بما أنجزناه، قدمنا مشاريع بقوانين واقتراحات برغبة.
أين جميلة السماك اليوم؟
- متواجدة دائماً لخدمة بلدي، وهذا شرف، أينما أكون وأظل أخدم البحرين، وأثناء وجودي بالبرلمان حظيت بشرف تعييني كعضو استشاري بالأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حتى أنتهاء مدتي، وأثناء وجودي أيضاً في مجلس النواب تم تعييني كعضو مفوض في المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان.
ما زلت طموحة، وأريد أن أخدم بلدي في أي موقع كنت فيه، نظرتي ليست العمل العادي، بل الإتقان والجودة في العمل، هذه نظرتي للأمور وهدفي، مازال لدي الكثير من الطموح لخدمة البحرين، الآن أعمل على استشارات في الإدارة الصحية، وأقدمها للكثير من المؤسسات الصحية، خدمة بلدي هي هدف لي، وحاولت خدمتها على أكمل وجه في كل موضع كنت فيه.